{البنتاغون» يسحب قواته من الغرب الأفريقي للتركيز على أولويات أخرى

قضايا عربية ودولية 2019/12/25
...

واشنطن / نافع الفرطوسي
 

أعدّت الولايات المتحدة خطة لسحب جنودها من غرب القارة الافريقية بدءاً من شهر كانون الثاني المقبل، وصولاً إلى سحب كامل قواتها التي تشارك في برنامجٍ لمكافحة الإرهاب، في إطار إعادة تموضع وهيكلة نحو 200 ألف جندي في الخارج.

 ويمتلك الجيش الأميركي ما بين 6 و7 آلاف جندي متمركزين في غربي القارة السمراء، فضلاً عن أعداد أخرى في شرقيها (الصومال).
ويرغب وزير الدفاع مارك إسبر في إعادة النظر في الانتشار الأميركي على مستوى العالم، عبر التخلي عن مهمات مكافحة الإرهاب التي نشأت بعد هجمات برجي التجارة في 11 أيلول، للتركيز بشكل أكبر على أولويتين هما الصين وروسيا.
وسبق للبنتاغون ان قامت بخطوات مماثلة لتقليص تواجد جنودها في بلدان عديدة منها العراق، افغانستان وسوريا.
 
تقليص بنيّة الانسحاب
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات لمسؤولين أميركيين أفادوا بأن الولايات المتحدة تعتزم تقليص وجودها العسكري في غرب أفريقيا بشكل كبير، وصولاً إلى سحب كامل عديد قواتها التي تشارك في مهام قتالية لما يعرف بـ "مكافحة الإرهاب" في هذه المنطقة المتوترة من العالم. وبالرغم من ان البنتاغون لم تعلّق على هذه المعلومات، بيد ان الصحيفة ذكرت أن القضية لا تزال قيد المناقشة الداخلية المستفيضة في وزارة الدفاع، في إطار إعادة نشر شاملة للقوات الأميركية، ولن يُتخذ أي قرار في هذا الصدد قبل كانون الثاني  المقبل.
وتشمل الخطة في حالة إقرارها التخلي عن قاعدة للطائرات المسيرة تم بناؤها بكلفة 110 ملايين دولار في النيجر، مما يعني عملياً إنهاء تقديم المساعدات للقوات الفرنسية التي تقاتل المسلحين المتطرفين في ثلاث دول هي مالي، النيجر وبوركينا فاسو. وتكلف هذه العمليات ميزانية البنتاغون نحو 45 مليون دولار سنوياً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين (لم تسمهم) قولهم: إن "سحب واشنطن جنودا من إفريقيا سيؤدي إلى خطط مشابهة لتقليص الوجود العسكري الأميركي في أميركا اللاتينية وسوريا والعراق وأفغانستان".
وتمتلك الولايات المتحدة بين 6 و7 آلاف جندي متمركزين في إفريقيا، ومن شأن الخطوة المقترحة لخفض عدد جنودها أن تركز على الأرجح على عدة مئات من القوات الأميركية المنتشرة في النيجر وتشاد ومالي، بحسب تقرير نيويورك تايمز.
أولويات
وزير الدفاع مارك إسبر يطمح في إعادة النظر في الانتشار الأميركي على مستوى العالم، عبر التخلي عن مهمات مكافحة الإرهاب، للتركيز بشكل أكبر على أولويتين هما الصين وروسيا.
ومن المؤمل ان تشمل المرحلة الأولى من تقليص العمليات الخارجية أفريقيا، إذ تنشر واشنطن ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف جندي غربي القارة، كما في شرقها، وخصوصاً الصومال.
وسيشكّل الانسحاب الأميركي من غربي أفريقيا في حالة إتمامه، ضربة مدوّية للقوات الفرنسية التي تقاتل الجماعات والفصائل الإرهابية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وفقاً لـ "نيويورك تايمز".
وأضافت أن دعم واشنطن لهذه العمليات، وخصوصاً على صعيد الاستخبارات والعمل اللوجستي، تناهز كلفته 45 مليون دولار سنوياً.
وتدرس البنتاغون تقليص عدد قواتها في الشرق الأوسط أيضاً، بتخفيض عددها في العراق من 5 آلاف جندي إلى 2500 عنصر، وسحب نحو 4 آلاف من أصل 12 ألف جندي في أفغانستان، وكذلك خفضهم في سوريا.
ورفض المتحدث باسم البنتاغون التعليق على تلك الانباء، مكتفياً بالقول: "لن نتكهن بشأن تموضع القوات في المستقبل". و" لن يحدث شيء قبل كانون الثاني
" المقبل.
ويواجه الفرنسيون ودول الساحل تصاعدا للعنف والتطرف تجلى خصوصا في مقتل 71 جنديا نيجيريا في العاشر من كانون الأول الجاري. وقبل ذلك ببضعة أيام، قضى 13 جنديا فرنسيا في اصطدام مروحيتين في مالي.