دعاء الوالدة

اسرة ومجتمع 2019/10/27
...

 
حسين الصدر 
 
- 1 -
دعاء الوالدة لولدها من أعظم الكنوز، فدعاء الأم في حق ولدها مستجاب ..
والسؤال الآن:
كم هم اولئك الذين ينعمون بخدمة أمهاتهم طمعا بدعائهن؟
والجواب: انهم ليسوا بكثيرين للاسف الشديد ولا يلومنَّ المغبون الا نفسه ..!!
 
- 2 -
وقد حدثني احد الاخوة الاعزاء بقصة بليغة: طرفانها هو
(اي المتحدث) ورجل آخر كان من العاملين في القطاع الخاص ويستعين به لقضاء بعض ما يتحاج 
اليه.
وقد آثرنا تدوين هذه القصة ونقلها للقراء لانها تصلح أنْ تكون حافزاً وباعثا على المزيد من العناية بخدمة الأمهات، ولأننا لا بُدَّ ان نواصل التذكير بما للوالدين من حقوق على ابنائهما لاسيما 
الامهات.
 
- 3 -
لقد كان للعامل المذكور أُمٌّ أقعدها المرض عن القيام بمتطلبات نفسها فضلاً عن اي شيء آخر.
وحين استمر بها المرض تنصلت عن خدمتها حتى بناتها..
والتحق الابناء بالبنات في الانفضاض عن أمهم وتركوها وحيدة تصارع المرض، وتحار في تدبير أمورها باستثناء ابن واحد من ابنائها.
وهو ذلك العامل الذي تفرّغ لخدمتها وأَمْطَرَتْهُ بوابلٍ من دعواتها لِبِرِّه بها 
يقول ابنها :
وبقيتُ مواظباً على خدمتها بصدق حتى آخر الشوط، وكانت لا تفتر عن ازجاء الدعوات لي 
بالتوفيق.
 
- 4 -
يقول: من بركات هذا الدعاء ان الله سبحانه وتعالى فتح لي ابواب الرزق الحلال، بحيث انهمرت عليّ الاموال، فتزوجتُ، وانجبتُ، وامتلكتُ داراً لسكناي، هذا فضلاً عن الاملاك 
الاخرى.
 
- 5 -
أمّا أخوتي الذين تقاعسوا عن خدمة أُمّهم وخذلوها ساعة الاحتياج اليهم، فانهم لم يذوقوا طعم الارتياح والسعادة على الاطلاق وكانوا يلجؤون إليّ لإقراضهم، ذلك أنَّ اوضاعهم المالية كانت في غاية 
التعاسة.
 
- 6 -
إنّه يعزو سرّ انفتاح أبواب الخير أَمَامَهُ الى دعوات أمّه التي لم تكن تحسن إلّا الدعاء له وهو يباشر مهمات خدمتها على الوجه 
الأكمل. 
- 7 -
وهذه هي عاقبة البر بأحق الناس بالبر، ذلك ان معاناة الأم مع الولد منذ الحمل حتى بلوغه مرحلة الاستغناء عنها لا تعادل
 بثمن.
إنّ أتعاب سهر ليلة واحدة من لياليها المضنية معه لا يستطيع ان يُكافئها عليه، فكيف بالسنين الطوال من الرعاية والعناية الفائقة 
به؟
وهكذا تهب نسائم التوفيق الإلهي لتغمر 
الأبرار