قصائد شعبيَّة وأغنيات لا تتخطى التقاليد

ثقافة شعبية 2019/11/15
...

ترجمة : شيماء ميران
 
تركيا بلد فريد من نوعه يتمتع بثقافة ساحرة وزاخرة، وهناك بعض المظاهر المفضلة منها طقوس الزواج التركي. تتجسد المراسم  بالعديد من التقاليد التي على الرغم من انها تتشابه كثيرا مع طقوس الزواج الشائعة عبر انحاء العالم.
لقد تغير الزواج في تركيا بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة. وهذا التغيير واضح في المناطق الحضرية، إذ مثلت الازياء فيها كثيرا ما نراه عادة في بريطانيا.
فمثلا تجري طقوس الزواج التركي جميعها في اليوم نفسه، بدءا من استقبال الضيوف الى تقطيع الكيك وتقديم الهدايا وتُختتم بالموسيقى. بينما في المناطق الريفية لا يزال الاتراك يتمسكون بالتقاليد. وفي بعض القرى النائية، يستغرق الخطيبان ثلاثة ايام في التحضير للمناسبة التي تبدأ في منزل العريس، ويتوقع دائما ان تقوم اسرة العريس بالتكفل بجميع المصاريف.
اما في المناطق التركية النائية ذات الكثافة السكانية القليلة فتكون مجتمعات القرى ضيقة ومترابطة. وتسجل حالات لتعدد الزوجات في بعض المناطق هناك، وعلى الرغم من حظر تعدد الزوجات عام 1926 إلا انه لا يزال هناك رجال يتزوجون زوجات عدة بطقوس دينية. وتجدر الاشارة الى ان طقوسا كهذه غير ملزمة قانونيا، لذا فان هذه العادة نادرة 
جدا هذه الايام.
 
ليلة الحناء
اليوم الاول من الزواج التقليدي يتم فيه رفع العلم التركي وسط القرية. ثم تبدأ الحفلة من موضعين وهما منزلا العريس والعروس. ويقوم الضيوف في الحفلتين بزيارة البيت الاخر لتقديم انفسهم، ومجمل الفكرة لهذا اليوم هو الاحتفال بآخر اللحظات التي تفصل بين عائلتي العروسين والاصدقاء.
اما الليلة التي تسبق الزفاف فتُقام حفلة للعروس تحديدا مع صديقاتها المقربات والاقارب. وتسمى هذه الليلة (Kina Gecesi) التي تشابه ليلة العازبة التي نراها في بريطانيا في كثير من النواحي، والاختلاف الوحيد بينهما هو وضع الحناء على ايدي جميع الحاضرين، ما تترك لونا على البشرة لاسابيع عدة اشارة الى اي شخص حضر مناسبة كهذه مؤخرا.
وعادة ما تكون هذه المناسبة حزينة بعض الشيء، فالأم تبكي لفراق ابنتها ويتم التعبير عنه بكلمات اغنية Yuksek Tepelere الفولكلورية وتعني التلال العالية:
لا تدعيهم يبنون لك بيتا في التلال العالية
لا تدعيهم يعطون البنت لبلدة بعيدة
لا تسمحوا لوحيدة امها برؤية الاحتقار
دعوا الطيور تشعر بهذا.. انا اشتقت لأمي
منه لأمي ومنه لوالدي.. انا اشتقت لقريتي
اتمنى لو ابي يملك حصانا ويأتي إليّ
اتمنى لو أمي تعرف الابحار وتأتي إليّ
اتمنى لو اخوتي يعرفون العنوان ويأتوا إليّ
دعوا الطيور تشعر بهذا.. انا اشتقت لأمي
منه لأمي ومنه لوالدي.. انا اشتقت لقريتي
ولكي لا ينتهي المساء بمشاعر حزينة لذا تعقبه موسيقى راقصة مبهجة.
ومع نهاية الليلة ترتدي العروس فستان البندلي الطويل المخملي المطرز بخيوط ذهبية، الذي تتوارثه النساء من جيل لآخر وقد لا تملكه اي
سيدة.
وغالبا ما تبقى صديقات العروس المقربات حتى وقت متأخر من الليل، لتتمكن العروس من قضاء آخر ساعات العزوبية مع اقرب
 وأعزّ صديقاتها.
 
موكب الزفاف
مراسم اليوم الثالث للزفاف تبدأ بجلب العروس التي تعني بالتركية (Gelin Alma). ويشارك الضيوف في كلا المنزلين بهذه المراسم التي تنتقل من بيت العروس الى بيت العريس، وعادة ما ينتقلون سيرا على الاقدام يصاحبهم العزف على الطبول والمزامير، وإذا كانت المسافة بين المنزلين بعيدة يتم استخدام السيارات.
وقبل ان تلتحق العروس بموكب الزفاف هناك تقليدان يجب القيام بهما، اولهما ربط bekaret kuşağı ويعني شريط البكر وهو شريط احمر يُربط على خصر العروس من قبل اقرب رجل لها وعادة ما يكون اخوها الاكبر.
اما الثاني، هو مهمة حراسة الباب ويقوم بها رجل من اقرباء العروس وغالبا ما يكون الاخ الاصغر. إذ يقوم بإيقاف موكب الزفاف ويطالب بدفع النقود، وما ان تُدفع هذه النقود من قبل عائلة العريس يسمح لهم بإكمال المراسم. هذا الجزء من الزفاف دائما ما يكون فكاهيا ومرحا ويساعد في الحفاظ على متعة الجميع خلال يوم قد يكون طويلا.
وعندما يصل الموكب بيت العريس تقوم ام العريس عادة بتقديم هدية للعروس قبل ان تسمح للعريس بمرافقتها من الداخل، ثم يؤخذ العريس للاستحمام والحلاقة والصلاة. وفي النهاية تنتهي المراسم في وقت متأخر من الليل.
 
تقديم الهدايا
ولا داعي للقلق عند حضور زفاف تركي بشأن شراء الهدية. فبعد انتهاء المراسم وإعلان الزواج رسميا يتم ربط الشريط الاحمر على متن الزوجين، والهدايا المقدمة عادة هي  ليرات ذهبية او نقود ورقية تشبك بدبوس مباشرة على الشريط، لذلك لن يقلق الزوجان من تسلم هديتين من
النوع نفسه.
كما انه من المتوقع ان الضيوف يقدمون هدية الى عائلة العريس او ايا كان من استضاف حفل الزفاف. ويمتنع العديد من الاتراك عن الكحول لأسباب دينية، لكن تكون الهدية في المعتاد اما حلويات او باقة زهور مناسبة. 
وهناك ميزة غريبة اخرى في الزواج التركي وهي باطن حذاء العروس، إذ تكتب كل واحدة من صديقات العروس اسمها عليه، وتقول الاسطورة ان اول اسم يتلاشى مع نهاية ليلة الزفاف ستكون صاحبته العروس القادمة بعدها، وهذا التقليد مشابه الى حد بعيد رمي باقة زهور العروس
بين صديقاتها.
عن موقع vanilla reindeer