غادر القائد العسكريّ الليبي خليفة حفتر، أمس الثلاثاء، العاصمة الروسية موسكو، من دون أن يوقع اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن "حفتر الانقلابي فر هاربا"، بينما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قرار حفتر "يُظهر من يريد الحرب ومن يريد السلام".
تعقيد المساعي الدبلوماسية
وقد يتسبب عدم توقيع حفتر على الاتفاق خلال المحادثات التي جرت بوساطة تركية وروسية، في تعقيد مسعى دبلوماسي لإرساء الاستقرار في ليبيا التي تعاني حالة من الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن خليفة حفتر لم يوقع على اتفاق لوقف إطلاق النار وُضعت مسودته أثناء محادثات في روسيا يوم أمس الأول الاثنين.وعزت مصادر عدم توقيع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر على اتفاق وقف إطلاق النار إلى ما وصف بتجاهل المسودة لعدد من مطالب الجيش، ورفض حفتر أي دور تركي للإشراف على وقف إطلاق النار في ليبيا.وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الاثنين، إن السراج، وقع على الاتفاق بعد المحادثات التي استغرقت نحو ثماني ساعات.وفي أول رد فعل على مغادرة حفتر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، أمس الثلاثاء: "الذين يسألون عن سبب وجود تركيا في ليبيا يجهلون السياسة والتاريخ، فلو لم تتدخل تركيا لكان الانقلابي حفتر سيستولي على كامل البلاد"، مؤكداً أن بلاده لا يمكنها "البقاء مكتوفة الأيدي" حيال ما يحدث في ليبيا، و"الذين يلطخون ليبيا بالدم والنار، يظهرون في الوقت نفسه حقدهم تجاه تركيا".ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده "لن تتوانى عن تلقين "حفتر الانقلابي درسا إذا واصل الهجوم على الحكومة والشعب في ليبيا".من جانب آخر أشاد أردوغان بموقف حكومة الوفاق الليبية "حكومة طرابلس" التي تبنت موقفا بناء وتصالحيا خلال محادثات موسكو.
هشاشة الهدنة
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو: إن عدم توقيع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر على اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق يظهر من يريد الحرب ومن يريد السلام، مشددا على أن تركيا فعلت ما بوسعها لضمان وقف إطلاق النار.وكانت موسكو استضافت أمس الأول محادثات استمرت لساعات بين طرفي الأزمة الليبية بمشاركة وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا.وقبل ذلك، أعلن طرفا النزاع في ليبيا وقفا لإطلاق النار اعتبارا من 12 كانون الثاني، بناء على مبادرة روسية تركية، أعلن عنها عقب لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول الأسبوع الماضي.في غضون ذلك، دافع إبراهيم قالن المتحدث الرسمي والمستشار الخاص للرئيس التركي، عن مشاركة تركيا في مفاوضات السلام الحالية، قائلاً: إن أنقرة جعلت شروط وقف إطلاق النار ممكنة. وأضاف "في الواقع، جهودنا ودعمنا لحكومة الوفاق الوطني هي التي حققت التوازن في الموقف، والنتيجة هي وقف إطلاق النار".وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن بلاده تدعم عملية الأمم المتحدة، وأن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا قام "بعمل جيد"، لكنه استدرك "كل شيء هش في ليبيا" وأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يجتمع لإنهاء العنف في البلاد، لافتًا "دعونا نعترف بأننا لا نتعامل مع وضع مثالي".وألقى قالن، باللوم على قوات حفتر لخرقها الاتفاقات "مرة تلو الأخرى"، وحملها مسؤولية العنف في البلاد.