طريقةٌ جديدةٌ لتنشيط الخلايا الجذعيًّة لنمو الشعر

من القضاء 2019/11/15
...

ترجمة/ نادية المختار 
 
اكتشف الباحثون طريقة جديدة لتنشيط الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر لينمو مجددا. اذ يؤدي البحث الى التوصل لاستنباط أدوية جديدة يمكن أن تعزز نمو الشعر للأشخاص الذين يعانون من الصلع أو تساقط الشعر. ويرى العلماء ان تساقط الشعر مرتبط بعوامل مثل عدم التوازن الهرموني، الاجهاد، الشيخوخة، أو أخذ العلاج الكيميائي. فالخلايا الجذعية لبصيلات الشعر خلايا طويلة العمر ، وهي موجودة في الجلد وتنتج الشعر طوال حياة الشخص. وتكون الخلايا الجذعية للشعر ساكنة بطيئة الفعالية، أي بمعنى أنها غير نشطة بشكل طبيعي، ولكنها تنشط بسرعة أثناء دورة النمو الجديد للشعر.  
وينظم  تباين الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر عوامل كثيرة، وفي بعض الحالات تفشل في التنشيط، الأمر الذي يسبب تساقط الشعر. 
قام فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا، برئاسة البروفيسور ايلي كريستوفك، استاذ  الكيمياء البايولوجية والطب التجددي في مركز أبحاث الخلايا الجذعية، بالتعاون مع الدكتورة ايديث لوران، استاذة طب الخلايا الجذعية بالجامعة، بدراسة مطولة حول اسباب تساقط الشعر، وتوصلوا الى أن عملية التمثيل الغذائي للخلايا الجذعية في بصيلات الشعر تختلف عن خلايا الجلد الأخرى. فالأيض الخلوي ينطوي على انهيار العناصر الغذائية اللازمة للخلايا لتقسيم أماكنها، وصنع الطاقة اللازمة لنمو الشعر والاستجابة لبيئته المحددة. وتستخدم عملية الأيض، الأنزيمات التي تغير هذه العناصر الغذائية لانتاج “المستقلبات”. ونظرا لأن الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر تستهلك الجلوكوز المغذي- وهو نوع من السكر في مجرى الدم- فأنها تقوم بمعالجة الجلوكوز لانتاج مستقلب يسمى البيروفات. ثم يمكن للخلايا اما ارسال البيروفات الى   المايتوكوندريا وهي جزء من الخلية التي تولد الطاقة، أو يمكن تحويل البيروفات الى مستقلب آخر يسمى اللاكتات. 
يقول كريستوفك: “ان ملاحظاتنا حول استقلاب الخلايا الجذعية في الشعر دفعتنا الى دراسة ما اذا كان التقليل الوراثي لدخول البيروفات في المايتوكوندريا سيجبر الخلايا الجذعية لبصيلات الشعرعلى جعل اللاكتات أكثر، واذا كان ذلك من شأنه تنشيط الخلايا ونمو الشعر بسرعة أكبر”. 
قام الفريق البحثي أولا، بمنع انتاج اللاكتات وراثيا في الفئران المختبرية، وظهر ان هذا يمنع تنشيط الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر. وبالمقابل، قاموا بالتعاون مع مختبر بجامعة يوتاه الاميركية، بزيادة انتاج اللاكتات وراثيا في الفئران، وهذا يعمل على تنشيط الخلايا الجذعية المتسارع لبصيلات الشعر، ما زاد من دورة نموه. 
 
فكرة واعدة 
يقول البروفيسور جورج لوري، أستاذ البايولوجيا الجزيئية والخلية والتنموية في جامعة يوتاه الاميركية: “قبل ذلك، لم يكن أحد يعلم أن زيادة أو تقليل اللاكتات سيكون له تأثير على الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر. وبمجرد أن رأينا كيف أثر تغيير انتاج اللاكتات في الفئران على نمو الشعر، فقد أدى بنا ذلك الى البحث عن الأدوية المحتملة التي يمكن تطبيقها على الجلد ولها التأثير نفسه.” 
حدد الفريق عقارين اثنين، وعندما تم تطبيقهما على جلد الفئران، أثرا على الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر بطرق مميزة لتعزيز انتاج اللاكتات. 
أول دواء هو الجاكستات الذي ينقل المعلومات من خارج الخلية الى نواة الخلية.       الذي ينشط مسار الاشارات الخلوية، ويؤدي الى    RCGD423والدواء الثاني هو 
زيادة انتاج اللاكتات. وهذا بدوره يدفع الى تنشيط بصيلات الشعر للخلايا الجذعية ونمو البيروفات. ويمنع الدواء الآخر المايتوكوندريا من الدخول، مما يفرض انتاج اللاكتات في الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر ويسرع نموه في الفئران. 
تقول الدكتورة ايمي فلوريس، الباحثة في مختبر لوري: “من خلال هذه الدراسة، اكتسبنا الكثير من الأفكار المثيرة للاهتمام حول طرق جديدة لتنشيط الخلايا الجذعية. اذ ان فكرة استخدام العقاقير لتحفيز نمو الشعر من خلال الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر فكرة واعدة للغاية بالنظر الى أن ملايين الناس، رجالا ونساء، يتعاملون مع حالات تساقط الشعر. أعتقد اننا بدأنا للتو بفهم الدور الحاسم الذي يلعبه التمثيل الغذائي في نمو الشعر والخلايا الجذعية بشكل عام. ونحن بدورنا نتطلع الى التطبيق المحتمل لهذه النتائج الجديدة لفقدان الشعر وما وراءه.” 
 
زراعة على الجلد المصاب
قام باحثون في كلية الطب بجامعة نيويورك، باختبار تأثير مسارات الاشارات المتميزة في جلد الفئران المختبرية التالفة. وركزت الاختبارات على الخلايا الليفية التي تفرز الكولاجين، وهو البروتين الهيكلي الأكثر مسؤولية عن الحفاظ على شكل وقوة الجلد والشعر.
وقاموا بتنشيط مسار الاشارة الصوتية المستخدمة من قبل الخلايا للتواصل مع بعضها البعض. فمن المعروف أن المسار ينشط للغاية خلال المراحل المبكرة للنمو البشري في الرحم عندما تتشكل بصيلات الشعر، ولكن يتم ايقافها في الجلد المصاب عند البالغين الأصحاء. 
يقول الباحثون ان هذا ربما يفسر سبب فشل نمو بصيلات الشعر في استبدال الجلد بعد الاصابة أو الجراحة. 
تقول الدكتورة مايومي ايتو، الأستاذة في قسم الأمراض الجلدية في جامعة رونالد بيرلمان: “تظهر نتائجنا أن تحفيز الخلايا الليفية من خلال المسار الصوتي يمكن أن يؤدي الى نمو شعر لم يسبق له مثيل في التئام الجروح. ان اعادة نمو الشعرعلى الجلد التالف هي حاجة غير مستوفاة في الطب بسبب التشوه الذي عانى منه الآلاف من الصدمات والحروق والاصابات الأخرى.”
عن ساينس ديلي