أسرار الكون تتكشف مع أكبر مسرّع للجسيمات

علوم وتكنلوجيا 2020/02/11
...

ميران/ أف  ب
 
 
 
بعد ست سنوات على الاكتشاف التاريخي لبوزون هيغز، حجر الزاوية في البنية الأساسية للمادة، يحظى أكبر معجل للجسيمات في العالم على الحدود السويسرية الفرنسية بفترة استراحة بغية تطوير قدراته أملاً في إيجاد جزيئات جديدة والمساعدة في حل ألغاز الكون.فقد توقفت حالات اصطدام البروتونات في حرم "مصادم الهيدرونات الكبير" (أل إتش سي) التابع للمنظمة الأوروبية للبحث النووي (سيرن)، المحفل العالمي الأبرز للجزئيات... فقد دخلت هذه الحلقة الضخمة الممتدة على 27 كيلومترا على عمق مئة متر تحت الأرض عند الحدود السويسرية مع فرنسا، مرحلة استراحة تقنية منذ كانون الأول 2018.
لكن في المقابل، ثمة غليان تحت الأرض كما على السطح... إذ إن أعمال الصيانة الكبرى التي انطلقت في هذه المرحلة من شأنها أن تؤدي إلى إعادة إطلاق مصادم "أل إتش سي" في ربيع العام المقبل.
ويقول الباحث البلجيكي في صندوق البحث العلمي كريستوف ديلير "كلنا أمل بأن يكون كل شيء جاهزاً في الوقت عينه"، مشيراً بفخر إلى القطع الجديدة في المركز.
ويقبع مسرّع الجزيئات الهائل هذا وسط شبكة هائلة من الكابلات، وهو بزنة 14 ألف طن. وتجري فيه تدريبات على رصد أشعة كونية مسرّعة في الحالة الطبيعيَّة.
ويمكن فرق مركز "سيرن" تاليا إجراء اختبارات على التقدم الحاصل في وضوحية الآلة التي تقوم مقام كاميرا عملاقة.
وعلى أجهزة الاستشعار الاستعداد لقراءة كميات بيانات أكبر بكثير، إذ إن الهدف يكمن في مضاعفة عدد المصادمات داخل مسرّع "أل إتش سي" بواقع عشر مرات. هذه الزيادة في القدرة ستحصل على مراحل: أولاها تمتد من 2021 إلى 2025، تليها استراحة أخرى فزيادة كبرى في طاقة البنية التحتية اعتبارا من 2027. وتبلغ تكلفة هذا المشروع الضخم نحو 1,65 مليار دولار. ويقول مدير المسرّعات والتكنولوجيا في مركز "سيرن" فريديريك بوردري "سنقوم بوثبة عملاقة". ويوضح المهندس جان فيليب توك أن البروتونات كانت تتنقل قبلا بمجموعات يتألف كل منها من مئة مليار داخل أنابيب مسرّع "أل إتش سي"، وهي كانت "مضغوطة بحجم أصغر من الشعرة".