فدعة .. شاعـرة الحزن الشفيف

ثقافة شعبية 2020/01/07
...

بغداد / اعداد سها الشيخلي 
فدعة شاعرة شعبية فذة .. ولدت وعاشت في جنوب العراق الزاخر بالعطاء الشعري الجميل النابع من معاناة لا تنتهي ..ذلك لان اهوار القصب والبردي قد وفرت لها الصور الشعرية التي جاءت في شعرها والتي تتناغم مع ما عانت  من مآسي واحزان والتي فجرت فيها كل هذه المشاعر والاوجاع . 
  ولدت فدعة في القرن الثامن عشر الميلادي في لجة النزاعات العشائرية المتواصلة وترعرت في المنطقة المحصورة بين مدينتي الرميثة والحمزة وابصرت النور في بيت ريفي مشيد من القصب والبردي لكنه يحمل طيبة وشموخ مناطق الجنوب العراقي الوارث الشرعي لحضارة سومر 
واكد . 
كان والدها علي الصويح شاعرا كبيرا وزعيما من زعماء عشيرة بني ازيرج الجنوبية المعروفة ، تذكرنا فدعة بالشاعرة الخنساء كونهما معا قد تحدثتا عن مقتل شقيقيهما ( حسين وابو حسان ) إذ تقول الخنساء ( يذكرني طلوع الشمس صخرا  واذكره لكل غروب شمس     ابو حسان لذاتي وانس   ايصبح في التراب وفيه يمسي ) وكان الرثاء موجعا يصور مدى الحزن البالغ لفقدان كل منهما شقيقها . 
 
من شعر فدعة وهي ترثي شقيقها حسين حين تقول : 
 
يبات الگلب يحسين ملهود
يجمـع بمـدة ويخـزن چبود
سادة وخزاعل عندك جعود
شي تندعي  وشي گلوبها سود
يحسين چيف بثار عبود؟ 
عگبـك تظـل زنـودها بنـود
 
في قصيدة اخرى تقول فدعة :
كلما تون يا خوي اناغي 
شمقضاه خلكي وشو ساعي 
يميمر عرب يبن الصداعي 
يعربيد والجابوك افاعي 
 
وتقول ايضا :  
اشما نوت يحسين أنا شيط 
والنوم عفته والغطيط
يلتعدل العوجة عدل ميط 
يمعزب الخطار تشريط
ردتك على گومك گليط 
يلچنهم بعقلك زعاطيط
على خشومهم منقار قطقيط 
يفحل النخل يملجح العيط
 
وفي قصيدة اخرى ترثي حبيبها وزوجها حمد فتقول :
 حمد مرضي العرب 
والروم والباشات
يجالسها  ويكلمها  
بسبع لسنات
 
لسان للعرب ولسان للبيكات
ولسان  لعد الروم والشاهات
 
وتخاطب أخيها بعد إن ابتعد عنها وحست بخيبة الأمل:
 
هله ومرحبة للمجبل الجاي
حسبالي الوالي جاي لحذاي 
 ورفن عيوني ولبطن اچلاي
وعطشانه الك عطشه على الماي
ولدري بزماني ضاملى هاي
افرگ اعزازي وطشش اعضاي
نحرتج يبيده بغير ماي
وتقول ايضا :
جيت ولگيت الباب مسدود
اظل واجفه لوردن اردود
وخاف من ارد أيصير منكود
مشه وين چف الجايب 
الزود 
 
وتتحدث فدعة عن الامها عند اصابتها بمرض السل فتقول:  
 
وتشچي الزعر وتريد تكبر
ولونهه بصخر ماع وتفسر
ولونهه بشجر ماچان خضر
ولونهه بسبع جار وتشمر
ولونهه بحر ماح وتطشر
من حچيلك يبويه أتصير منكر
 
امرأة تعيش مع وجع  الفراق
 فتقول :
گطعيت هيمه ونشف ريجي
ومعرف عدوي من صديجي
تمنيت خال ابني رفيجي 
 
وتتمنى ان يكون لها خمسة وخمسون ولدا، والغاية انها توزعهم وفق اعتبارات حلمها، فالعشرة الاوائل خداما في حضرتي علي بن ابي طالب وابنه الحسين(ع) والاخرين بين صانع للقهوة ومكرم للضيف، وبعضهم للشدائد والاخرين حاملي 
البنادق:
 
تمنيت البزر خمسه وخمسين 
خمسه ابعلي وخمسه بالحسين 
وخمسه يدگون الهواوين
وخمسه يديرون الفناجين
وخمسه اسباع امسلسلين
وخمسه يزرفون الحياطين
 
 تظل ايقونة الشعرية العراقية الشعبية فدعة مدرسة مميزة ضمن كم
 هائل .
ومن ما تحدثت عنه فدعة وصفها لقلعة بناها والدها علي صويح وكانت القلاع الطين في تلك الفترة من المباني المعروفة لكثرة النزاعات العشائرية والقبلية وخشية من الهجمات التي قد تحصل بين القبائل إذ تقوم كل قبيلة ببناء قلعة طينية كبيرة وفيها نوافذ  للنظر الى الاشخاص القادمين فتقول 
فدعة: 
 
بناها علي وية الغيم زمت    
وبيها بني مالج التمت 
بلابوش منه الخيل حمت   
 محصن علي يالبيه تشمت