كيت اربلاند
ترجمة: شيماء ميران
لكل دولة من دول العالم تقاليد شعبية خاصة بها ومنها تقاليد الاحتفاء بأي طفل يفقد اسنانه المؤقتة، او اي شيء اخر مسؤول عن فقدان الاسنان. «يوم جنية الاسنان الوطني» يحتفل به الكثير من الاميركيين والدول التي تتحدث اللغة الانكليزية في الثاني والعشرين من شهر آب من كل عام، إذ يقومون بتوظيف شخص او مجموعة اشخاص للعب دور جنية الاسنان ويدفعون لهم اجورهم بسخاء.
وتبدو عملية الاتفاق البسيطة نسبيا مع الشخص الذي يلعب دور جنية الاسنان غريبة نوعا ما، خصوصا عند شرح المهمة للمبتدئين منهم كي يتمكنوا من تقديم المساعدة في تخفيف وطء صدمة فقدان الاسنان عند الاطفال. ففي اميركا يُدفع المال للاطفال مقابل الاسنان المفقودة، إذ يتم وضع السن تحت الوسادة بعد خلود الاطفال للنوم فتصل جنية الاسنان المفترضة في وقت معين لتشتري السن مقابل مبلغ من المال. ووصل معدل ثمن شراء السن الواحد في عام 2017 الى خمسة دولارات تقريبا. اذن فقدان الاسنان ليس بالامر السيئ
جدا!.
اما في كل من الهند والصين واليابان وكوريا وفيتنام فان وضع السن تحت الوسادة يبدو سهلا ولطيفا لكنه ممل ايضا. فما رأيكم بقذفها في اماكن مختلفة؟ وهذا ما يحدث فعلا في بعض البلدان الآسيوية. فقديما عندما يُسقط الطفل سنه من فكه السفلي يقوم بقذفها تجاه سقف المنزل، بينما اسنان الفك العلوي فيقذفها ارضا، والفكرة في ذلك ان الاسنان الجديدة ستنبت باتجاه القديمة. ليس هذا فقط، بل يقوم الطفل الذي سقطت اسنانه بتمني امنية عند قذفه لها بان ينبت مكان اسنانه المفقودة اسنان الفأر، وذلك لان الفئران او القوارض الاخرى لها اسنان تنمو باستمرار لذا يبدو ان هذه الامنية حكيمة عند سقوط الاسنان.
الفأر.. الوسادة.. الهدية
وتركز احد الاساطير الاسبانية والثقافات الاخرى في المكسيك وبيرو وتشيلي والأرجنتين وكولومبيا على (راتونشيتو بيريز)، ويُعبر عنه بعدة اسماء مثل (راتون بيريز) و(بيريز ماوس) و(راتون دي لوس ديانتس)، أذ يجسد شخصية جنية الاسنان التي تبدو انها تشبه الفأر تماما الذي
يجمع الاسنان.
يقوم بيريز بجمع اسنان الاطفال الموضوعة تحت الوسادة، ويستبدلها بهدية ربما لا تكون نقوداً دائما، ليعثر عليها الطفل السعيد في صباح اليوم التالي. ويقوم بعض الاطفال الارجنتينيون بإدخال اسنانهم في قدح ماء يضعونه بجانب أسرّتهم، وعند ظهور بيريز الذي سيكون عطشان بالتأكيد بسبب عمله في جمع اسنان الاطفال، سيشرب قدح الماء ويأخذ الاسنان الموجودة فيه ثم يترك مكانها هدية في القدح
الفارغ. وفي بعض بلدان الشرق الاوسط مثل العراق والأردن ومصر، يتم تشجيع الاطفال على قذف اسنانهم عاليا باتجاه السماء. ومن الممكن ان يعود هذا التقليد الى العصر الثالث عشر
الميلادي.
اما في جنوب افريقيا لا يستخدمون الوسادة كمكان لتخبئة الاسنان، بل يقوم الاطفال بوضع اسنانهم المفقودة داخل نعال منزلي مصنوع من القماش.
وتلعب الفئران دورا كبيرا ليس فقط في دول الثقافة الاسبانية بل في فرنسا ايضا، إذ يترك الاطفال اسنانهم لشخصية الفأر الصغير الافتراضية. وكما هو الحال في كثير من الاحيان فمن المفترض ان الفأر الصغير سيحصل على الاسنان المخبئة تحت وسائد الاطفال ويضع بدلها اما الحلويات او النقود.
بينما التقليد السائد في جميع انحاء دول اسيا الوسطى ولاسيما منغوليا هو وضع السن داخل السَمنة او الزبدة ويُقدم طعاما للكلب، لاعتقادهم بان الاسنان ستنمو قوية كأسنان الكلب، وإذا لم يملكوا كلبا فيقومون بدفنها بجانب الشجرة كي تنمو الاسنان بجذور قوية كجذور
الاشجار.
عن مجلة مينتل فلوس