كشفت وسائل إعلام اميركية، عن أن خمسة من مسؤولي أجهزة الاستخبارات أطلعوا المشرعين بمجلس النواب الاميركي، أن روسيا تعتزم التدخل في الانتخابات التمهيدية للعام 2020 وكذلك الانتخابات العامة المقبلة، مع تفضيل روسي للدفع بإعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية رئاسية ثانية.
ورفعت هذه (الإحاطة) من موجة غضب ترامب تجاه اجهزة الاستخبارات المركزية من جهة ومن خصومه الديمقراطيين من جهة، مدعيا أن المعلومات الاستخباراتية ستستخدم من قبل منافسيه من أجل مهاجمته وكيل تهم جديدة له وهو في خضم مشواره التنافسي للفوز على المرشح المقبل للحزب الديمقراطي.
تجدد الاتهام لروسيا
وبالرغم من أن الاستنتاج الاستخباري الذي مفاده بأن روسيا تحاول التدخل في الانتخابات التمهيدية للعام 2020 ليس جديداً، ففي تقرير للمستشار الخاص، روبرت س. مولر، هناك إشارة إلى الرغبات الروسية لمساعدة السيناتور بيرني ساندرز في حملته الانتخابية الرئاسية الأولية ضد هيلاري كلينتون في العام 2016. نقل التقرير عن وثائق داخلية من وكالة أبحاث الإنترنت، جاء في احداها برعاية المخابرات الروسية، من أجل عملائها: «اغتنموا أي فرصة لانتقاد هيلاري والباقين باستثناء ساندرز وترامب فنحن ندعمهم «.
وسبق ان استنتجت أجهزة الاستخبارات الأميركية بالفعل أن روسيا تدخلت في انتخابات العام 2016 لترجيح كفة ترامب، واختراق حملة منافسته هيلاري كلنتون وكشف عشرات الوثائق من خلال بريدها الالكتروني، الأمر الذي أدى إلى إجراء التحقيق الذي قاده المحامي الخاص روبرت مولر.
تدخل أجنبي
وقال النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا أدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، الذي قاد التحقيق في قضية عزل ترامب مؤخراً «لنا كامل الثقة بأجهزة الاستخبارات لإطلاع الكونجرس بشأن حجم ومدى أي تهديد بالتدخل الأجنبي في انتخاباتنا وديمقراطيتنا».
وأضاف شيف، إنه إذا كانت التقارير صحيحة فإن ترامب «يعرض جهودنا لوقف التدخل الأجنبي لخطر جسيم، كما ان امننا هو الاخر بمرمى الخطر». ولم ينتظر الرئيس ترامب طويلا حيث قام بتوبيخ جوزيف ماجواير ، القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية المنتهية ولايته ، لسماحه بحدوث ذلك ، على حد زعم مصادر صحفية في واشنطن، ومبعث غضب ترامب بشكل خاص لأن النائب آدم ب. شيف ، «زعيم إجراءات الإقالة» كان في المؤتمر الصحفي خلال الإحاطة التي قدمت إلى لجنة الاستخبارات بمجلس النواب ، برغم تحدي حلفاء ترامب للاستنتاجات التي ذكروها ، بحجة أنه كان صارماً بشأن روسيا وأنه عزز الأمن الأوروبي.
خطأ تكتيكي
ورأى بعض مسؤولي المخابرات في المؤتمر الصحفي أنه خطأ تكتيكي، قائلين: إن الاستنتاجات كان من الممكن تقديمها بطريقة أقل وضوحا أو استبعادها تماما لتجنب غضب الجمهوريين. ويعد مسؤول الاستخبارات الذي ألقى الإحاطة «شيلبي بيرسون»، هو مساعد لماجواير وله شهرة في التحدث بصراحة وكشف ادق التفاصيل المماثلة من دون الخشية من الضغوط.
وعلى الرغم من أن مسؤولي المخابرات أخبروا المشرعين من قبل أن حملة التدخل الروسية مستمرة، إلا أن إحاطة الأخيرة تضمنت ما يبدو أنها معلومات جديدة.
وبسبب ذلك او قريب منه، أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه سيحل ريتشارد جرينيل، سفير الولايات المتحدة في ألمانيا وأحد مؤيدي ترامب بصوت قوي محل ماجواير. بالرغم من أن بعض المسؤولين الحاليين والسابقين تكهنوا بأن الإحاطة ربما لعبت دوراً في هذه الخطوة ، لكن اثنين من مسؤولي الإدارة ذكرا ان التوقيت كان مصادفة بتغيير ماجواير بهذا الوقت بالذات. وقالا: إن جرينيل كان في مناقشات مع الإدارة بشأن تولي أدوار جديدة.
ورفض المتحدثان باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ومكتب الأمن الانتخابي التعليق. كما لم يرد المتحدث باسم البيت الابيض على الفور على طلبات التعليق.
دعم ترامب مجدداً
وكان مكتب الاستخبارات الوطنية قد أصدر تقييماً في أوائل العام 2017 ذكر فيه، أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر شخصيا بحملة نفوذ في انتخابات العام 2016 ووضع «تفضيلا واضحا للرئيس المنتخب ترامب». لكن الجمهوريين يردون ومنذ فترة طويلة أن حملة موسكو كانت تهدف إلى زرع الفوضى، وليس مساعدة ترامب على وجه التحديد.
واتهم بعض الجمهوريين وكالة الإستخبارات بمعارضة الرئيس، لكن مسؤولي المخابرات يرفضون هذه الاتهامات ويشددون على إنهم يحرسون عملهم بشدة بصفتهم غير حزبيين ، قائلين إنه السبيل الوحيد لضمان نزاهة عملهم واخلاصهم
لوطنهم.
ويعتقد بعض المسؤولين أن القوى الأجنبية، بما في ذلك روسيا، يمكن أن تستخدم هجمات الفدية، مثل تلك التي أضعفت بعض الحكومات المحلية، لتلف أنظمة التصويت أو قواعد بيانات التسجيل أو تتداخل معها.
وذكر أحد مسؤولي الاستخبارات ان موسكو تهدف الى تقويض الثقة في أنظمة الانتخابات الأميركية سعيا إلى إثارة الشكوك بشأن الانتخابات وإعادة فرز الأصوات. وقال المسؤول الأميركي إنهم يريدون الحفاظ على الثقة في أنظمة التصويت في البلاد ، لذا فإن مواجهة تلك الجهود الروسية أمر صعب.
وطلب كل من الجمهوريين والديمقراطيين من وكالة الاستخبارات تسليم المواد الأساسية التي دفعت إلى استنتاج أن روسيا تحبذ مرة أخرى انتخاب ترامب.
ودفعت الإحاطة بعض مسؤولي الاستخبارات إلى التعبير عن مخاوفهم من أن البيت الأبيض سيفكك جهداً أمنياً رئيساً في الانتخابات، وأعربوا عن مخاوفهم من أن تعيين المدير الجديد غرينيل ربما يكون قد وضع صراحة لإبطاء وتيرة المعلومات المتعلقة بالتدخل في الانتخابات في الكونغرس.مما يثير الشكوك أن الانتخابات المقبلة قد تكون أكثر عرضة للتدخل الأجنبي.