ابن حفيد غاندي ينضم للتظاهرات

بانوراما 2020/01/28
...

زو أوزبورن وحنا ايليس بيترسن ترجمة: خالد قاسم
 
تجمع مؤخرا 25 ألف شخص في مدينة ميوات بولاية هاريانا الهندية للبدء بالمسيرة التاريخية لمسافة 8 كم الى قرية غاسيرا التي خرج فيها قبل 72 سنة بمسيرة مشابهة الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) خلال فوضى التقسيم، وزيارته للمنطقة متعهدا بحياة كريمة للمسلمين المحليين. فقد استعاد الملايين خطى غاندي، لكن الأمر هذه
المرة مختلف.

فعلى خلفية قانون تعديل المواطنة الجديد الذي أقره البرلمان الهندي، الذي يتضمن تمييزا ضد المسلمين وينبذهم كمواطنين من الدرجة الثانية، يبدو تكريم كلمات غاندي، عن التجانس الديني والمصالحة، تصريحا سياسيا 
قويا. 
تشهد الهند أكبر تظاهرات منذ أربعين سنة، لكن صورة غاندي المعروف بلقب “ابو الهند” لدوره في الاستقلال كان حاضرا بقوة. وعبّر الهنود عن مخاوفهم من أن القانون الجديد يهدد بتدمير الهند العلمانية والتعددية التي كرس غاندي حياته لبنائها.
لم يكن مصادفة أن يشهد يوم مسير المحتجين في ميوات تجمعا آخر لآلاف المتظاهرين بميدان كرانتي آب وسط مومباي حيث ألقى غاندي خطابه المشهور “اخرجوا من الهند” للحكومة البريطانية سنة 1942.
من بين الملايين المشاركين بالتظاهرات المدافعة عن رؤية غاندي الشاملة كان ابن حفيد غاندي “توشار أرون غاندي” وصرح للصحفيين: “للمرة الأولى في الهند المستقلة هناك محاولة لفرض قوانين أو أنظمة تعمل وفق التمييز والتفريق على أساس 
ديني”.
كرس توشار معظم حياته لإرث والد جده وأسس مؤسسة المهاتما غاندي في مومباي، لكنه قال أن شيئا ما تغير مع اقرار قانون الجنسية الجديد، “كل شخص له نقطة فاصلة بحياته، وإذا كان الرمي من القطار هي تلك النقطة في حياة والد جدي، فإن قضية محاولة تغيير روح أمتي هي النقطة الفاصلة بحياتي، وبعد عشر سنوات لن تكون الهند كذلك، وإنما دكتاتورية فاشية تستخدم العملية الديمقراطية، وهذا أكثر خطورة.”
 
قانون عنصري
يسمح القانون الجديد لجميع المهاجرين الهندوس والمسيحيين والبوذيين والسيخ واليانيين الواصلين من بنغلاديش وباكستان وأفغانستان قبل 2014 بالحصول على الجنسية الهندية، باستثناء المهاجرين المسلمين، ويتزامن ذلك مع خطة الحزب الحاكم للبدء بتسجيل وطني للمواطنين، فيتوجب على كل شخص داخل الهند تقديم مستمسكاته الرسمية لإثبات نسبه الهندي، ويعني القانون الجديد أن المسلمين فقط من سيواجهون تصنيفهم كمتسللين ويعني ذلك ترحيلهم أو وضعهم بمراكز الاحتجاز المبنية بمختلف مناطق الهند.
يفتخر توشار برؤية صورة غاندي مرفوعة من آلاف المحتجين المتحدين لحظر التجمعات العامة من قبل السلطات وخرجوا للشوارع بموجة من الاحتجاج للتذكير بحركة غاندي قبل 90 سنة. وبينما يصف رئيس الوزراء ناريندرا مودي نفسه بتابع لغاندي، لكن توشار قال أن ذلك لا معنى له مقابل الأجندة القومية الهندوسية لحزب مودي بهاراتيا جاناتا الهادف لتمزيق البلاد على أسس دينية.
لم تكن الاحتجاجات ضعيفة بل اكتسبت مزيدا من الزخم، وذكر توشار أنه مستمر بالكفاح من أجل الهند، إذ لم يحدد الدين مكانة المواطن. ومع ازدياد عنف السلطات تجاه المحتجين يؤكد توشار أهمية بقاء إرث غاندي بقلب التظاهرات أكثر من أي وقت مضى.