مستقبل شينجيانغ سيكون أجمل

قضايا عربية ودولية 2019/12/15
...

  تشانغ تار*
 
 
تعتبر شينجيانغ التي تقع في شمال غرب الصين واحدة من مناطق ذاتية الحكم الخمس للأقليات القومية وأكبر مقاطعة في الصين ومساحتها تتجاوز 1664.9 ألف كيلومتر مربع تعادل تقريبا أربعة أضعاف مساحة العراق. تتمتع شينجيانغ بصفتها لؤلؤة ساطعة مرصعة على حزام الحرير بالأرض الشاسعة والموارد الغنية والتاريخ العريق والثقافة العميقة والمناظر الرائعة. كما أنها أرض مفعمة بالحيوية ذات طابع تعدد القوميات وملتقى الثقافات المتنوعة وتعايش الأديان المختلفة.
خلال السنوات السبعين المنصرمة، وبفضل الدعم القوي من جميع أبناء الشعب الصيني، اتحد أبناء الشعب من مختلف القوميات في شينجيانغ كرجل واحد للمضي قدما إلى بناء "شينجيانغ رائعة الجمال" التي  تسودها التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي وتضامن القوميات وتحسن معيشة الشعب والبيئة الجميلة، الأمر الذي أحدث تغييرات هائلة تهز السماء والأرض في شينجيانغ. 
أحرزت التنمية الاقتصادية في شينجيانغ إنجازات تاريخية. ازداد إجمالي الحجم الاقتصادي في شينجيانغ  من 791 مليون يوان في عام 1952م إلى 1.2 تريليون يوان في عام 2018م أي ارتفع بمئتي ضعف ووصل متوسط معدل النمو إلى 8.3 بالمئة سنويا بينما ازداد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في شينجيانغ من 166 يوان في عام 1952م إلى 49 ألف يوان في عام 2018م أي ارتفع بـ37.7 ضعفا ووصل متوسط معدل النمو إلى 5.7 بالمئة سنويا. خلال السنوات الأخيرة، استغلت شينجيانغ ميزتها الموقعية وانتهزت الفرصة السانحة الناجمة من بناء "الحزام والطريق" لتوسيع الانفتاح إلى داخل الصين وخارجها وبذلت قصارى جهودها لخلق مكانتها  كالمنطقة الأساسية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وبوابة انفتاح الصين على الغرب.
تحسنت معيشة الشعب لجميع القوميات في شينجيانغ بصورة تاريخية. ارتفع دخل سكان المدن والأرياف في شينجيانغ  من 319 و119 يوان في عام 1978م إلى 32764 و11975 يوان في عام 2018م أي بمتوسط معدل النمو 12.3 و12.2 بالمئة سنويا على التوالي، فتحسن مستوى مستلزمات المعيشة من الكساء والغذاء والمسكن والمواصلات بشكل كبير وازداد الشعور بالكسب والسعادة والأمن بصورة ملحوظة .الآن قد أصبحت الأيام التي يسودها نقص الغذاء والكساء والكهرباء والمياه وخدمات المواصلات في ذمة التاريخ نهائيا.
حققت القضايا الاجتماعية في شينجيانغ تطورات تاريخية. في المرحلة الأولية بعد التحرير، قل معدل الالتحاق بالمدارس في صفوف الأطفال بالغي السن للذهاب إلى المدارس في شينجيانغ  عن 20 بالمئة وبلغت نسبة الأمنية 90 بالمئة ومتوسط العمر المتوقع فقط 30 سنة. بعد سبعين سنة من التنمية، قد تم تعميم التعليم الالزامي لتسع سنوات بشكل أساسي في جميع شينجيانغ بصورة عامة وتعميم رياض الأطفال لثلاث سنوات والتعليم الأساسي لاثنتي عشرة سنة في جنوب شينجيانغ بصورة خاصة وارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 72.35 سنة. تلقى حق حرية الاعتقاد الديني لأبناء الشعب من جميع القوميات في شينجيانغ احتراما كاملا وحماية. يعيش أبناء الشعب البالغ عدده أكثر من 24 مليون نسمة في شينجيانغ وهم ينتمون إلى 56 قومية بما فيها قومية الويغور وقومية هان والقومية الكازاخية وقومية هوي وقومية منغوليا حيث تبلورت معادلة متعددة الأديان تشمل الإسلام والبوذية والطاوية والمسيحية. عشر قوميات بما فيها قومية الويغور والقومية الكازاخية وقومية هوي أغلبيتها تعتقد بالإسلام ويتجاوز عدد المسلمين في شينجيانغ 10 ملايين نسمة. يوجد في شينجيانغ 24,4 ألف مسجد أي مسجد واحد لكل 530 مسلما. بغية لضمان الأداء السلس لفريضة الحج للمسلمين المحليين المؤهلين من جميع القوميات في شينجيانغ، تقوم حكومة شينجيانغ سنويا بترتيب الطائرات المستأجرة وتقديم خدمات عالية الجودة تشمل الدخول والخروج والعلاج الطبي والطعام لهم منذ عام 1996م.
لكن من المؤسف أن بعض الدول الغربية ووسائل إعلامها دائما تتجاهل الإنجازات التنموية في شينجيانغ، بل تحاول التدخل في الشؤون الداخلية للصين عن طريق خلط الحق بالباطل وتشويش صورة حالة حقوق الإنسان في شينجيانغ، بالإضافة إلى توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة لسياسة الصين في إدارة شينجيانغ. إن الجانب الصيني بعارض ذلك بشكل قاطع فالقضايا المتعلقة بشينجيانغ ليست على الإطلاق قضايا حقوق الإنسان أو قضايا عرقية أو دينية، بل قضايا مكافحة الانفصال والإرهاب والعنف. إن الإجراءات التي اتخذتها حكومة شنيجيانغ في السنوات الأخيرة هدفها واضح جدا ألا وهو القضاء على التربة والظروف لترعرع التطرف والإرهاب وهذه الإجراءات لا تنطبق على القانون الصيني فحسب، بل تبلي المفاهيم المشتركة التي يدعو إليها المجتمع الدولي.
إن الحقائق أبلغ من اللسان وأدمغ من الكلام والعدالة تقطن في قلوب الإنسان بصورة طبيعية. في الوقت الراهن، تشهد شينجيانغ تنمية اقتصادية مستمرة واستقرارا وانسجاما اجتماعيا والتعايش السلمي والوئام بين الأديان المختلفة، بالإضافة إلى تضامن أبناء الشعب بجميع القوميات في شينجيانغ مثل تعانق بذور الرمان، فتمر شينجيانغ حاليا بأفضل مرحلة تنموية في تاريخها وتعتبر هذه الإنجازات التنموية الملموسة الحقيقية أفضل رد للأكاذيب. أنا على يقين أن مستقبل شينجيانغ سيكون أفضل تحت الجهود المشتركة لجميع أبناء الشعب الصيني بما فيه أبناء الشعب بمختلف القوميات في شينجيانغ. كما نرحب بزيارة مزيد من الأصدقاء العراقيين إلى شينجيانغ لمعاينة ولمس شينجيانغ الحقيقية والجميلة.
         *السفير الصيني لدى العراق