تلوث الهواء في المدن يعادل ضرر علبة سجائر يوميا

من القضاء 2019/11/04
...

الصباح / وكالات
 
 
خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن تأثير تلوث الهواء على الشخص المقيم في المدن يعادل تدخين علبة سجائر كل يوم لمدة 29 عاما. وأشارت الدراسة إلى أن تلوث الهواء لا يؤثر على الرئة فقط، لكنه يؤثر على باقي أعضاء الجسم أيضا.
ورصدت الدراسة مدى تعرض سبعة آلاف شخص بالغ يعيشون بمدن مختلفة بالولايات المتحدة لغاز الأوزون على مستوى الأرض. ووجدت أن سكان المدن يتعرضون لما يتراوح بين 10 و25 جزءا من المليار من الأوزون، مع العلم بأن التعرض لثلاثة أجزاء في المليار من الأوزون يعادل تدخين علبة سجائر إضافية يوميا. 
 
حالة طوارئ عامة
وحاليا تصف منظمة الصحة العالمية مستويات التلوث بالمدن بأنها باتت تشكل “حالة طوارئ صحية عامة” لأن 91 بالمئة منا يعيشون في مناطق يتجاوز تلوث الهواء فيها الحد المسموح به من قبل المنظمة.
ومن المتوقع أن تؤثر المشكلة في أعداد أكبر من البشر لما تحمله حياة الحضر من تبعات خطيرة على الصحة البدنية والنفسية، في الوقت الحالي وفي المستقبل.
تلوث هواء المدن قد يقلل ذكاء الفرد، ويقول باحثون أن الطلاب يحرزون درجات أقل في الامتحانات التي تجري في الأيام الأكثر تلوثا
 
الصحة العقلية
وتفيد النتائج الواردة من تحليل مجمع لعشرين بحثا على مدار الأعوام الخمسة والثلاثين الماضية بأن الاضطرابات النفسية أكثر انتشارا بكثير بين سكان الحضر. وعلى وجه التحديد، يعاني سكان المدن من اضطرابات المزاج والقلق بمعدل أعلى بكثير.
وبمقارنة ذلك بمن يعيشون بالقرب من المياه نجد أنه كلما زادت مساحة ما يراه الناس من مياه بنسبة 10 با لمئة، انخفضت درجتهم على مقياس كيسلر للتوتر النفسي بثلث 
نقطة.
 
التعليم والسمنة 
ومن المثير للدهشة أن العيش في المدن قد يجعل المرء أقل ذكاء، فقد وجدت دراسات أن الطلاب يحققون نتائج أسوأ في الامتحانات التي تجرى في الأيام التي تكون فيها معدلات التلوث أعلى.
ويؤثر هذا في الحياة لاحقا، فقد وجدت دراسة أن المستويات العالية من تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة يوم امتحانات نهاية الدراسة الثانوية قد تركت أثرا سلبيا على أجور الأشخاص بعد تخرجهم.
كما ربطت دراسات بين تلوث الهواء والإصابة بالسمنة. وبينما لا يعرف الباحثون تحديدا كيف يحدث هذا، فهناك اعتقاد بأن التلوث يغير طريقة التمثيل الغذائي داخل الجسم، وربما يحدث هذا بسبب الالتهاب الذي يصيب الرئة جراء الجزيئات الملوثة، وهو ما يدفع الجسم لإفراز هرمونات تقلل فعالية الإنسولين بالشكل الذي يؤدي إلى رفع مستويات السكر في الدم
وبينما يلجأ الجسم لتلك الوسيلة عادة ليكتسب ما يكفي من طاقة آنية لمواجهة خطر ما، فإن استمرار تحفيز الجسم على هذا النحو بسبب تلوث الهواء قد يؤثر في المدى الطويل على كيفية تمثيل السكر، في خطوة أولى نحو الإصابة بالسكري..