ترجمة / عادل العامل
يبيّن كتاب (ما الذي يجعل أطفالنا يمرضون؟)، للدكتورة ميشيل بيرو والدكتورة فنكان آدمز، الكيفية التي يتسبب بها الغذاء الصناعي في حدوث وباء المرض المزمن، وماذا بإمكان الوالدين (والأطباء) أن يفعلوا فيما يتعلق بذلك. وبقول الدكتور جيفري سمث، في إطار حديثه عن هذا الكتاب، “إننا ندرك اليوم ، ومن خلال الدراسات الميدانية وتقارير الأطباء والمناقشات الرفيعة التي لا حصر لها، أن آلاف الناس تتحسن أحوالهم بعد تشكيلة واسعة من الأمراض والأحوال غير الصحية بسرعة كبيرة بعد تحولهم إلى حمية غذائية عضوية خالية من GMO (أي من الكائنات المعدَّلة جينياً).
ولا يشهد هذا الكتاب البارز فقط على النتائج الحاصلة يومياً في ممارسة مؤلفة الكتاب، الدكتورة ميشيل بيرو، بل ويربط الأمور بالعلم أيضاً. ومن هنا ينبغي على كل طبيب، وأمّ، وأي شخص يسعى لمنع أو إزالة الحالة المزمنة أن يقرأ (ما الذي يجعل أطفالنا يمرضون؟).
طب بيئوي يعزّز المعالجة بالغذاء
ويرى ستيفن دروكر، مؤلف كتاب (الغذاء المعدَّل خرّب العلم، وأفسد الحكومة، وخدع الرأي العام) أن محترفي الطب يربطون النقاش المتعلق بسلامة تجهيزنا الغذائي بمقولة أن الأغذية السمّية toxic تتسبب في مشكلات صحية مزمنة يصعب تشخيصها لدى الأطفال. وتتعاون طبيبة الأطفال الدكتورة بيرو والبروفيسور آدمز في توثيق هذه الظاهرة والتأكيد على أن الحل هو نموذج جديد من الطب البيئوي ecomedicine الذي يرفع من القيمة العلاجية بالغذاء الصحي. ويتم إجراء فحص دقيق على الغذاء المعدَّل جينياً. وتوفر ممارسة بيرو دراسات سريرية توضح مشكلات الأطفال الصحية الكثيرة ــ الربو، الحساسيات، اضطرابات المناعة المكتسبة، وخلل الإدراك وغيرها ــ التي نبّهت الأمهات المحبَطات الدكتورة بيرو إليها وعالجتها هذه بنجاح. كما ينقّب المؤلفان في صعود التكنولوجيات الكيائية الزراعية التطبيقات الحالية لإنتاج الغذاء الصناعي، خاصةً ما يتعلق بمحاصيل الـ GMO. وهما يتحرّيان ما تبدأ العلوم الطبية البايلوجية بتعلمه عن الصلة بين المبيدات الحشرية والأجهزة العضوية، ويستقصيان فعالية مرشدات الجمعية الطبية الأميركية للمارسة الطبية، التي يؤكدان أنها لا تعكس معلومات علمية. ويريان أن على الأطباء أن يفكروا في ما وراء حبة الدواء التي يوصون بها. ويدعو الطب البيئوي إلى الاعتراف بأن أنظمتنا البيئوية الداخلية لا يمكنها أن تكون صحية إلا كأنظمتنا البيئوية الخارجية المحيطة بنا. وفي طلبهما بثورة في نظام إنتاجنا الغذائي إضافةً لمقاربتنا للاضطرابات المزمنة، يُقر المؤلفان بالحاجة إلى أن يكون للعلماء، والمثقفين، والسياسيين، والمهنيين في المجال الطبي، والمزارعين دورهم الفاعل هنا، لكنهما يفرزان الأمهات كعناصر قوية في التغيير.
المشكلة في الأغذية المهندسة جينياً
ويختتم دروكر تعليقه على ما جاء في الكتاب بالقول “ سيكون من الصعب على أحدٍ أن يقرأ هذا الكتاب القوي إلا بعقلية متفتحة تماماً وأن لا يستنتج بأن نظامنا المصنَّع لإنتاج الغذاء بحاجة ملحّة إلى إصلاح رئيس.
فالادّعاء الروتيني القائل بأن الأغذية المهندسة جينياً مضبوطة ومختبرة جيداً لا يتفق والتشوّهات القائمة في وجه الحقائق المنسوجة معاً بمهارة في هذا العمل التذكاري
المهم.
أما مايكل أنتونيو، المختص الجريء في علم الوراثة، فيرى أن الأمراض المزمنة التي كانت فيما مضى نادرة الحدوث تصيب الآن الأطفال والكبار معاً في البلدان المصنَّعة كالولايات المتحدة. وتوفر الدكتورة بيرو والدكتور آدمز في كتابهما هذا شهادة مقنعة على ضرورة تأييد إجراء تغييرات في نمط الحياة، خاصةً إدخال طب الحِمية الغذائية، والتغلب على هذه العلل المزمنة. ويقدم العلم على نحوٍ متزايد توضيحاتٍ على إمكانية نجاحٍ كهذا.
عن / Kirkus