البنوك المركزية تسعى لإنقاذ الاقتصاد العالمي

اقتصادية 2019/09/15
...

عواصم / وكالات
 
 
شهد الأسبوع الماضي خطوات صارمة من قبل البنك المركزي الأوروبي وآخرين، تهدف إلى تيسير السياسة النقدية في مساع لدعم الاقتصاد، لكن هل تفلح هذه المساعي؟
تتمثل خطوات البنوك المركزية العالمية في لجوء البعض إلى خفض حاد في معدلات الفائدة كما فعلت تركيا وسط الانفتاح على إجراء إضافي كعودة برامج التيسير الكمي للساحة مرة أخرى مثلما قرر المركزي الأوروبي.
 
المركزي الاوروبي
قام المركزي الأوروبي بخفض معدلات الفائدة على تسهيلات الودائع 10 نقاط أساس لتصبح -0.5 بالمئة، فيما أبقى معدلات الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسة وإعادة التمويل والإقراض الهامشي عند 0.00 بالمئة و0.25 بالمئة على الترتيب، وفقاً لبيان السياسة النقدية.
وأرجع رئيس المركزي الأوروبي "ماريو دراجي"،الذي يستعد لترك منصبه الشهر المقبل، قرارات البنك إلى ثلاثة عوامل رئيسة،وهي؛ تباطؤ النمو الاقتصادي المطول والمخاطر الهبوطية المستمرة في التجارة العالمية ومراجعة توقعات التضخم بالخفض.
وعلاوة على ذلك، فإن التضخم في منطقة اليورو، والذي يقف عند مستوى 1 بالمئة، يبعد كثيراً عن مستهدف البنك المركزي والبالغ أقل قليلاً من 2 بالمئة.
 
معدل الفائدة
بالنظر إلى تركيا، فإن البنك المركزي التركي قام بتنفيذ خفض حاد في معدل الفائدة مع تقليص قدره 325 نقطة أساس، وهي الخطوة المماثلة تقريباً لما حدث في اجتماعه الأخير ليصبح مجموع ما خفضه 7.5 بالمئة أو 750 نقطة أساس.
وأصبح معدل الفائدة في تركيا الآن 16.5 بالمئة بعد أن كان يقف عند 24 بالمئة قبل أقل من شهرين فقط، وهو ما يأتي بما يتوافق مع رغبة وتوقعات أردوغان.
ويتزامن قرار السياسة النقدية في تركيا مع تجنب أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط الدخول في مرحلة ركود بالإضافة إلى تباطؤ التضخم مسجلاً أدنى مستوى في 15 شهراً كما أن توقعات التضخم آخذة في التحسن.
وعلى النهج نفسه، سار البنك المركزي في الدنمارك ليقلص الفائدة بنحو 10 نقاط أساس لتصبح - 0.75 بالمئة وهو مستوى قياسي متدنٍ، وهي الخطوة نفسها التي لجأت لها روسيا قبل أيام قليلة.
 
تيسير نقدي
في أعقاب الأزمة المالية العالمية، اتبعت البنوك المركزية حول العالم خطوات تيسيرية في سياستها النقدية من أجل دعم الاقتصاد المتهالك وتحفيز النمو الاقتصادي وهو ما حدث بالفعل وشوهدت نتائجه على مدى السنوات القليلة الماضي.
لكن بعد مرور ما يزيد عن العقد على الأزمة، ووسط إشارات قوية بأن الاقتصاد العالمي آخذ في التباطؤ، هل ينجح تكرار سيناريو اللهجة الحذرة للبنوك المركزية مجدداً؟ أو بمعنى آخر؛ هل تؤتي خطوات خفض الفائدة وبرامج التيسير الكمي بثمارها؟.
وفي هذا الشأن، تؤكد رئيسة قسم أبحاث الاقتصاد والسوق في معهد بلاك روك "إلغا بارتش" أن هناك حاجة ملحة لسياسات غير مسبوقة من أجل التعامل مع فترة تراجع النشاط الاقتصادي القادم.
وتعزي السبب في ذلك إلى أن السياسة النقدية استنفدت بالفعل الكثير من أدواتها مع تراجع معدلات الفائدة العالمية إلى الصفر أو إلى ما هو دون ذلك.
ومهما تعددت الآراء التي تحلل مدى فعالية تكرار سيناريو استجابة البنوك المركزية، فإن هذا التساؤل يظل قائماً حتى تثبت التجربة الفعلية إجابة واضحة ومحددة.