في تهديد للحريات.. كاميرات التعرف على الوجه تغطي لندن

علوم وتكنلوجيا 2020/01/27
...

لندن/ بي بي سي
أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن أنها ستبدأ في استخدام كاميرات التعرف على الوجه المرتبطة بأجهزة الحاسب في جميع أنحاء لندن، موضحة أنَّ التكنولوجيا قد تجاوزت مرحلة التجربة وجاهزة للاندماج مع أعمال الشرطة اليوميَّة، وذلك بالرغم من شكوك الخبراء بشأن مدى كفاءة النظام ومخاوف واسعة النطاق بشأن الحريات المدنية.
أماكن شهيرة
ومن المفترض وضع الكاميرات في أماكن شهيرة بالنسبة للمتسوقين والسياح، مثل مركز تسوق ويستفيلد في ستراتفورد وWest End، وتبحث كل كاميرا عن الوجوه الموجودة في قوائم المراقبة المخصصة، والتي تقول شرطة العاصمة البريطانية إنها تحتوي في الغالب على أفراد مطلوبين في جرائم خطيرة وعنيفة.
وعندما تحدد الكاميرا شخصاً ما، سيقترب ضباط الشرطة ويطلبون منه تأكيد هويته، وإذا كان مدرجاً في قائمة المراقبة، فسيتم اعتقاله.
وقالت الشرطة في بيان صحفي: "يمنح هذا النظام ضباط الشرطة ببساطة رسالة سريعة تشير إلى أنَّ الشخص الموجود هناك قد يكون الشخص الذي تبحث عنه".
وتقول هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": إنَّ "الاستخدام التشغيلي للكاميرات لن يدوم إلا لمدة خمس أو ست ساعات في المرة الواحدة"، لكنَّ الشرطة توضح أنَّ استخدام هذه التكنولوجيا هو الوضع الطبيعي الجديد في لندن.
 
قوة شرطة حديثة
وقال مساعد مفوض شرطة العاصمة في لندن في بيان صحفي: أعتقد أنه يجب علينا استخدام التقنيات الجديدة كقوة شرطة حديثة، وذلك للحفاظ على سلامة الناس في لندن، ويتم إطلاع ضباط الشرطة كل يوم على المشتبه بهم الذين يجب عليهم البحث عنهم، وتساعد تقنية التعرف على الوجه في تحسين فعالية هذا التكتيك.
واقتصر استخدام تقنية التعرف على الوجه من قبل قوات تطبيق القانون في المملكة المتحدة في السابق على التجارب الصغيرة والمناسبات العامة مثل الحفلات الموسيقية ومباريات كرة القدم.
وتعرضت عمليات النشر هذه للانتقاد على نطاق واسع، حيث تشير بيانات من إحدى التجارب إلى أنَّ 81 في المئة من التطابقات التي اقترحها نظام التعرف على الوجه غير صحيحة.
وبالرغم من ذلك، فإنَّ شرطة العاصمة في لندن تصف هذه التكنولوجيا بأنها مجربة ومختبرة، وتقول إنَّ الخوارزميات التي تستخدمها من شركة المقاييس الحيوية NEC تحدد 70 في المئة من المشتبه بهم المطلوبين وتولد تنبيهات خاطئة لواحد من كل ألف حالة فقط.
 
تهديد خطير للحريات
ووصف دعاة الخصوصية نشر التكنولوجيا بأنها تهديد خطير للحريات المدنية، وتعرض استخدام تقنية التعرف على الوجه في جميع أنحاء العالم لانتقادات من قبل العديد من خبراء التكنولوجيا والمدافعين عن الخصوصية، الذين لاحظوا أنَّ مثل هذه الأنظمة غالبًا ما تكون متحيزة عنصريًا ويساء استخدامها من قبل الشرطة.
وعلى الرغم من إصرار "الشرطة البريطانية" على إمكانية استخدام هذه التقنية بشكل جيد، إلا أنَّ بعض النقاد وصفوا LFR بأنها غير فعالة وفي بعض الحالات غير قانونية، ففي نيسان 2019، على سبيل المثال، وجد تقرير من جامعة إسيكس أنَّ تقنية الشرطة البريطانية ""LFR لديها معدل عدم دقة يبلغ 81 في المئة، وفي العام السابق، حددت التكنولوجيا التي تستخدمها الشرطة في جنوب ويلز عن طريق الخطأ 2300 شخص بريء كمجرمين محتملين.
وقد تم إطلاق مسعى "الشرطة البريطانية" الجديد في وقت صاخب لتكنولوجيا التعرف على الوجه، ففي الأسبوع الماضي فقط كشفت المفوضية الأوروبية أنها تفكر في فرض حظر على استخدام LFR في المناطق العامة لمدة تصل إلى خمس سنوات، في حين يكتشف المنظمون كيفية منع إساءة استخدام التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه دعت مجموعة حملة Big Brother Watch - التي يدعمها أكثر من 18 سياسيًا بريطانيًا و25 مجموعة حملات إضافية - إلى وقف التبني، مشيرةً إلى المخاوف المتعلقة بالتنفيذ دون تدقيق ملائم.