العراقيّات.. صوت نبيل في التظاهر السلمي

اسرة ومجتمع 2019/11/02
...

 
 
 
عالية طالب
هل المطلوب من المرأة المشاركة بالتظاهرات كونها تمثل النصف الثاني من المجتمع ولها حق ابداء الرأي في القضايا المهمة؟، وهل تشكل مشاركتها أو غيابها ظاهرة في المشهد المجتمعي العام؟، وهل تضمن المرأة عدم تعرّضها لما يسيء اليها بوجودها داخل حشود تضمُّ مستويات وعي متباينة في التصرفات العامة بحق المرأة بغض النظر عن عمرها ومظهرها الخارجي.
في الاحداث الاخيرة التي شهدها العراق كانت مشاركة المرأة  محدودة جدا في اول الامر، وتداولت كثير من المواقع نداءات بعدم تواجد النساء حتى لا يتعرضن لمواقف محرجة ومسيئة قد تتسبب بكثير من السلبيات مما يحرف مفهوم التظاهر السلمي عن محدداته المجتمعية المعروفة.
المرأة كما الرجل يعانيان من تأثيرات الواقع الذي يشوبه عديد أزمات تأخذ شكل البطالة واستشراء الفساد وعدم تكافؤ الفرص وغياب الوعي بمفهوم “المواطنة” الحقة والتي ان تم العمل بها كما يفترض فإنّ كثيرا مما نحن فيه سيختفي تباعا اعتمادا على مبدأ ان الوطن يستحق منا السلوك القويم لينهض مما هو فيه من سلبيات لا تليق باسمه وتاريخه ومستقبل اجياله.. هذه المرأة وجدت نفسها تفضّل ان تكون في مكان اخر بعيد عن الشارع الذي اصابه كثير من الخروقات التي تسببت في زيادة تشوهات الواقع بدلا من ان تعمل على الحفاظ على المال العام أو احترام لغة التظاهر السلمي، وكان من نتيجة ما حصل خسارات لا يمكن تعويضها طالت ارواح شباب خرجوا للإصلاح وليس للتدمير فانحرف المسار الى ايذاء “الوطن” بجراح زادت من جراحاته السابقات.
المرأة التي تجيد فعل الافضل لمجتمعها استطاعت ان تحقق هذا وهي تحث رجال أسرتها على التمسّك بالحقوق القانونية  والسلوك الذي يفرضه المنطق السليم في المطالبة بها دون اللجوء الى اي عنف سينتج عنه عنف مضاد يذهب ضحيته الانسان وهو أهم عنصر وقيمة عليا في كل المجتمعات الانسانية.
لم تخرج بعض النساء للتظاهر بل عرفن كيفية قيادة المسار عبر صوتهن النبيل الذي قال للابناء هذا “عراقنا” فحافظوا عليه وهذا مجتمعنا لا تسلبوه كرامته بافعال غير منضبطة المسار، واستطاعت فعلا ان تكون عونا للوطن مثلما هي دائما هكذا ولم تنسى التأسي بكل الشخصيات النسوية التاريخية اللواتي وجدن انفسهن في مواقف صعبة واستطعن ان يقدمن فيها الكثير مما لا يمكن التغافل عنه دون ان تثلم منزلتها كإنسانة وقيمة اجتماعية  تفهم أين تضع خطوتها الصحيحة، لم تغب صورة العقيلة “زينب” وهي تواجه قوى الشر والعدوان، وحضرت شخصية اسماء بنت ابا بكر وصوت الخنساء وقوة بلقيس واسطورة عشتار “انانا” التي قادت خطوات الخصب والنماء ولم تؤمن بالقتل 
والدمار.
عشتار “العراقية” تعرف كيف ترصّن مسار الابناء وترفض نهج التشويه الذي ان تم اعتماده فسيعمل على حرق الأمل بغدٍ افضل واكثر أمنا وأمانا وسلاما يليق ببلد يحمل اسم 
السلام.