الصباح / وكالات
وفقا لدراسة جديدة، اكتشف العلماء 10 جينات تلعب دورا رئيسا في تطور مرض الفصام، وهو مرض عقلي يصيب نسبة قد تبلغ 1 % من المجتمع، وفيه يرى المريض ويسمع أمورا وأصواتا غير حقيقية. ويعرف الفصام أيضا باسم “الشيزوفرينيا”، وتقول المؤسسة الوطنية للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية إن مرض الفصام يصيب 1 % من السكان، ولكن هذه النسبة قد ترتفع إلى 10 % لدى الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض.
والفصام لا يعني أن الشخص لديه شخصيات متعددة، فهذه الصورة خاطئة. ومن المفاهيم الخاطئة كذلك أن مريض الفصام تكون لديه شخصيتان تتصارعان، واحدة شريرة أو غير طبيعية للشخص وأخرى سوية، وأن العلاج يكون بانتصار إحداهما على
الأخرى.
وفي تقريرها الذي نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، قالت الكاتبة ناتالي رحال إن باحثين في مستشفى ماساتشوستس العام ومدرسة طب هارفارد اكتشفوا أن مخاطر الإصابة بهذا المرض ترتفع عند تعطل عمل أجزاء من الحمض النووي الصبغي، التي تتمثل في بروتينات تساعد خلايا الدماغ على التواصل
بفعالية.
حالة معقدة
وذكرت الكاتبة أن الفصام يعتبر حالة نفسية معقدة، ويأمل العلماء في أن تحديد عوامل الخطر الوراثية والبيئية لهذا المرض سيساعد على صنع علاجات
أفضل.
وفي الحقيقة، يعد الفصام موضوعا جذابا بالنسبة لهؤلاء الباحثين والأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة. أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض عقلي غير مفهوم، يمكن أن يكون الفصام منهكا. ورغم أن العلاج بالعقاقير المضادة للذهان يمكن أن يكون فعالا للغاية، فإن استخدامه كان مرتبطا بالضمور لسنوات.
وأشارت الكاتبة إلى أن تطوير عقاقير جديدة لعلاج مرض الفصام يمكن أن يؤدي إلى تحسين حياة 3.2 ملايين أميركي يعانون من هذه الحالة في الولايات
المتحدة.
وفي هذا السياق، قال تارجيندر سينغ، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد في اختصاص الطب النفسي، “كان تطور العقاقير لمرض الفصام محدودا خلال السنوات الخمسين الماضية. ولكن خلال العقد الماضي، بدأنا في القيام باكتشافات في علم الوراثة تساعدنا على فهم أفضل للآليات الكامنة وراء هذا الاضطراب. ويتمثل الهدف الرئيسي من بحثنا في فهم الأسباب الوراثية للفصام والتشجيع على تطوير علاجات
جديدة له”.
ولتحقيق ذلك، قام سينغ وفريقه بإحدى أوسع عمليات الفحص الجيني لمرض الفصام التي وقع إجراؤها على الإطلاق. ودرسوا بيانات الحمض النووي الصبغي لأكثر من 125 ألف شخص، علما أنهم كانوا على علم مسبق بأن حوالي 25 ألفا منهم مصابون بالفصام. وقد وجدوا وجه تشابه في جينومات هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أعراض الفصام كالأوهام والهلوسة والأفكار والكلام
المشوش.
تعليمات إنتاج
وفي هذا الصدد، قال سينغ إنه “لأول مرة، تمكنا من تحديد 10 جينات، عند تعطلها يرتفع خطر الإصابة بالفصام بشكل كبير، علما أن اثنين من تلك الجينات العشرة تعطي تعليمات للجسم لإنتاج بروتين
خاص”.
وذكرت الكاتبة أن هذه البروتينات، التي تسمى مستقبلات الغلوتامات، هي واحدة من أهم البروتينات التي تُكوّن الطريقة التي تتفاعل بها خلايا الدماغ مع بعضها بعضا. لذلك، عندما يتم العبث بهذه الجينات، يتعطل نظام التواصل الداخلي في
الدماغ.
وأفادت الكاتبة بأنه على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلا أمام الباحثين، فإن إدراك أن تعطيل الحمض النووي لبروتين الغلوتامات يثير مخاطر الإصابة بالفصام من شأنه إعطاء الباحثين هدفا جديدا يساعدهم على تطوير علاجات لهذه
الحالة. وفي هذا الإطار، قال سينغ إن “تحليلاتنا كشفت وجود الكثير من هذه الجينات، حيث يعد بحثنا مجرد
بداية.”.