الأسواق العالمية ترتبك بسبب استشهاد المهندس وسليماني

اقتصادية 2020/01/04
...

بغداد/ الصباح
 
تداعيات كبيرة شهدتها الاسواق العالمية بجميع ميادينها بعد الاعتداء الأميركي الذي أدى في وقت مبكر من فجر الجمعة إلى استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي القائد الحاج أبو مهدي المهندس وضيف العراق اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، حيث بدأت تاثيراتها في اسواق النفط التي ارتفعت قرابة 4 بالمئة
وارتبكت اسعار العملات بين الارتفاع والهبوط، وامتدت التداعيات لتصل كبريات اسواق المال العالمية، في وقت وصف فيه مختصون في الشان الاقتصادي الاعتداء بالمضر في الاقتصاد العراقي الباحث عن الاستقرار الامني كعنصر لجذب الجهد الدولي المتطور، كما ان التاثير الاكبر سيكون في العراق حين يصاب مضيق هرمز بخلل ملاحي. 
 
الموازنة الاتحادية
الخبير الاقتصادي باسم جميل اكد ان «الخطر الاكبر على العراق تمثل باي محاولة لايران بغلق مضيق هرمز، خصوصا ان العراق يعتمد على النفط بشكل كامل لتغطية الموازنة الاتحادية، الامر يؤشر حاجة العراق الى الاستقرار الامني للبلد والمنطقة بشكل عام، والذي يجب ان يتحقق بمساعدة القوى الدولية التي تربطها بالعراق مصالح اقتصادية واتفاقات تعاون مشترك، وان مثل هكذا حدث لا يمكن ان يكون بمصلحة اقتصادات المنطقة والعالم». 
وحذر من تداعيات هكذا احداث لا تحقق اي منفعة للبلاد وعلى جميع الصعد، لاسيما ان راس المال يوصف بالجبان ولا يمكن ان يقصد بلاد لا تتوفر فيها بيئة صالحة.
 
رؤوس الاموال 
المختص بالشان الاقتصادي حيدر العقابي قال: ان «استهداف شخصيات بهذا المستوى في العراق، سيجعل رؤوس الاموال الشركات الكبرى تتردد في التوجه الى العراق والمساهمة في عمليات البناء والاعمار التي ينشدها والتي يجب ان تطول جميع مدنه لوجود حجم عمل كبير في المناطق المحررة من عصابات داعش الارهابية وغيرها من المدن التي تعاني الاهمال منذ عقود». 
ولفت الى «ضرورة عدم السماح لتكرار مثل هكذا اعتداء، يخلف واقعا سلبيا لا يحقق اي منفعة للاقتصاد الوطني الذي يعد سوقا بكرا تستوعب جهودا دولية واقليمية ومحلية، وهنا لابد ان يكون هناك موقف دولي للجهد العالمي المتطور باتجاه مناهضة اي عمل سلبي ضد العراق». 
ولفت الى ان «اهمية العراق الاقتصادية يمكن ان يلمسها الجميع من خلال تاثير هذا الاعتداء في الاسواق العالمية من دون استثناء، الامر الذي يبين ان البلاد لها ثقلها على ساحة العمل الدولية، ويجب ان يكون التوجه الدولي حماية العراق ومن يعمل ضمن حدوده، وكذلك ضيوفه على اختلافهم». 
 
تقلبات حادة
تسببت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في تقلبات حادة بالأسواق العالمية في نهاية تعاملات الاسبوع، وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة بعد أن نفذت الأخيرة فجر الجمعة غارة جوية على مطار بغداد أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني «قاسم سليماني».
وأدت هذه الاحداث الى تراجع السندات السيادية العراقية المقومة بالدولار نحو سنت واحد، لتسجل سندات العراق المستحقة في 2023 أكبر تراجع، إذ انخفضت 1.075 سنت في الدولار ليجري تداولها عند 101.55 سنت، بينما نزل إصدار 2028 بمقدار 0.8 سنت إلى 96.78 سنت.
واصدر العراق خلال العام 2017 سندين سياديين دوليين متعاقبين متلازمين للتداول في سوق راس المال العالمية وهما (دجلة) فائدته 2 ،149 بالمئة وقيمته الاصدارية 1 مليون دولار مضمون من الحكومة الامريكية، كما اصدر السند السيادي الثاني (الفرات) المضمون من حكومة العراق وتصنيفه الائتماني (- B) ويحمل فائدة بنحو 6 ،75 بالمئة، وكلا الإصدارين متداولان عند أدنى مستوياتهما منذ منتصف كانون الأول، وفقا لبيانات رفينيتيف.
 
