«الأمن القومي التركي»: العملية العسكرية في شمال سوريا متواصلة

قضايا عربية ودولية 2019/11/27
...

اسطنبول / فراس سعدون
 
قرر مجلس الأمن القومي التركي الإبقاء على العملية العسكرية في الشمال السوري مفتوحة لحين تحقيق أهدافها، ومنها إخراج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتنظيمات المتحالفة معها من مناطق شمال شرق سوريا، وإقامة منطقة آمنة هناك لإعادة توطين ملايين السوريين.
عملية سوريا والمنطقة الآمنة
وذكر مجلس الأمن القومي التركي، في بيان أصدره عقب اجتماعه في أنقرة برئاسة الرئيس رجب طيب اردوغان، ان العملية العسكرية، «المعلقة بحسب اتفاقين»، في شمال شرق سوريا ستستمر حتى تحقق أهدافها.
ودعا المجلس كلا من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا إلى إخراج قوات قسد وحلفائها من مناطق تل رفعت ومنبج التزاما باتفاقيتي أنقرة وسوتشي.
ووقع اردوغان اتفاق أنقرة مع مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، يوم 17 تشرين الأول الماضي، واتفاق سوتشي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم 22 تشرين الأول الماضي.
وأسفر الاتفاقان عن تعليق العملية العسكرية التركية المسمّاة «نبع السلام»، بعد 9 أيام من القتال أدت إلى سيطرة تركية على منطقتي رأس العين وتل أبيض، على أن يكون تعليق العملية مقابل انسحاب قسد وحلفائها من المناطق الواقعة شرق نهر الفرات وغربه، تمهيدا لإنشاء منطقة آمنة هناك تطمح تركيا لجعلها موطنا جديدا لملايين السوريين من الموجودين على أراضيها منذ بداية الحرب السورية عام 2011.
وحث مجلس الأمن القومي التركي المجتمع الدولي على دعم عودة السوريين من تركيا إلى الأراضي السورية.
وقال اردوغان، في أعقاب عودته من زيارة قطر: إنه سيعمل على إقناع نظرائه وقيادات دولية، خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقررة الأسبوع المقبل في لندن، بعقد مؤتمر لتمويل مشاريع المنطقة الآمنة.
وأفاد «سنقترح عقد مؤتمر دولي للمانحين. لقد أثرت هذه المسألة مع   ترامب، و  بوتين، وتميم آل ثاني»، مضيفا بإمكان إسهام قطر في التمويل «لقد قدمت بالفعل المشاريع المتعلقة بالمنطقة التي نسميها ممر السلام. تميم أعجبته المشاريع».
وأوردت صحيفة حريت ديلي نيوز التركية أن توطين مليون سوري يكلف ما لا يقل عن 27 مليار دولار، وهو مبلغ لا يمكن جمعه إلا عن طريق إسهامات المجتمع الدولي.
وتظهر مسودة لخطة تركية خاصة بالمنطقة الآمنة مشاريع إسكان تتوزع بين 10 بلدات يسكن كل بلدة 30 ألف شخص، و140 قرية يسكن كل واحدة 5 آلاف شخص، إلى جانب مستشفيات ومدارس وملاعب ومنشآت أخرى.
وأعلن فؤاد أوكتاي، نائب الرئيس التركي، عودة نحو 370 ألف سوري من تركيا إلى المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة القوات التركية.
ودعا أوكتاي، في مؤتمر عن حلول الهجرة والتشرد عقد بولاية غازي عنتاب الحدودية مع سوريا، جميع الأطراف المهتمة بإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا إلى التعاون لإنشاء المنطقة الآمنة.
 
محاربة داعش
من جانبه شدد مجلس الأمن القومي التركي على مواصلة محاربة عصابات داعش الإرهابية، وسط استمرار الملاحقات الأمنية والقضائية لعناصر داعش.
وقضت محكمة الصلح الجزائية المناوبة في ولاية غازي عنتاب بحبس عنصر من داعش يدعى (ش.ش) بعد اعتقاله في عملية نفذتها قوة أمنية.
وصدر الحكم بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة.
وقالت النيابة العامة في الولاية، عبر إفادة صحفية: إن المتهم نشر في تطبيق تلغرام معلومات عن تصنيع المتفجرات باستخدام مواد كيمياوية وبايولوجية ومواد أخرى.
وأعادت السلطات التركية مواطنة فرنسية إلى بلادها بعدما أوقفتها قوة أمنية في ولاية أضنة القريبة من سوريا وهي تعمل على الانخراط في صفوف داعش.
وقالت مديرية أمن ولاية أضنة، في بيان: إن المدعوة (أنيسة.ل) جرى توقيفها في فندق عقب قدومها إلى ولاية أضنة من ولاية اسطنبول التي وصلتها عن طريق رحلة جوية، مضيفة أن عملية التوقيف جرت على خلفية ورود معلومات عن نيتها العبور بطريقة غير شرعية إلى سوريا بهدف الانضمام لداعش.
 
مسألة إس – 400
الى ذلك يتواصل الجدل في تركيا بشأن تشغيل منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس – 400» بعد شرائها على شكل دفع بدأت في تموز الماضي.
وباشرت القوات المسلحة التركية، الاثنين الماضي، اختبار رادارات المنظومة الدفاعية في سماء العاصمة أنقرة، باستخدام طائرات مقاتلة، بينها اف – 16، في خطوة قد تسبب توترا جديدا بين الأترك والأميركان.
وقال مولود تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، في تصريح صحفي «نحن بحاجة لمنظومات دفاع جوي، ولم نشترِ «إس – 400» للاحتفاظ بها داخل الصناديق، ولم نتعهد لأحد بعدم تفعيلها، كما يقول بعض المسؤولين في واشنطن»، مردفا «حاليا لم يبق في تركيا سوى منظومة دفاع جوي واحدة هي لاسبانيا».
وسحبت دول الولايات المتحدة وألمانيا وايطاليا وهولندا منظومات دفاعية كانت تنشرها على الأراضي التركية بموجب الشراكة في حلف الناتو.
وعلقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج تصنيع طائرات اف – 35 لمعاقبتها على شراء إس – 400، إثر تجاهلها لتحذيرات تفيد بأن المنظومة الروسية تهدد الطائرات الأميركية، وهو أمر يستبعده المسؤولون الأتراك.
وعلق اردوغان على الجدل التركي – الأميركي بشأن تشغيل منظومة إس – 400 بقوله إن التشغيل المقرر يبدأ في نيسان المقبل، وفي هذه المدة سيعقد وزيرا خارجية ودفاع البلدين لقاءات لدراسة المسألة، ورؤية نتائج 
اللقاءات.