الأمم المتحدة تواصل الجهود لاستئناف عمل اللجنة الدستورية السورية

قضايا عربية ودولية 2019/11/23
...


جنيف / وكلاات 
 
كشف المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا “ غير بيدرسن” عن انه يجري التحضيرات للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أقرب وقت ممكن، في إطار متابعة سير عمل اللجنة الدستورية السورية. وبينما شهد يوم امس انطلاق هجوم عنيف للقوات التركية ترافقها فصائل سورية معارضة على مواقع الجيش السوري شمال مدينة الرقة.. وصف المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن السوري جيمس جيفري خطط بلاده للاحتفاظ بسيطرتها على حقول النفط في سوريا بأنها لا تخرج عن نطاق القانون الدولي.
 

الأمم المتحدة
وفي رده على سؤال للصحفيين عما إذا كان يخطط للقاء مع لافروف ونائبه سيرغي فيرشينين، قال بيدرسن: “نعم، لدي خطط لذلك، على الأرجح، سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل. آمل أن نعقد لقاء في أقرب وقت”.
واعرب عن امله في “الاجتماع مرة أخرى الاثنين المقبل مع أعضاء هيئة الصياغة (تابعة للجنة الدستورية) المكونة من 45 شخصا”، معبرا عن اعتقاده بانه في غضون أشهر سنتمكن من مناقشة ما إذا كان هناك تقدم بشأن كيفية المضي قدما في الصياغة”.
ونفى المبعوث الأممي ان يكون لديه “ اطار زمني لعمل اللجنة الدستورية “، وقال “ما اتفقنا عليه هو ان نعمل بجدية وان نحرز تقدما، وسوف اقدم تقريرا الى مجلس الأمن بهذا الخصوص”.
يذكر ان اخر لقاء لبيدرسن مع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران كان بتاريخ 29 تشرين الاول الماضي في جنيف قبل انعقاد أولى جلسات اللجنة الدستورية السورية.
 
هجوم تركي عنيف
من الميدان.. افاد  مراسل وكالة “سبوتنيك” الروسية بمحافظة الحسكة.. بان اشتباكات عنيفة بمختلف صنوف الأسلحة الثقيلة دارت امس بين وحدات الجيش السوري ومجموعات من “قسد” من جهة، وبين القوات التركية ومسلحي الفصائل “التركمانية” التابعة لها من طرف أخر في محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.    واضاف: “ ان مدينة “عين عيسى” الستراتيجية تتعرض لهجمات عنيفة من عدة محاور من قبل الجيش التركي ومسلحي الفصائل “المعارضة السورية” التركمانية، وتركزت الاشتباكات في محيط “مخيم عين عيسى” على تخوم الطريق الدولي (الحسكة - الرقة - حلب) المعروف باسم  M4.” وتعرضت أحياء المدينة لقصف مدفعي عنيف من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ صباح امس السبت.   وأشار المراسل الى ان الجيش السوري تصدى لموجات متتالية من الهجمات على مواقعه وعلى نقاط  تنتشر فيها قوات “قسد”، وقد تصاعدت وتائر الهجوم بشكل كبير. كما شهدت مدينة تل أبيض شمال شرق سوريا والقريبة من الحدود التركية.. انفجار سيارة مفخخة صباح امس السبت. وقالت قناة TRT التركية الناطقة باللغة العربية ان الانفجار اسفر عن مقتل 6 أشخاص واصابة 26 آخرين.   وقال ناشطون ان السيارة انفجرت في شارع الصناعة امام احد مقرات مسلحي ما يسمى “الجيش الوطني” الذي يضم معارضين سوريين المدعوم من تركيا وسط المدينة.  وأشار الناشطون الى ان سيارات الإسعاف هرعت الى مكان الانفجار ونقلت الجرحى الى المستشفيات على الحدود التركية.
 
اميركا والنفط السوري 
الى ذلك.. اعرب المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن السوري جيمس جيفري عن قناعته بأن خطط الولايات المتحدة للاحتفاظ بسيطرتها على حقول النفط في سوريا لا تخرج عن نطاق القانون الدولي.
ويأتي هذا التصريح على الرغم من تعرض ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتقادات كثيرة على خلفية قرارها تغيير ستراتيجيتها في سوريا والتركيز على “تأمين” النفط، في خطوة أثارت تساؤلات لدى كثير من الدول بشأن مدى شرعيتها.  
وقال جيفري في اثناء مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ردا على سؤال عن مدى شرعية الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بدعوى “تأمين” الحقول النفطية شرقي الفرات: “أنا على قناعة تامة بأن ذلك يتوافق مع القانون الدولي”.  
وادعى الدبلوماسي الأمريكي بان مهمة الولايات المتحدة كانت ولا تزال تكمن في منع عودة “داعش” إلى المنطقة، وتابع: “لم نتخذ أي إجراءات غير شرعية، و”قوات سوريا الديمقراطية” لا تزال تعمل وتسيطر على الحقول النفطية كما كان عليه في الماضي، وسنسهم في هذه الجهود ضمن إطار ستراتيجيتنا 
العامة تجاه سوريا”.  
وردا على سؤال عن خطط واشنطن طويلة الأمد بشأن نفط شمال شرقي سوريا، قال المبعوث إن هذا النفط “يعود وفقا للدستور السوري إلى الشعب السوري”، مضيفا أن عائداته تعود حاليا إلى “عناصر من الشعب السوري”.
وفي اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي بعد هذا المؤتمر، صرح جيفري بأن الولايات المتحدة لن تساعد في اعادة اعمار سوريا ما لم تنطلق “عملية سياسية موثوق بها ولا رجعة عنها” في الأراضي الخاضعة لسيطرة 
حكومة دمشق.
وأكد الدبلوماسي ان احدى الأولويات الأمريكية في سوريا تكمن في مواصلة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي الصارم على دمشق، مشيرا الى ان هذا الموقف، حسب رأي واشنطن، يتوافق مع آراء شركائها الأوروبيين والإقليميين، وتابع: “سنواصل العمل معهم بالتنسيق الوثيق بغية الحفاظ على هذا الضغط”.