القيل والقال والشائعات.. أسبابها وتأثيراتها

اسرة ومجتمع 2019/09/21
...

شيري جوردون
ترجمة: شيماء ميران
هناك سلسلة من الاحداث تحصل وتتكرر كثيرا خلال سنوات المراهقة، حتى ان البعض اصبح يتقبلها كجزء طبيعي من حياة المراهق، فمن الممكن ان تنطوي حياة المراهق على صداقات سيئة وعلاقات مشينة ونشر الشائعات. وفي الواقع قد تكون النميمة مؤلمة صراحة ولا يمكن تجاهلها في اغلب الاحيان بالنسبة لأولئك الذين يتأثرون بها خصوصا اذا ما تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشرها.
اذا الاطفال الذين يتعرضون للنميمة يتأثرون بها سلبيا، فعلى سبيل المثال يمكن للقيل والقال والشائعات ان تدمر ثقتهم بانفسهم  وتؤثر في احترامهم لذاتهم، كما تقود الى الاكتئاب والافكار الانتحارية والاضطراب في الاكل والقلق والكثير من القضايا الاخرى.
ويمكن للنميمة والشائعات ان تُنفّر الاصدقاء وتخرب السمعة وحتى تؤدي الى نبذ سلوك الشخص وغيرها من اشكال العلاقة العدائية. ولمساعدة الطفل في التعامل مع النميمة والشائعات بشكل فعّال، فمن الضروري ان نفهم الفرق بينهما، لانه سيساعد ايضا في معرفة السبب وراء مشاركة الاطفال في نشر القيل والقال اوالشائعات.
 
الفرق بين الشائعة والنميمة
إن الشائعات هي اجزاء من معلومات او رواية قد تكون لا صحة لها، ما يعني ان الشخص الذي ينقل الرواية غير متأكد تماما من دقتها. وفي اغلب الاوقات فان الاشخاص الذين ينشرون الشائعات لا يتعبون انفسهم في تحديد ما اذا كانت هناك اية حقيقة فيما يقولونه. وعادة تنتقل الشائعات من شخص الى اخر ويمكن ان تتغير قليلا في كل مرة تُنقل فيها وبالنتيجة قد تصبح الرواية مبالغا بها وتتغير بمرور الوقت.
ويمكن ان تنطوي الشائعات على اي موضوع وغالبا ما تُنقل من شخص لاخر وكأنها سلسلة. فمثلا في المدرسة قد تكون هناك شائعات حول الاختيارات في قسم المسرح او عن الكيفية التي ستتناولها النهاية في درس التاريخ او عن مواعدة رئيس المشجعين سرا لعضو في نادي الشطرنج.
اما النميمة فتختلف قليلا عن الشائعة ودائما تتضمن تفاصيل فاضحة نوعا ما، وهذا يعني ان المعلومات صادمة او شخصية. والاكثر من ذلك انها تنتشر دائما خلف الشخص وقد تكون مؤذية جدا له.
ودائما ما تدور النميمة حول مواضيع كالحب والعلاقات وغيرها، وعادة لا يتحدث عنها الاشخاص في العلن. بالاضافة الى انها دائما تسبب الالم والإذلال للشخص الذي تدور حوله. ويساهم الناس في النميمة من غير ان تكون لديهم ادنى فكرة عن مدى تاثيرها في الشخص الذي يتعرض لها.
 
الاسباب والدوافع
اذا لماذا يتحدث الاطفال بالنميمة وينقلون الشائعات؟ هناك مجموعة متنوعة من الاسباب لذلك. إذ يتحدث معظم الاطفال بالقيل والقال وينشرون الشائعات ليتلائمون مع اصدقائهم كطريقة تشعرهم بالخصوصية او لتثير اعجاب الاخرين بهم. ومن بين هذه الاسباب ليشعروا انهم مفضلون فعندما يشعر الناس بأنهم سيئون يستهدفون الاخرين احيانا في محاولة منهم لتحسين احساسهم بانفسهم وبالنتيجة فهم يتحدثون عن الاخرين كطريقة لصرف الانتباه عنهم.
وكذلك اذا كان هناك شخص اخر ضمن محيط اصدقاء الطفل يمارس النميمة وينقل الشائعات فيحاول الطفل تقليده من اجل ان يكون مقبولا بين اصدقائه. وفي الكثير من الاحيان يكون ضغط الاقران على الطفل عاملا فاعلا في نشر الشائعات والنميمة.
وهناك سبب اخر هو عندما يعلم المراهق سرا لا يعرفه احد غيره، او يكون اول شخص يسمع شائعة بين اصدقائه فان هذا سيجعله مركز الاهتمام. وبالنتيجة قد يستخدم الاطفال النميمة والشائعات كوسيلة للتكيف اجتماعيا او تسلق المراتب الاجتماعية للحصول على الشعبية.
كما يريد بعض المراهقين بان يكونوا المسيطرين او في مكانة اجتماعية اعلى، او مصممين للوصول الى مرتبة اعلى اجتماعيا فيقومون احيانا بالانتقاص من مكانة الشخص الاخر. ويعتبر نشر الشائعات والنميمة واحدا من اساليب الناس الرئيسة لاكتساب  المكانات الاجتماعية وخصوصا الفتيات.
او عندما يحسد المراهقون شخصا اخر لمظهره او مكانته بين الناس او وضعه المالي فقد يلجؤون الى النميمة والشائعات لايذائه. ويميلون الى الانتقام منه عن طريق القيل والقال ونشر الشائعات لمجرد احساسهم بانه يستحق الاذى وبالتالي هي تلبي رغبتهم بالانتقام.
 
البحث عن حلول
وتشير الدراسات الى ان الملل غالبا ما يكون السبب الاول وراء نشر المراهقين للشائعات، لانهم يضجرون من حياتهم لعدم وجود اي احداث مثيرة فيها، فيلجؤون الى الشائعات والنميمة لإضافة المتعة للاشياء وجعل حياتهم اكثر اثارة. 
وعندما يسير المراهقون بالنميمة او نشر شائعة عن احدهم، فهناك عدد من الاشياء يمكن القيام بها للتغلب على ذلك مثلا، يمكن  للمراهق ان  يتوقف عن الخوض او نقل ما يقوله الاخرون بالذهاب مباشرة الى مصدر الرواية ومواجهة المسألة. فالمفتاح هو البحث عن وسيلة مناسبة لمعالجة التحدث بالنميمة ونشر الشائعات بحيث تكون مريحة ومشجعة للطفل او المراهق.
 
عن موقع verywell family