{آبل} و {هواوي}.. حربٌ ضروس للسيطرة على الصين

علوم وتكنلوجيا 2020/01/14
...

الصباح/ وكالات

شهدت شركة آبل زيادة كبيرة في مبيعات هاتف آيفون في الصين الشهر الماضي، لكن شركة هواوي العملاقة للتكنولوجيا لن تتخلى عن المركز الأول في أي وقت قريب، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد قفزت مبيعات جهاز آيفون بنسبة 18 في المئة في شهر كانون الأول من العام 2019 مقارنةً بالشهر نفسه من العام 2018.

باهظة الثمن
وبالرغم من هذه النتائج، إلا أن آبلَّ تخسر قوتها أمام منافسيها المحليين في الصين منذ سنوات، ويقول محللون: إن هذا الاتجاه من غير المرجح أن يتغير، والسبب الأكبر هو أنَّ آبل تبيع الهواتف باهظة الثمن للعملاء الأثرياء، ويسمح لها ذلك بالحصول على جزءٍ صغيرٍ من السوق، في حين تقدم هواوي وشاومي مجموعة أكبر من الهواتف بشرائح سعرية مختلفة.
وقال لويس ليو Louis Liu، المحلل لدى شركة أبحاث السوق كاناليس Canalys: "تمكنت آبل من تعزيز مبيعاتها في الصين على المدى القصير من خلال إطلاق ثلاثة طرز من iPhone 11 في العام الماضي، ومع ذلك، ستظل هواوي تهيمن على السوق الصينية عبر قطاعات الأسعار من منظور طويل الأجل.
 
هواتف رخيصة
عندما يتعلق الأمر بالعدد الهائل من الهواتف الذكية التي تم بيعها في الصين في الربع الثالث من العام 2019، فقد حلت شركة هواوي في المرتبة الأولى بنحو 42 في المئة من السوق، بينما حلت شركة آبل في المركز الخامس مع نسبة ما بين 5 و 8 في المئة، وذلك وفقًا لأحدث البيانات الصادرة من كل من آي دي سي IDC وكاناليس Canalys، وهما شركتان مستقلتان تستخدمان طرقًا مختلفة قليلاً لقياس شحنات الهواتف الذكية.
وتشكل الهواتف الذكية الرخيصة معظم مبيعات منافسي آبل الصينيين، إذ إنَّ نحو 90 في المئة من هواتف هواوي التي بيعت في الصين خلال فترة السنة الماضية كانت بتكلفة أقل من 600 دولار، وذلك وفقًا لبيانات شركة آي دي سي IDC.
لكنَّ هواوي نجحت بشكل خاص في كسب المستهلكين الذين يرغبون في دفع ما بين 600 دولار و800 دولار للهاتف الرائد، وهي سوق تخلت عنها آبل عندما بدأت تسعير أجهزة آيفون بنطاق سعري أعلى من ذلك، بحسب المحلل كيرانجيت كور Kiranjeet Kaur  من شركة IDC.
 
 
مبيعات الصين
يتعين على شركة هواوي أنْ تتصدى للمنافسين المحليين بهواتف رخيصة، وأنْ تدفع بقوة الأجهزة الرائدة ذات الأسعار العالية التي يمكنها المنافسة مع شركة آبل في سوقها المحلية، إذ تتعرض المبيعات الخارجية لضغوط بسبب القائمة السوداء التجارية الأميركيَّة.
ووضعت واشنطن شركة هواوي على قائمة سوداء تجارية في شهر أيار الماضي، ومنعت الشركات الأميركية من بيع التكنولوجيا والبرامج الأساسية للشركة، ويعني هذا الحظر أنَّ هواتف هواوي الذكيَّة لم تعد قادرة على الوصول إلى خدمات غوغل مثل متجر غوغل بلاي والتطبيقات الشائعة مثل جيميل ويوتيوب وخرائط غوغل.
وبالرغم من أن هذا ليس أمرًا مهمًا في الصين، وذلك بالنظر إلى أنَّ الهواتف التي تباع هناك لا تملك خدمات غوغل على أية حال، فقد تسبب نقص خدمات غوغل في أماكن أخرى بحدوث ضربة لمبيعات الهواتف الذكية من هواوي في الخارج.
وقال المحلل كيرانجيت كور: كانت معظم المبيعات في الخارج من الهواتف الراقية، بينما كان عليها دفع المزيد من الأجهزة منخفضة التكلفة في الصين لرفع حجم المبيعات.
 
الهواتف الراقية
بالنسبة إلى شركة آبل، فإنَّ هذه الهواتف منخفضة التكلفة غير مهمة، حيث زادت شركة كاليفورنيا ببطء من متوسط ​​سعر جهاز آيفون منذ العام 2007، وقد حققت قفزة أكبر من المعتاد في العام 2018 عندما قامت بتسعير جهاز iPhone X بسعر 999 دولارًا، وكانت تراهن على أنَّ العملاء لديهم رغبة في شراء أجهزة آيفون باهظة الثمن.
ويبدو أنَّ هذه السياسة تؤتي ثمارها في الصين، إذ بفضل سمعتها كعلامة تجارية متميزة، استطاعت آبل بيع هواتف أقل بكثير من منافسيها مثل فيفو وشاومي وأوبو، لكنها لا تزال تحصل على حصة أكبر من السوق الصينية، وفقًا لبيانات IDC.
وبالنظر إلى القيمة السوقية لسوق الهواتف الذكية في الصين، فإنَّ هواوي لا تزال في المرتبة الأولى، إذ حصلت على 43 في المئة من الحصة السوقيَّة، وذلك بحسب شركة IDC، لكنَّ آبل تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 21 في المئة، ويعني هذا أنَّ هواوي بحاجة إلى بيع أكثر من ضعف عدد الهواتف في سوقها المحلية لجني الأموال نفسها التي تجنيها آبل من مبيعاتها هناك.
 
مبارزة 5 G
وهناك مجال واحد على الأقل لم تتنافس عليه آبل بعد، وسيكون حاسمًا لنجاحها على المدى الطويل في الصين وغيرها، وهو شبكات الجيل الخامس فائقة السرعة، حيث أطلقت شركة هواوي العديد من طرازات الجيل الخامس في الصين، لكن جهاز آيفون الداعم لشبكات الجيل الخامس لن يصل قبل شهر أيلول من هذا العام، ما يخلق فجوة كبيرة لهواوي لجذب المزيد من المستهلكين، وفقًا لشركة Canalys.
كما أطلقت شركات الهواتف الذكية الصينية الأخرى، بما في ذلك أوبو وفيفو وشاومي هواتف داعمة لشبكات الجيل الخامس 5G، وأعلنت سامسونغ، أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم، في وقت سابق من الشهر الماضي عن أنها تستأثر الآن بأكثر من نصف السوق العالمي للهواتف الذكية الداعمة لشبكات 5G، وذلك بالرغم من أنها لا تملك فعليًا أي حصة سوقية في الصين.