طرائف وحكايات من الأدب الحلي

ثقافة شعبية 2019/11/15
...

عبد الأمير خليل مراد 
 
ينطوي الأدب العربي على الكثير من الطرائف والحكايات المضحكة ، وقد أفاضت المعاجم العربية في تعريف الظرفاء، حيث تم توثيق العدد الكبير من
نكاتهم. 
وفي كتابه (طرائف وحكايات حلية) الصادر حديثا عن دار الفرات للثقافة والإعلام يقوم الشاعر الشعبي صلاح اللبان بتوثيق هذه الطرائف والحكايات حيث يعمد الى احصائها وتبويبها وتدوينها من أفواه قائليها ، كالشاعر الشعبي الملا محمد علي القصاب ، ولطيف بربن ولطيف الشريفي ، بالاضافة الى طرائف الشعراء والادباء الحليين الاخرين والتي استقى موضوعاتها من ألسنة العامة  والناس المعنيين بالفكاهة في مدينة الحلة . تميز هذا الكتاب بتقديم رؤيا واضحة عن فن الفكاهة، وانتشاره في المقاهي والحارات الحلية، حيث يتبين أن النكتة والضحك كما يقول اللبان هي كالومضة الشعرية او الكاميرا عندما
 تلتقط الصورة .
واستطاع المؤلف من خلال صداقاته ومجالسه الخاصة مع هؤلاء الشعراء والمنكتين من تدوين هذه الطرائف والحكايات والنكات التي تجري على ألسنة صانعيها بصورة عفوية، حيث كان الملا محمد علي القصاب ينتمي الى عائلة حلية معروفة بروح الدعابة والابتسامة الدائمة وهم يفرضونها على محدثيهم في الحارات والمنتديات الادبية، وقدم المؤلف صورة موجزة عن حياة القصاب واسراره البيتية، وعزوفه عن الزواج، وامتهانه القصابة في بواكير حياته ، وكونه رادودا حسينيا، واجمل بعضا من طرائفه وحكاياته التي نقف على واحدة منها: 
(كان عباس ابو خشيم يعمل كيالا، وكان يتمتع بقوة جسمانية تؤهله لأداء هذا العمل الشاق، مد به العمر وأصابه المرض فصار لا يقوى على المسير، وفي احد الأيام شاهده الملا، فتعجب لحالته وقال له: ايا باه - شوفو الزمن اشسوه بعباس، هذا الي جنت تلعب على ظهره دومنه) 
كما تناول حياة الفكاهي لطيف بربن، وأشار إلى المقالب التي كان يعملها لزبائنه الريفيين والذين يتبضعون من حانوت والده، بعد أن التزم مهنة العطارة وتركه للدراسة واورد العديد من طرائفه ونكاته المحببة إلى مريديه ومجايليه ، ومنها : (انه استدعي إلى مديرية الأمن كونه سياسيا ومعارضا عندهم ، وبعد التحقيق والوعد والوعيد - أمره الضابط أن يجلس لأخذ صورة شخصية له ليحتفظ بها في ملفه السياسي ، أخذت له الصورة - وقال له المحقق (أخرج ومن نريدك وندز عليك تعال.. يلله روح ) نهض ومشى خطوتين ثم التفت الى الضابط وقال له : 
(أستاذ لعد أشوكت أجي عالصورة).