{تيسلا}.. أحد عمالقة صناعة السيّارات في العالم

علوم وتكنلوجيا 2020/01/31
...

نيويورك/ أ ف ب
 
في أقل من 17 عاماً، أصبحت "تيسلا" من عمالقة صناعة السيّارات في العالم، وتفوّقت شركة تصنيع السيّارات الكهربائية على "فولكس فاغن" في البورصة، وباتت قيمتها أعلى من "جنرال موتورز" و"فورد".
ينتج كبار مصنّعي السيارات ملايين السيارات سنوياً، في حين تنتج "تيسلا" أقل من 500 ألف سيّارة. ويفيد مصرف "مورغن ستانلي" أن الشركة تعدّ حالياً "أهم مجموعة سيّارات في العالم"، فيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الشركة إلون ماسك بانه "عبقري".
وترمز هذه العلامة التجارية بالنسبة للكثير من الأميركيين إلى المكانة المرموقة والفخامة والتكنولوجيا واحترام البيئة، على ما اظهرت نتائج استطلاع للرأي أجري في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من قبل شركة "كوكس أوتوموتيف".
في الواقع، لم يؤسّس إيلون ماسك "تيسلا" بل ساهم في بنائها وتطويرها.
تأسّست "تيسلا" في الأول من تموز 2003 من قبل مهندسين صديقين هما مارتن إبرهارد ومارك تاربنينغ، اللذان ركبا موجة الإنترنت بعد تأسيسهما القارئ الالكتروني "ذي روكيت إي بوك" في العام 1998.
اختير اسم "تيسلا" تكريماً للأميركي من أصل صربي نيكولا تيسلا مخترع المحرّك الحثّي.
كان يخطّط إبرهارد في البداية لشراء الشركة الناشئة "ايه سي بروبالشن" التي صنعت نموذجاً للسيّارة الرياضية "تي زيرو". وفي حينها، كان يسدي النصح للصناعيين حول القوانين الجديدة التي تحدّ من الانبعاثات الملوّثة في كاليفورنيا.
قبل "تيسلا"، كانت السيّارة الكهربائية بمثابة اختراع لا فائدة منه، لا سيّما بعدما تعثرت عملية تطوير بطاريات الرصاص.
كذلك، وضعت شركة "جنرال موتورز" حدا لمشروع سيّارتها الرياضية الكهربائية "إي في وان" على الرغم من استثمار أكثر من مليار دولار في تطويرها.
في الواقع، كان يرغب إبرهارد بتطوير سيارة قوية وسريعة ولكن أقل تلويثاً للبيئة، لذلك تحوّل إلى بطاريات الليتيوم والايون والمحرّك الحثّي.
منذ دخول "تيسلا" إلى عالم صناعة السيارات كانت البيئة قد تغيرت. فعملياً، تمّ إسناد العديد من المهام لمتعاقدين من الباطن ، بحيث لم يعد المصنّعون يهتمون إلّا بتجميع أجزاء السيارة وتصميم المحرّك والمبيعات والتسويق.
وقرّرت "تيسلا" كذلك أن تتشارك في أعمالها مع آخرين، مثل العلامة التجارية البريطانية "لوتوس"، لتخفيض التكاليف المالية والبشرية العالية. فاستعانت من هياكل سيّارات "لوتوس إليز" في صنع سيارتها الأولى "رودستر"، وكذلك تعاونت مع فريق "ايه سي بروبالشن " لتشارك نظام علبة السرعة.
في الوقت نفسه، تغيّرت السياسات البيئية أيضاً، إذ فرضت العديد من البلدان والمدن الكبرى الغرامات أو قدّمت مكافآت لتشجيع السلوك البيئي الأفضل. وأتى اتفاق باريس حول المناخ في العام 2015 ليسرّع هذا النمط من السياسات.
كان وعد الشركة واضحاً وهو تقديم سيّارات كهربائية متطوّرة بسعر مقبول للمستهلك ومع استهلاك قد أقل من الموارد بالنسبة لكوكب الأرض.
أضفت "تيسلا" الطابع الرسمي على أعمالها في العام 2006، حين جمعت نجوم هوليوود في سهرة، وطلبت منهم إحضار دفاتر الشيكات معهم لشراء منتجاتها.
لكنها لم تبدا بتسليم سياراتها إلا في العام 2008، أي بتأخير سنتين، لأن الشركة واجهت مشكلات كثيرة في تطوير سيّاراتها ولا سيّما في مقابض الأبواب والمقاعد وتغيير في مواد مركبة...
وهو ما دفع إلى إلون ماسك إلى الانخراط في إدارة الشركة مباشرة، وتنحية مارتن إبرهارد في آب 2007.
في آذار 2004، تواصل إبرهارد مع إلون ماسك خلال لقاء جمعهما في مؤتمر حول الفضاء، وبعد شهر، استثمر ماسك، الذي جمع ثروته من تطبيق "باي بال"، 7,5 ملايين دولار في "تيسلا موتورز"، قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي للشركة في تشرين الأول 2008.