الثلاثاء المقبل.. الجلسة الأولى لمحاكمة دونالد ترامب

قضايا عربية ودولية 2020/01/17
...

واشنطن / وكالات 
 
ستكون واشنطن، الثلاثاء المقبل، على موعد مع اولى جلسات محاكمة الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الاميركية، بينما باشر مجلس الشيوخ في الكونغرس، امس الجمعة، إجراءات محاكمة الرئيس دونالد ترامب، بتهمتي "إساءة استخدام السلطة، وعرقلة التحقيق في عزله".
وكان مجلس النواب الأميركي، قد أقر بأغلبية الأصوات، القرار الاتهامي ضد ترامب.
والاتهام الأول الموجه لترامب هو إساءة استخدام السلطة المتمثل في السعي بصورة غير مشروعة للحصول على مساعدة كييف لحملة انتخابه، والضغط عليها للتحقيق مع نجل نائب الرئيس السابق جو بايدن، أقوى منافسيه في سباق الترشيح الديمقراطي للانتخابات.
أما الاتهام الثاني فهو محاولة عرقلة العدالة بعدم تقديم شهود ووثائق تخص التحقيق الذي أطلقه الحزب الديمقراطي في الـ24 من ايلول الماضي.
ومن المقرر أن تبدأ أولى جلسات محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ في 21 كانون الثاني الحالي الموافق الثلاثاء المقبل، بإشراف رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، الذي أدى اليمين الدستورية رئيسا لهيئة المحكمة البرلمانية.
ويتطلب عزل ترامب دعم القرار الاتهامي ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ ، الذي يحتل الجمهوريون فيه 53 مقعدا من أصل 100. 
 
خطوات مقبلة
وأدى أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، المئة، اليمين أمام رئيس المحكمة العليا في الولايات المتحدة جون روبرتس، في أول إجراء يمهد لمحاكمة الرئيس دونالد ترامب سعيا إلى عزله.
وأمام رئيس المحكمة الذي سيترأس هذه المحاكمة التاريخية، أقسم الأعضاء جماعيا على "إحقاق العدالة في شكل محايد بما ينسجم مع الدستور والقوانين".
وحضر الجلسة 99 من أصل مئة في مجلس الشيوخ.
وتغيب أحدهم، وهو الجمهوري جيم إينهوف، الذي بقي في أوكلاهوما "مع أحد أفراد الأسرة الذي يعاني من مشكلة طبية".
وقال في بيان إنه "يعتزم العودة إلى واشنطن الثلاثاء لتأدية اليمين من دون التسبب في تأخير إجراءات الإقالة". 
ويجب على مجلس الشيوخ التصويت على قرار يحدد القواعد الأساسية للمحاكمة، بما في ذلك تحديد العناصر الرئيسة والمدة التي سيحصلون عليها لعرض قضاياهم وغيرها من المسائل.
وقال زعيم الأغلبية، ميتش ماكونيل، إنه يملك الأصوات الكافية لبدء المحاكمة دون التوفير الفوري لشهادة الشهود ، والتي يمكن تأمينها في وقت لاحق أثناء المحاكمة.
ومع ذلك، قال ماكونيل إنه لا يملك الأصوات الكافية لرفض المساءلة. 
بعد ذلك يصدر مجلس الشيوخ مرسوما يتم بموجبه "استدعاء الشخص الذي يتم اتهامه، وتلاوة المقالات المذكورة، وإخطاره بالمثول أمام مجلس الشيوخ في تاريخ ومكان يحددهما مجلس الشيوخ" .
ولم يمثل رئيس قط مطلقا في محاكمته الخاصة، وسيتم تمثيل ترامب من قبل مستشاره في البيت الأبيض، بات سيبولون، ومحاميه الشخصي جاي سيكولو، من بين آخرين. 
بعد اليمين، يبدأ ممثلو الادعاء بتوضيح قضيتهم، ويتبعهم الدفاع.
لا يجوز أن يتكلم أعضاء مجلس الشيوخ أثناء الإجراءات، لكن قد يقدمون أسئلة مكتوبة إلى رئيس القضاة ليتلوها نيابة عنهم.
وسيتم البت في مسألة الشهود والمسائل الأخرى على الفور بأغلبية الأصوات.
سيتم تحديد مهلة زمنية للإجراءات في التصويت الأولي لمجلس الشيوخ. 
واعتمادا على القواعد المتفق عليها للمحاكمة، يجوز نظريا، لكل من الادعاء والدفاع، إحضار شهودهم للاستجواب.
وقال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ونائب الرئيس السابق جو بايدن إنهما سيكونان على استعداد للإدلاء بشهادتيهما إذا تم استدعاؤهما. 
وسيقدم الادعاء والدفاع بياناتهم النهائية، وسيكون الختام لمديري مجلس النواب. 
ويتداول أعضاء مجلس الشيوخ في القضية. وفي الماضي كانت هذه الخطوة تتم خلف أبواب مغلقة لكن هذا قد يتغير في محاكمة ترامب. 
ويصوت أعضاء مجلس الشيوخ بشكل منفصل على مادتي المساءلة الموجهتين لترامب وهما إساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس.
إذا صوت أعضاء مجلس الشيوخ الحاليين بأغلبية الثلثين ( أي 67 صوتا ) لصالح الإقالة، فستكون كافية لإدانة ترامب وإبعاده من منصبه.
لكن النتيجة الأكثر ترجيحا هي تبرئة ترامب.
عند هذه النقطة يتم الانتهاء من العملية، باستثناء بعض التطورات غير المعتادة للغاية مثل قيام مجلس النواب باتخاذ إجراءات لإقالة ترامب مرة أخرى. 
ومجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه رفاق ترامب الجمهوريون، من المتوقع أن يبرئ ساحة الرئيس الأميركي نظرا لعدم إبداء أي جمهوري تأييدا لعزله وهي خطوة تتطلب موافقة أغلبية الثلثين في المجلس.
لكن مساءلة ترامب في مجلس النواب الشهر الماضي ستظل في سجله، وتجيء المحاكمة التي يبثها التلفزيون في مجلس الشيوخ في توقيت يسعى فيه ترامب لإعادة انتخابه في الثالث من تشرين الاول، مع تصدر بايدن المرشحين الديمقراطيين لمواجهته. 
يشار إلى أن المحكمة العليا أعلى هيئة للقضاء في الولايات المتحدة وتضم تسعة أعضاء بينهم خمسة قضاة محافظين، ومهمتها السهر على دستورية القوانين عبر حسم القضايا الكبرى في المجتمع الأميركي، ومن بينها محاكمة ترامب.
 