سوق الأسهم
أدت التوترات الجيوسياسية إلى خسائر قوية في سوق الأسهم في مقابل مكاسب بالأصول الآمنة والنفط. وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية من مستوياتها القياسية عند ختام تعاملات نهاية الاسبوع حيث فقد «داو جونز» أكثر من 230 
نقطة.
كما تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية في الختام مع المخاوف الجيوسياسية لتسجل خسائر أسبوعية. وفي المقابل، ارتفع سعر الذهب بأكثر من 24 دولاراً عند التسوية ليقفز لأعلى مستوى في 4 أشهر مع تكالب المستثمرين على الملاذات الآمنة، ليسجل مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي. كما افادت عملات الملاذ الآمن وعلى رأسها الين الياباني من التوترات الجيوسياسية.
 
اسعار النفط 
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى(بأكثر من 3 بالمئة ) في أكثر من ثلاثة أشهر بعد أن قتلت الولايات المتحدة قائدا عسكريا إيرانيا بارزا في العراق، ما أثار مخاوف من أن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد يعطل إمدادات الخام من المنطقة، لتصل لأعلى مستوى منذ آيار الماضي عند التسوية مدعومةً بالتوترات في الشرق الأوسط وبيانات مهمة متعلقة بالخام.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 2.35 دولار، أو 3.6 بالمئة، لتبلغ عند التسوية 68.60 دولارا للبرميل بعد أن سجلت أثناء الجلسة 69.50 دولارا وهو أعلى مستوى منذ الهجوم الذي تعرضت له منشآت نفطية سعودية في منتصف 
أيلول.
وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.87 دولار، أو 3.1 بالمئة، لتسجل عند التسوية 63.05 دولارا للبرميل بعد أن سجلت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى منذ نيسان 2019 عند 64.09 دولارا.
وقال هنري روم محلل شؤون إيران لدى أوراسيا ”نتوقع صدامات متوسطة إلى منخفضة المستوى تستمر لما لا يقل عن شهر ومن المرجح أن تقتصر على العراق“.
وكشفت إدارة معلومات الطاقة عن انخفاض مخزونات النفط في الولايات المتحدة بنحو 11.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي بأكثر من التوقعات.
في حين استقر إنتاج الولايات المتحدة من الخام عند مستوى قياسي مرتفع يبلغ 12.900 مليون برميل يومياً.
ومن جانبها، كشفت شركة «بيكر هيوز» عن تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 7 منصات للأسبوع الثاني على التوالي لتصل إلى 670 منصة.
 
شركات الطيران
تراجعت سوق الأسهم الأوروبية امس الاول ودفعت المستثمرين للابتعاد عن الأصول العالية المخاطر، بينما تضررت أسهم شركات الطيران من قفزة في أسعار النفط.
وتوعد الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي بانتقام قاس بعد مقتل قاسم سليماني، مهندس نشر النفوذ العسكري لإيران في الشرق الاوسط، في الضربة الجوية التي شنت في محيط مطار 
بغداد.
وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول منخفضا 0.3 في المئة، وسجلت الأسهم الألمانية أسوأ يوم لها في شهر مع هبوط سهم شركة الطيران لوفتهانزا 6.5 في المئة.
ودفعت خسائر شركات أخرى للطيران، من بينها اير فرانس وإيزي جيت، مؤشر السياحة والسفر الأوروبي ليغلق منخفضا 1.6 بالمئة بفعل مخاوف بشأن أسعار الوقود مع صعود النفط بأكثر من ثلاثة في المئة.
وقفزت أسعار الذهب يوم الجمعة إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر واخترقت حاجز 1550 دولارا للأوقية (الأونصة) بعد الضربة الجوية ألاميركية في العراق، وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.2 بالمئة الى 1546.68 دولارا للأوقية في أواخر جلسة التداول بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة 1553.20 دولارا، وهو أعلى مستوى له منذ الخامس من سبتمبر أيلول.