ندوات مركز تراث كربلاء

ثقافة شعبية 2019/11/17
...

عرض وتقديم/ جعفر لبجة
 
 
صدر عن العتبة العباسيَّة المقدسة/ قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية سلسلة من الندوات والمحاضرات (1) بعنوان ندوات مركز تراث كربلاء التراثية 2014 - 2016 الطبعة الأولى كربلاء، العراق 1439هـ - 2017م بـ (392 صفحة) وصور فوتوغرافية 24 سم. وتم طبعها في دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع سنة 2017 م – 1439هـ. ولها مقدمة بقلم د. إحسان علي الغريفي مدير مركز تراث كربلاء. 
إذ ذكر في سياق مقدمته أهمية كربلاء كمدينة مقدسة لها أهمية بالغة وهوية هي في مقدمة الهوية الثقافية العراقية، كما بين المركز أهمية تلك الندوات التراثية التي تعالج بمعناها الأعم والأشمل التراث بطريقة حواريَّة توثيقيَّة تستهوي المستمع وتؤسس لذائقة ثقافيَّة واعية بدرجة
 كبيرة.
ولقد سعى منتسبو وحدة الإعلام وبإشراف الأستاذ المساعد الدكتور علي طاهر الحلي بإمضاء وتوثيق ثماني عشرة ندوة كجزءٍ أول لهذا الكتاب الذي تنوعت مضامينه بين التاريخ بشقيه الحديث والإسلامي، والأدب والتراث الفني والجمالي وبحضور النخبة من رجالات الثقافة والإبداع كالأكاديميين والشعراء والمؤرخين وعلماء الدين والكثير ممن كان لهم الأثر الكبير في إغناء المناخ الثقافي والتراثي لمدينة كربلاء المقدسة.
والآن وقد انتهينا من مقدمة الكتاب ولو بصورة موجزة.. آن لنا أنْ نذكر شيئاً عن تلك الأهمية البالغة التي حظيت بها تلك المدينة المقدسة على مر العصور كي تتوضح بها مضامين تلك الندوات ذات الصدى الثقافي الواعي.
يغمرني شعور غامر حين يحط رحلي في رحاب كربلاء الحسين (ع) كربلاء المخضبة بدماء الحسين الزاكية.. ذلك الدم الطهور الذي لم يجف منذ نحو (14) قرناً وما زال ندياً عبقاً عطراً ليس كمثله عطر، إنه الدم الأعجوبة الذي لا يحاكيه أي دم في مآثره لا في الزمن الغابر ولا في الزمن الحاضر والقادم.. هذا الدم الذي استأثر بكل قيم الإنسانية والعدالة والتضحية المثلى إنه الدم الذي اهتزت له أقلام عباقرة الكون باختلاف دياناتهم ومذاهبهم ومشاربهم.. فدم الحسين (ع) هو التراث وكل ذرة من ترابه المقدس هو التراث الأروع والأجمل بين كل مسميات التراثيات التي تملأ الآفاق في كل أصقاع المعمورة.. ورغم أنَّ كربلاء كأرضً هي أقدم وجودا من الحسين (ع) ورغم كل العلماء والسلاطين الذين دفنوا في ترابها إلا أنها لم تعرف كما يجب إلا حين نُبئ الرسول الأعظم من لّدَن ربه الأجل تعالى اسمه بأنَّ تلك البقعة المباركة ستكون مثوى سبطه الشهيد الاكبر وآل بيته الأطهار وانَّ مثواه سيكون محجاً يؤمه المؤمنون من كل بقاع الأرض وسيكون مناراً يزداد كل يوم ألقاً وبهاءً .. لم تعد كربلاء كرباً وبلاء كما وصفت من قبل، بل أمست جنة أزليَّة كونية تجذُب الأفئدة والأبصار ويتغنى بها كل حر شريف يأبى الذل والهوان والخضوع لسلاطين الفسق والجور والفجور.. هذا هو الحسين الذي استسهل الموت لتقويم إسلام جده سيد
 الأنبياء. 
والذي أراد المرتدون من بني أمية حرفه عن جادة الحق فكان التصدي وبكل عنفوان الشموخ والإباء والإيمان المطلق، وكيف لا يتصدى لأولئك الطلقاء وهو ابن رسول الله (ص) وأبوه سيد الأوصياء وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (صلوات الله عليهم وسلامه).. لذا كان قرباناً لله كما وصفته العقيلة زينب (ع) في تحديها للطغمة الفاسدة بخطبة بليغة كبلاغة أبيها سيد
