{أفاتار} بشري ذكي.. آخر ابتكارات {سامسونغ}

علوم وتكنلوجيا 2020/01/11
...

لاس فيغاس/ أ ف ب
في افتتاح معرض الالكترونيات المتطورة في لاس فيغاس الاسبوع الفائت، كشفت شركة "سامسونغ" عن آخر ابتكاراتها، وهو أفاتار أطلقت عليه اسم "نيون" عبارة عن "كائن افتراضي صمم على الكمبيوتر ويتمتع بالذكاء والقدرة على إظهار العواطف".
الأفاتار البشري
قدّمت "ستار لابز"، الفرع الأميركي لشركة "سامسونغ" الكورية شرحا عن هذا الأفاتار البشري، مشيرة إلى أنه "ليس روبوتا ولا نسخة عن البشر ولا واجهة لطلب نشرة الطقس، على عكس المساعدين الشخصيين الذين يمتلكون ذكاء اصطناعيا. فـ"نيون" يتحدّث ويتعاطف مثل البشر".
لكن الشركة لم تتقدم بأي عرض فعلي لهذا الأفاتار.
وكانت تكهنات كثيرة وتسريبات تسري حول مشروع "ستار لابز" الطموح في الصحف منذ أيام عدة مثيرة الاهتمام المسبق لهذه الفكرة القائمة على الذكاء الاصطناعي الفعلي مع شخصية خاصة تجد مكانها في قصص الخيال العلمي.
واستغرب بعض الخبراء امتناع "سامسونغ" عن توفير تفاصيل أوفر عن هذه التكنولوجيا.
وذكر موقع "ذي فيرج" المتخصص بالتكنولوجيا "بحسب تقديراتنا "نيون" هو مجرد أفاتار رقمي يأخذ شكل البشر ويسيره الكمبيوتر الشبيه بالمساعد الشخصي "سيري"".
 
وظائف متعددة
وتتعدّد الوظائف والمهمّات التي يمكن لهذا الأفاتار أن يقوم بها. فوفقاً للبيان الذي وزّعته الشركة "يمكن للشركات أن توظّفه لتقديم خدمات الاستشارات المالية أو الصحية، كما يمكنه العمل كمقدّم برامج أو ناطق رسمي أو أن يصبح ممثلا سينمائيا، أو أن يكون مجرّد صديق ورفيق".
وهذا الافاتار يأخذ شكل الانسان ويفترض ان يتصرف كالبشر وأن يتفاعل معهم إلا أنه أتى نتيجة صور مركبة بالابعاد الثلاثة لعكس تصرفات بشرية طبيعية.
 
