حسين الذكر
ظلت ما تسمى بحرب الخليج الأولى – في ثمانينيات القرن المنصرم - عصية على الحل برغم كل قرارات مجلس الامن ودبلوماسية الأمم المتحدة والوساطات الدولية والاقليمية والعربية والإسلامية والدعوات الإنسانية.. حتى يئس الناس من حرب تؤدي بمئات آلاف الضحايا .. حتى فاجأ الامام الخميني الراحل العالم بقبوله تجرع كأس السم – كما أسماه – وموافقته على قرار مجلس الامن 598.. لتتحرك الدبلوماسية الدولية لانهاء الحرب تحت مظلة الأمم المتحدة في 8 – 8 – 1988 كيوم سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ المعاصر.
قطعا فإنّ حرب طويلة فجيعة.. صرفت بها المليارات من أموال الامة العربية والإسلامية لها تبعات اقسى اجتماعية ونفسية .... ما زالت تداعياتها حتى اليوم .. فقد تم الحلب الدولي للبلدين على طريقة الهيمنة الاستعمارية بدهاء وخبث السياسة وما تجلب خلف ستارها. فلم يتوقع المتابعون ان تنتهي الحرب بسهولة ولا يعقل ان تتوقف بمجرد جرت قلم .. لذا ظهرت بعض المؤشرات الكبيرة على المشهد لدرجة كانت قادرة التأثير على مصادر القرار بكل اتجاهاته المنظورة بين البلدين المتحاربين وخارجهما ..
ففي 3 يوليو عام 1988 تم اسقاط طائرة إيرانية مدنية بصاروخ اميركي فوق مياه الخليج راح ضحيتها مئات الابرياء .. بطريقة العسكرية الاميركية التي لا تنتج عن خطأ فني .. قبل ذلك في 8 مايو 1987 اغرق صاروخ عراقي فرقاطة أميركية وتمت تسوية الموضوعين عبر قنوات أخرى بعيدة عن جبهة الحرب.. قبل نهاية الحرب بثلاثة اشهر اخذت القوات العراقية تحقق انتصارات سريعة جدا بين ليلة وضحاها لدرجة ساد تساؤل .. كيف يحدث هجوم عسكري برغم فقده عنصري المباغتة والمفاجئة اذ كان الكل يحدث عن الهجوم وساعته في الشوارع والأسواق بين البسطاء قبل المختصين ..
قبل الحرب العالمية الأولى أعلنت روسيا التعبئة العامة بعد حادثة اغتيال امير امبراطورية النمسا وزوجته .. على يد شاب صربي .. وقد سأل وليم الثاني امبراطور ألمانيا مستشاره العسكري الأول رئيس اركان الحرب الألماني فون مولتكه سؤالا محددا: (هل التعبئة الروسية تشكل خطرا على ألمانيا) .. فجاء الرد نعم .. لتعلن الحرب العالمية الأولى في 1914 لتقسيم العالم القديم بين القوى الدولية الجديدة آنذاك.
بعد ذاك بسنوات ظهر اسم هتلر العريف العسكري الألماني تحت عنوان الحزب النازي ليصعد نجمه ويتسلم مقاليد الحكم المستبد متسيّدا المانيا بكل رموزها وقادتها بصورة لا تصدق تلقائيتها.. عبر سيناريوهات خطط لها طويلا بسرية تامة بعنوان النازية.. فتسلم مقاليد الحكم بصورة كاركاتورية مضحكة.. ثم ضرب عقوبات الأمم المتحدة ورفض دفع تعويضات الحرب ثم بنى اضخم جيش بالعالم دون أي اعتراض ثم أعاد مقاطعتي الاليزاس واللورين من فرنسا ثم احتل النمسا ثم اجتاح جكوسلوفاكيا امام انظار القوى المتهاوية والصامتة حد الاذلال .. لتعلن الحرب العالمية الثانية عام 1939 بعد دخول قوات هتلر المتوقع للعاصمة البولونية وارشو.. قطعا الحرب لم تكن قرارا شخصيا او تصرفا ارتجاليا احمق بل ان أيادي وعقول صناع القرار وتجار السلاح كانت لها سلطة صناعة الحرب ونهايتها التي لم يعرف عن مشعلها الصوري أي شيء.. اذ قيل انه انتحر دون أي دليل وسط ركام برلين .. واشلاء أجساد مقاتلين تناثرت بكل بقاع العالم المشتعل ليقسم ويرسم العالم بصورة تنسجم مع مصالح الغرب وتجار الحروب.. كفانا الله شرهم ووقى البلاد الإسلامية والانسانية عامة
من بلائهم ..