توقعات رئاسية
في المقابل توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تنتهي محاكمته أمام مجلس الشيوخ سعيا الى عزله "سريعا جدا". 
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "يجب أن يتم ذلك سريعا جدا"، في الوقت الذي أدى فيه أعضاء مجلس الشيوخ اليمين ليشكلوا هيئة محلفي المحاكمة التاريخية.
وقال ترامب "انه أمر حزبي تماما"، واصفا المحاكمة بأنها "خدعة والكل يعلم انها برمتها خدعة" على حد تعبيره.
وعندما سئل عن الاتهامات الجديدة المتعلقة بأوكرانيا التي كشف عنها مساعد سابق لمحاميه الشخصي رودي جولياني، أجاب ترامب بأنه ومحاميه غير معنيين بها.
ووفق ليف بارناس الذي يواجه تهما أخرى منفصلة فإن ترامب "عرف تماما ما الذي كان يحدث" في حملة قادها جولياني لتلطيخ سمعة المرشح الديمقراطي المحتمل للانتخابات الرئاسية جو بايدن في أوكرانيا.
وقال ترامب أن لا فكرة لديه من يكون بارناس، مؤكدا "لا أعرفه، ولا اعتقد اني تحدثت اليه ابدا".  
 
{عبقري متوازن للغاية}
في هذه الاثناء ألف صحافيان في واشنطن بوست كتاب "عبقري متوازن للغاية" لإلقاء الضوء على جهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمعلومات التاريخية والجغرافية. وتناول الكتاب مواقف حقيقية وتصريحات للرئيس الأميركي تثبت فعلا عدم درايته بالحقائق التاريخية والحدود الدولية.
وأكد كتاب صدر مؤخرا أن عدم إلمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمعلومات التاريخية والجغرافية يصل إلى حد جهله بأن هناك حدودا مشتركة بين الهند والصين.
والكتاب وعنوانه "عبقري متوازن للغاية" هو من تأليف الصحافيين في "واشنطن بوست" فيليب راكر وكارول ليونيغ يورد فصولا من تصرفات الرئيس تعكس جهله بوقائع جغرافية وتاريخية
أساسية. ونقل الكاتبان أن ترامب قال لرئيس وزراء الهند ناريندرا مودي خلال اجتماع بينهما لبحث التهديد الذي تشكله الصين على الهند "الأمر ليس كما ولو أن الصين على حدودك". وللهند حدود مشتركة مع الصين، وقد خاض البلدان حربا عام 1962 بسبب نزاع حدودي بينهما حول منطقة في الهيمالايا.
وفي أعقاب تعليق ترامب هذا وتقليله على ما يبدو من شأن التهديد الذي تشكّله الصين على الهند "جحظت عينا مودي من وقع المفاجأة"، وفقا للكتاب الذي نشرت "واشنطن بوست" مقتطفات منه الخميس الماضي. 
ويتابع الكاتبان رواية الواقعة بالقول إنّ تعابير مودي تحوّلت بعدها بشكل تدريجي من "الصدمة والقلق إلى الاستسلام".
وبعد هذا الاجتماع أبلغ مساعد لترامب مؤلّفي الكتاب أنّ "الهنود تراجعوا خطوة إلى الوراء" في علاقتهم الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وتحدث الكتاب أيضا عن جولة قام بها ترامب تكريما لذكرى السفينة الحربية "يو إس إس أريزونا" التي أغرقتها الطائرات اليابانية في هجومها المفاجئ في 7 كانون الأول  1941 على بيرل هاربر.
"كيف لا يسمح للشركات الأميركية بدفع رشى للحصول على أعمال في الخارج" .. "سنقوم بتغيير ذلك" وسأل ترامب كبير موظفي البيت الأبيض حينذاك جون كيلي "يا جون، لم كل هذا؟
ما الهدف من هذه الرحلة؟".
وتابع الكتاب أنّ "ترامب سمع بعبارة بيرل هاربر وبدا أنّه فهم أنّه سيزور موقع معركة عسكرية، لكن لم يظهر أنّه يعرف أكثر من ذلك".
ونقل الكتاب عن مستشار كبير سابق في البيت الأبيض أنّ ترامب كان "في أحيان غير مطّلع إلى حدّ خطر".
وأورد الكتاب أنّ ترامب ضغط في 2017 على وزير الخارجية في حينه ريكس تيلرسون للمساعدة في التخلّص من قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة الذي يمنع الشركات الأميركية من دفع رشى للمسؤولين الأجانب لإبرام صفقات تجارية.
ونقل الكتاب عن ترامب قوله "إنّه أمر غير منصف لدرجة أنّه لا يسمح للشركات الأميركية بدفع رشى للحصول على أعمال في الخارج"، متابعا "سنقوم بتغيير ذلك".