بيعُ كمياتٍ من خام الطوارئ الأميركي لتعويضِ نقص الإمدادات

اقتصادية 2019/09/25
...

واشنطن/ نافع الفرطوسي
 

 

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامر تنفيذيَّة للسماح ببيع كميات من النفط الخام الأميركي من احتياطيات الخزين الستراتيجي للبلاد، لتعويض نقص إمدادات الطاقة العالميَّة التي تأثرت سلباً بعد سلسلة هجمات الطائرات بدون طيار في المملكة العربية السعودية، ما تسبب في انخفاض نصف إنتاج المملكة من النفط الخام، أو نحو 5 بالمئة من الإمدادات العالميَّة.

وذكر ترامب في تغريدات على تويتر، أنَّ كمية النفط التي سيتم إطلاقها ستكون "كافية للحفاظ على إمدادات جيدة في الأسواق". وفي تغريدة في وقت لاحق، أعلن: "لدينا الكثير من النفط!". كما أمر وزير الطاقة الأميركي ريك بيري المسؤولين بالعمل مع الوكالة الدوليَّة للطاقة بشأن الخيارات الممكنة لتنسيق العمل، وفقًا لبيان صدر في واشنطن.

 

الاحتياطي الستراتيجي

وذكر محللون أنَّ استخدام الاحتياطي الستراتيجي للنفط، وهو أكبر خزين إمداد في العالم من الخام الطارئ، يعتمدُ على السرعة التي تمكن السعوديين من استئناف الإنتاج من أكبر منشأة لمعالجة الخام في العالم.

وعملت الولايات المتحدة بمفهوم الخزين الستراتيجي للطوارئ، بعد أنْ فرض الحصار العربي على النفط في 1973 واستخدامه سلاحاً في المعركة ضد إسرائيل وحلفائها، ما ولد ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار وطوابير طويلة أمام محطات الوقود الأميركيَّة حينئذ، وتم استغلال المخزون في السابق استجابة لعملية عاصفة الصحراء (حرب الخليج الثانية) في العام 1991، وإعصار كاترينا في العام 2005، وتعطل الإمدادات الليبيَّة في العام 2011.

 

ثقة كبيرة

وأشار بوب ماكنالي، (مستشار الطاقة السابق للرئيس جورج دبليو بوش ورئيس شركة رابيدان إنرجي غروب الاستشارية): إلى أن "يتوفر تقييم للضرر، لا يمكن إثارة احتمالات ثقة كبيرة في احتمال استغلاله". مستدركاً: "لكن في الوقت الحالي تعمل الإدارة على طمأنة السوق بأنَّ الولايات المتحدة وشركاء تخزين الطوارئ الآخرين في وكالة الطاقة الدوليَّة مستعدون للعمل سوياً وتعويض نقص الإمدادات السعوديَّة للعالم". وقال جو ماكمونيغل، (كبير محللي الطاقة لدى هيدجي ريسك مانجمنت): "لا يتم تحديد أي مخاطر جغرافيَّة سياسيَّة تقريبًا في أسواق النفط التي تركز فقط على الحروب التجاريَّة والمخاوف الكليَّة". مضيفاً "إن إصدار SPR، خاصة إذا تم تنسيقه مع إجراء وكالة الطاقة الدوليَّة، من شأنه أنْ يخفف بعض الارتفاع الحاد في أسعار النفط ولكنه يعتمد أيضًا على المخاطر الجيوسياسيَّة المستمرة والمرتفعة".

 

الإمدادات المستقبليَّة

ويتم تخزين مخزون الطوارئ في كهوف ملح كبيرة تحت الأرض على طول ساحل خليج تكساس ولويزيانا جنوبي البلاد، على الرغم من أنه تم إنشاؤه في الأصل كنسخة احتياطيَّة في حالة صدمات الإمدادات المستقبليَّة، إلا أنَّ الاحتياطي أصبح مؤخرًا بنكًا للكونغرس، يستخدم لتمويل كل شيء من الطرق إلى الأدوية وحتى تخفيض العجز. كما تم بيع قرابة الـ 10 ملايين برميل في أحدث سلسلة من المبيعات بتكليف من الكونغرس الأسبوع الماضي.

 

نوع المخاطرة

واقترح ترامب بيع نصف مخزون الطوارئ في طلب ميزانية العام 2017. وجادلت إدارته في أنَّ إنتاج النفط المحلي القياسي جعل الحفاظ على مثل هذا الاحتياطي الكبير غير ضروري. لكنَّ ماكنالي قال إنَّ "التعطيل المحتمل على المدى الطويل من منشآت النفط الحرجة" مثل منشأة بقيق التي تبلغ طاقتها 5 ملايين برميل يوميًا والتي استهدفت مؤخراً "هو بالضبط نوع المخاطرة التي صممها الاحتياطي النفطي الستراتيجي للتخفيف من هكذا أخطارٍ محدقة".