 البلغاء (ع).
والآن وقد انتهينا من تلك النبذة الوجيزة ندخل الآن الى محتويات الندوات الثماني عشرة.. ولعلنا سنذكر عناوينها بإيجاز بسيط ومتين، فالندوة الأولى هي كيفيَّة الحفاظ على تراث المدينة موثقة في العام 2014م وبإدارة الدكتور الغريفي مدير المركز وطرحت في الندوة جملة آراء أبداها المتخصص بالآثار الدكتور عادل محمد زيادة بيَّن فيها أهمية العمارة الإسلاميَّة والتراث الكربلائي، وكانت هناك مناقشات ومداخلات أثرتْ الندوة بمضامينها الثرَّة.  وهناك أيضاً مداخلة مهمة للدكتور الفاضل سلمان هادي آل طعمة بينها على شكل نقاط أربع كالحفر والهدم من غير المتخصصين بالآثار.. ونقاط أخرى
 مهمة.
أما الندوة الثانية وهي (خانات كربلاء تراث معماري باقٍ) فأقيمت في أيلول 2014م بين فيها المؤرخ الدكتور سلمان هادي آل طعمة شرحا وافياً عن الخانات التي كان لها دورٌ كبيرٌ في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة والتي كان يتجاوز عددها (60) خاناً لم يبق منها اليوم إلا القليل.. ولقد ذكر أسماء الكثير من الخانات وأصحابها.
وفي الندوة الثالثة ذكر الأطراف والمواكب الحسينية القديمة في كربلاء وقد أشبع الموضوع بشكل رائع يليق بالمتلقي لما يحتويه من ذكريات قديمة جميلة جداً. الندوة الرابعة (المواكب الحسينية القديمة والحديثة في كربلاء) وهي ندوة شيقة، أما الندوة الخامسة (المدارس الدينية القديمة في كربلاء المقدسة) فهي ندوة رائعة جداً تم ذكر الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته وما قاموا به من تأسيس مدارس هي قمة في تنوع علومها وخاصة مدرسة الإمام الصادق (ع) معلم المذاهب كلها فكلهم قد استقوا العلم منه وهناك شروحات متينة سيطلع القارئ الكريم عليها.
الندوة السادسة (الجمعية الإسلامية في كربلاء 1918 – 1920 دراسة تاريخيَّة)، الندوة السابعة (قبسات من حياة السيد محمد بن الحمزة (ابو هاشم). في الندوة الثامنة (الغزو القبلي الوهابي لمدينة كربلاء عام 1802) والندوة التاسعة و العاشرة (تطرقتا الى الانتفاضة الشعبانية في كربلاء عام 1991).
ولقد تهيأ لكاتب السطور هذه حضور تلك الندوة الشيقة بنخبها المتمكنة وشارك في نقاشاتها وإبداء آرائه في تلك الانتفاضة التي كانت محط أنظار العالم لبشاعة وقسوة النظام البعثي والأخرى الى الوثائق العثمانية وأهميتها)، أما الندوة الحادية عشرة فكانت (ملامح من الغزو النجدي الوهابي لكربلاء عام 1801م في المصادر الفرنسيَّة). الندوة الثانية عشرة (شعراء ورواديد مدينة السبط الشهيد) الندوة الثالثة عشرة كانت (الأيام الكربلائيَّة في حياة سيدنا العباس بن علي (ع)، أما الندوة الرابعة عشرة فهي (كربلاء مدينة التراث والحضارة) والندوة الخامسة عشرة (كربلاء مدينة التراث والحضارة أيضاً)، أما الندوة السادسة عشرة (لمحات تاريخيَّة عن حوزة كربلاء وسير رجالاتها..) الندوة السابعة عشرة (وضعت تحت عنوان (كربلاء وتوابعها في تقارير). أما الندوة الثامنة عشرة فكانت (تراث كربلاء في البحث
 العلمي).
لقد اكتفيت بالعناوين فقط اختصاراً، إذ إنّ تلك الندوات جديرة بالاطلاع حقاً ولقد كانت جديرة بهذا التراث الرائع.. ويؤسفني جداً عدم ذكر أسماء نوابغ لهم باعٌ طويلٌ وشهرة نكن لهم احتراماً وتقديراً.. ولله الحمد أولا
ً وأخيراً.