إذا نشبت الحرب ضاع ترامب

بانوراما 2020/01/10
...

ترجمة وإعداد الصباح                                     
واحد من أمرين سوف يكلف الرئيس “دونالد ترامب” إعادة انتخابه لمرة ثانية .. الأول هو حدوث انكماش في الاقتصاد .. والثاني هو نشوب حرب مع إيران.
أما ماكنة الاقتصاد فإنها لا تزال دائرة على ما يرام، ولكن قرار ترامب بقتل اللواء الإيراني قاسم سليماني، رغم كل مآخذنا عليه في العراق وسوريا، ربما يكون قد وضعنا على مسار الحرب مع إيران، وهذه سوف تخسف القاعدة التي يقف عليها ترامب وتقضى على كل أمل له في الفوز بانتخابات 2020.
الرافضون لترامب .. وعمالقة الجناح المؤيد للحرب في مؤسسة بوش الجمهورية.. يزدرون ترامب لأنهم هم من أيدوا حروب أميركا الكارثية التي لا تلوح لها نهاية في العراق وأفغانستان. لقد سوقوا لنا غزو العراق بزعيقهم وجلجلتهم حول اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر لها على أثر، وها هم اليوم ينشدون المدائح لترامب لأنه اغتال سليماني. الذين صوتوا لترامب سيسمعون هذه الاناشيد وسوف يتولاهم القلق. المؤسسة الجمهورية المؤيدة للحرب تبغي القضاء على النظام في إيران بأي ثمن، بالجحيم او بالطوفان .. فليكن. يرون أن إيران النووية سوف تمثل تهديداً وجودياً لاسرئيل ولمنطقة الشرق الأوسط برمتها.
 
أما هكذا تبدأ الحروب؟
يقول الجمهوريون ان الحرب مع إيران لن تقع، بينما الديمقراطيون مشغولون بتسويق  الخوف لأن الخوف هو كل ما تبقى عندهم، لذا يصرون على أن الحرب واقعة.
أما الناخبون الأميركيون فإنهم لن يستجيبوا لهؤلاء ولا لاولئك، الأميركيون سوف يصوتون لصالح حساباتهم في المصارف. الاقتصاد يبدو رائعاً بالنسبة للكثيرين، ولكن إذا ما حدث الانكماش فسوف يضمحل ويتجه خطه البياني جنوباً، عندئذ سيخسر ترامب الناخبين المستقلين.
وماذا عن قاعدة ترامب؟ هؤلاء المنسيون الذين تسخر منهم طبقة النخبة ويصفهم إعلام واشنطن بأنهم “البائسون”. هؤلاء موالون له الآن، ولكنهم لا يريدون حرباً أخرى في الشرق الأوسط. لقد نالهم ما يكفي من الحروب وسوف يخسرهم بمجرد اندلاع حرب جديدة، ولا شك في أن إيران تعلم هذا وتضعه في حساباتها.
إذ ما دارت الدائرة وأفلت الزمام فإن الديمقراطيين الناقمين على ترامب ومعهم جمهوريو مؤسسة بوش الذين امتدحوه وكالوا له الثناء سيكونون قد حققوا هدفهم يداً بيد وهو: نهاية ترامب.
جون كاس/عن موقع “توين سيتيز بايونير بريس”