"شكل جديد للحياة"
وأكد رئيس المختبر باراناف ميستري أن "نيون هو شكل جديد للحياة".
وأضاف "بفضل التعلّم الأوتوماتيكي، استطاعت منصّة كور أر3 التي تسيّر الأفاتار، تعلّم تصرّفات البشر وتفاعلاتهم لكي تنتج لاحقا الأفاتار الذي تتطوّر شخصيته تدريجا تبعا للتفاعلات المختلفة التي يواجهها. ومن بعدها، يمكن للمنصة أن تبتكر تعابير وتحرّكات وحوارات جديدة تختلف كليا عن البيانات المسجلة في الأساس".
وستتم التفاعلات مع الأفاتار على الأرجح عبر شاشات أو الواقع المعزز (بث صور) أو الافتراضي (خوذ انغماسية). إلا أن البيان الصادر عن الشركة لا يعطي الكثير من التفاصيل الملموسة عن هؤلاء "البشر الاصطناعيين" كما وصفتهم.
وتستخدم منصة "كور أر3" لتسيير الأفاتار خصوصا شبكات من الوصلات العصبية الاصطناعية.
واعتبر المحلّل جاك غولد أن "نجاح سامسونغ في ابتكار أفاتار بشري يعبّر عن المشاعر والتفاعلات، سيجعلها تتصدّر العديد من الشركات التي تجري بحوثا مماثلة".
لكن في المقابل، تبرز مخاوف حيال هذا الابتكار الجديد. وقال غولد: "ستكون هناك تداعيات كبيرة على قطاعات عدة، فضلاً عن إمكان استعمال الأفاتار لانتحال صفة أحد ما، أو القيام بأعمال مسيئة وغير قانونية".
وقال لوران كريتيان المدير العام لمعرض "لافال فيرتوال" وهو أكبر معرض فرنسي للواقع الافتراضي: "الأمر لا يشكل مفاجأة فالكثير من المختبرات في العالم" تعمل على تصميم أفاتار يسيره الذكاء الاصطناعي.
وعندما سيعرض "نيون" فعلياً، سيسعى لوران كريتيان إلى تقويم قدرته على التفاعل مع التغيرات في البيئة المحيطة به.
وقال: "الرهان الفعلي هو في الربط بين الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، فهل سيكون ممكناً ابتكار عوالم جديدة مع أفراد افتراضيين يتمتعون بقدرات خاصة بهم؟"
تزييف الحقائق
وقد يثير الاعلان مخاوف في وقت تكافح فيه شبكات التواصل الاجتماعي التضليل الإعلامي والتزييف العميق" (ديبفايك) وهي تقنية متطورة في تزييف المقاطع المصورة بهدف تسلية الجمهور أو خداعه.
وتتلاعب "ديب فايك" بالحقيقة أو تختلق حالات برمتها مثل نسب تصريحات مهينة إلى مرشح سياسي أو تصرف أحد المشاهير بطريقة غير لائقة. وقد تستمر مفاعيل ذلك في صفوف الرأي العام لفترة طويلة حتى بعد صدور النفي.
وتؤكد "ستار لابز" أن "كور أر3 يمكنها أن توفر واقعاً لا يمكن للإدراك الطبيعي أن يميزه عن الواقع الفعلي".
ويرى المحلل آفي غرينغارت أن الأفاتار الرقمي يطرح سؤالين، "فهل سيكون مصدر إزعاج لنا؟ وكيف سيستخدم؟"
وكان ميستري أطلق "ستار لابز" العام 2019. وسبق له أن تميز بتصميم "سيكث سنس" وهي تكنولوجيا للاكسسوارات الموصولة ترتكز على الحركية عندما كان يعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا العريق (ام آي تي).
 
روبوت Ballie
كما كشفت سامسونغ خلال فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2020 عن مساعد روبوتي صغير على شكل كرة التنس يدعى بالي Ballie، والذي يمكنه التنقل ضمن المنزل والمساعدة في حراسة المستخدمين، والعمل كمساعد للياقة البدنية، وكأداة لمساعدة كبار السن على التواصل مع الأجهزة الذكية في منازلهم، وحتى أداء دور الصديق للأطفال والحيوانات الأليفة.
ويأتي الروبوت الصغير، الذي يهدف إلى مساعدتك في جميع أنحاء المنزل، مزودًا بكاميرا مدمجة وميكروفون ومكبر صوت ويستخدم الذكاء الاصطناعي لأداء مهامه، وقال سيباستيان سونغ Sebastian Seung، نائب الرئيس التنفيذي وكبير الباحثين في شركة سامسونغ: إن Ballie مصمم لفهم احتياجات أصحابه ودعمهم والرد عليهم.
وأضاف "نعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو مستقبل الرعاية الشخصية، ونحن نرى أن الذكاء الاصطناعي على الجهاز أمر أساسي للتجارب الشخصية، وتتيح لك ميزة الذكاء الاصطناعي الموجودة على الجهاز التحكم في معلوماتك وحماية خصوصيتك، مع الاستمرار في توفير قوة التخصيص".
 
دوريات منزلية
فيما أوضح الرئيس والمدير التنفيذي لقسم الإلكترونيات الاستهلاكية في سامسونغ كيف أن الروبوت ذا الشكل الكروي قادر على متابعة مالكه والتنقل بالقرب منه والتعرف على السرعة الشخصية لمالكه، وتقول الشركة: إنه يمكن للمستخدمين استخدام الجهاز للقيام بدوريات في منازلهم والحفاظ عليها آمنة.
وبصفته مساعدًا للياقة البدنية فإنه يدفع المستخدمين بلطف إلى الاستمرار في الحركة، كما يمكن استخدامه أيضًا كجهاز تحكم عن بعد يساعد كبار السن على الاتصال بالأجهزة الذكية الأخرى في منازلهم وطلب المساعدة في حالات الطوارئ، مع التأكيد على عدم مشاركة البيانات المجمعة من Ballie مع شركات خارجية دون موافقة مسبقة ومباشرة من مستخدميها.