اردوغان يعتزم طرح {المنطقة الآمنة} في قمة الناتو المرتقبة

قضايا عربية ودولية 2019/11/16
...

اسطنبول / فراس سعدون
 

اعتاد الرئيسُ التركي، رجب طيب اردوغان، أن يتحدث للصحفيين على متن طائرته الخاصة في كل مرة يعود فيها من زيارة خارجية مهمة. وفي عودته الأخيرة من واشنطن اثر اجتماعه مع نظيره الأميركي دونالد ترامب؛ تحدث اردوغان عن الخطوة التركية المقبلة في ملف إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، الملف الذي تصدر أجندة زيارته للولايات المتحدة ذات المسائل السياسية والأمنية والعسكرية والتجارية.
 
مشروع مع الناتو
وقال اردوغان: “سأطرح موضوع المنطقة الآمنة خلال قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي ستنعقد يومي الثالث والرابع من كانون الأول المقبل في لندن، وحينها سنرى موقف دول الحلف”.
وأضاف “إذا تلقينا موقفا إيجابيا خلال قمة الناتو إزاء المنطقة الآمنة، فيمكننا، في هذا الحال، أن نتخذ خطوة بشأن ذلك في الشمال السوري”، متابعا “ستتغير أجواء تلك المنطقة بمجرد أن نبني المنازل والمراكز الصحية والمدارس والمباني العامة في (ممر السلام)، التسمية التركية للمنطقة الآمنة”.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه عرض مشروع المنطقة الآمنة على نظيره الأميركي، مؤكدا انه “لم يظهر معارضة، وأبلغنا أنه أخبر الدول الأوروبية بذلك”.
ويأمل اردوغان تلقي دعم غربي لتمويل بناء المنطقة الآمنة، لكي توطن تركيا فيها ملايين السوريين من الموجودين على أراضيها، ملوحا لأوروبا، أكثر من مرة، بأن عدم دعم هذا المشروع سيحمل تركيا على فتح الحدود أمام اللاجئين لتتخلص من أعباء استضافة دامت 8 سنوات.
 
دوريات مع الروس
ونفذت قوات تركية وروسية الدورية البرية المشتركة السادسة في منطقة الدرباسية السورية الواقعة شرق نهر الفرات، في اطار جهود عسكرية على صلة بمشروع المنطقة الآمنة.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن الدورية شهدت مشاركة طائرات بدون طيار و4 آليات لكل طرف.
ويأتي تسيير الدوريات المشتركة بموجب الاتفاق بين اردوغان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، المبرم في سوتشي يوم الـ 22 من تشرين الأول الماضي. وتضمن الاتفاق الحفاظ على السيطرة التركية القائمة بين منطقتي تل أبيض ورأس العين، وانتشار قوات من الجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية في مناطق انسحاب قوات سوريا الديموقراطية (قسد).
وعُقد الاتفاق بعد نحو 5 أيام من اتفاق بين اردوغان ومايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، في أنقرة، الذي اسفر عن تعليق العملية العسكرية التركية الأخيرة في الشمال السوري مقابل انسحاب (قسد) من تل أبيض – رأس العين، ولكن اردوغان صرّح قبل سفره الى واشنطن بأن الأميركان والروس أخلّا بالاتفاقين، وأنه سيبحث الإخلال مع ترامب أولا ثم مع بوتين.
 
ترحيل الإرهابيين الأجانب
وواصلت وزارة الداخلية التركية اجراءات ترحيل الإرهابيين الأجانب الى دولهم التي قدموا منها للانخراط في صفوف “داعش” منذ بدء ظهور تلك العصابات في سوريا ومن ثم في العراق العام 2014. وقالت وسائل إعلام تركية إن 7 إرهابيين ألمان من “داعش” وصلوا العاصمة برلين، وتسلمتهم السلطات هناك، بعد ان جرى ترحيلهم على متن طائرة من اسطنبول.  وكانت فرق من مديرية الهجرة في اسطنبول رحلت الإرهابيين الألمان الى جانب بريطاني ارسلته 
الى لندن.
وكان سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي، اعلن مطلع الشهر الحالي، أن بلاده ستقوم بإعادة عناصر “داعش” إلى دولهم، وانها ليست “فندقا” لهم.  وقال صويلو ان تركيا تحتجز 1200 من عناصر “داعش” الأجانب، بينهم 287 ألقي القبض عليهم في أثناء تنفيذ العملية العسكرية الأخيرة شمال سوريا، في حين قال اردوغان ان السجون التركية تضم 1149 من “داعش” بينهم 737 أجنبيا.
ويواصل الأمن التركي ملاحقة “الدواعش” من اعضاء الخلايا النائمة في المدن التركية، أو ممن تسللوا الى تركيا مؤخرا عبر سوريا بعد اعلان اميركا مقتل زعيمهم (البغدادي).
 
إرهابي عالق على الحدود
وأمضى محمد درويش، إرهابي يحمل الجنسية الاميركية من أصل أردني، 5 أيام عالقا في معبر بازار كولة على الحدود التركية – اليونانية بعدما رفضت أثينا استقباله.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية التركية بأن درويش بانتظار تسلم وثيقة سفر تتيح له الانتقال الى الولايات المتحدة. 
وكانت الداخلية التركية قالت ان ترحيل درويش الى اليونان جاء بناء على رغبته، كاشفة عن تعهد الولايات المتحدة باستقباله والعمل على ذلك.
 
المكافحة تشمل {القاعدة}
كما ألقت السلطات الأمنية في اسطنبول القبض على مولود جوشكون، احد عناصر “القاعدة” الإرهابي المدرجين على القائمة البرتقالية للمطلوبين.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصادر امنية قولها ان قوة من مكافحة الإرهاب والاستخبارات في مديرية أمن اسطنبول، ألقت القبض على جوشكون في حي باشاك شهير، إثر ورود معلومات عن وصوله الحي في أعقاب دخوله تركيا بطريقة غير شرعية، بعد تواجده مدة طويلة داخل سوريا.