قمّــة رباعيــة بشــأن إدلــب الشهــر المقبــل

قضايا عربية ودولية 2020/02/24
...

اسطنبول / فراس سعدون
 
 
تجمعُ قمةٌ رباعيةٌ، الشهرَ المقبل، زعماء تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، لبحث أزمة التصعيد في محافظة إدلب السورية، بعد مقتل وإصابة العشرات من أفراد الجيش التركي، وعدد غير محدد من نظيره السوري، في تبادل للقصف والاشتباكات، أثناء محاولة الأول صد التقدم الميداني الكبير للثاني في كل من إدلب وحلب المجاورة، وسط خشية تطور المواجهة إلى معركة مباشرة تجنبها الجيشان 
منذ 9 سنوات.
ويأتي إعلان القمة في ظل استمرار الخلاف بين أنقرة وموسكو، وتبادلهما الاتهامات بالإخلال في التزامات اتفاق سوتشي المبرم عام 2018 لتحديد إدلب منطقة خفض توتر وتصعيد، وعقب فشل جولتين من الاجتماعات التركية – الروسية، هذا الشهر، في وضع حل لأزمة إدلب بالعودة إلى اتفاق سوتشي شبه المعطّل.
 
القمة الرباعية
وقال الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، في كلمة بولاية إزمير: “في الخامس من آذار سأجتمع مع بوتين وماكرون وميركل وسنتحدث بشأن هذا مجددا”.
وكان إردوغان تباحث هاتفيا عن تطورات إدلب، الجمعة، مع كل من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، من جهة، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، من جهة ثانية. وكان ماكرون دعا، الجمعة من بروكسل، إلى عقد القمة الرباعية في اسطنبول، لكن اردوغان لم يذكر مكان عقدها.
وذكر اردوغان أن “قضية إدلب مهمة لنا بقدر أهمية عفرين، ومنطقة نبع السلام (تل أبيض – رأس العين)، وأكدت لبوتين بوضوح إصرارنا في هذا الموضوع”.
وخاضت تركيا، بين 2016 و2019، 3 معارك ضد قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها سيطرت خلالها على مناطق متعددة شمال سوريا، في حين تحاول إنشاء منطقة آمنة خاضعة لها هناك.
محاولة إنعاش “سوتشي”
وتحاول الرئاسة التركية إنعاش اتفاق سوتشي بين اردوغان وبوتين والعودة لتنفيذ بنوده.
وأنشأت تركيا، بموجب الاتفاق، 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب صار بعضها وراء خطوط الجيش السوري بفعل تقدمه الأخير. وكتب فخر الدين ألتون، مدير مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية، على حسابه بتويتر: “لقد توصلنا إلى اتفاق مع روسيا في سوتشي، ونحاول احترام ذلك الاتفاق”. وعبّر عن أمله بأن “تحافظ جميع الأطراف على كلمتها، وتعمل على تحقيق الاستقرار”، مستدركا “لكننا لن نخجل من حماية قواتنا ضد أي تهديدات. لا ينبغي لأحد اختبار عزمنا”.
وردّ دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، على محاولة إنعاش اتفاق سوتشي.
وقال بيسكوف، في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي الرسمي (RT): إن “أنقرة لم تفِ بالتزاماتها بشأن اتفاق سوتشي بشأن إدلب”. وأضاف أن “الإرهابيين في إدلب السورية يحصلون على معدات عسكرية خطيرة جدا”.
وذكر بيسكوف أن العسكريين الروس والأتراك “على اتصال دائم ... وإذا لزم الأمر سيناقش الرئيسان (بوتين واردوغان) هذا الموضوع”، مؤكدا أن بوتين يدعم فكرة عقد القمة الرباعية بشأن إدلب.
 
البحث عن حل ثنائي
وبحث خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي، السبت، مع سيرغي شويغو، نظيره الروسي، عن حل في إدلب.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان مقتضب: إن أكار وشويغو “تبادلا الآراء لحل المشكلة في إدلب خلال محادثة هاتفية”، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها عن المحادثة، أن الوزيرين ناقشا “قضايا استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، خلال اتصال هاتفي، كما تم تبادل الآراء بشأن الوضع في سوريا”.
 
الخسائر والردود التركية
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت أيضا، أنها ردت على مقتل أحد عسكرييها في إدلب بضرب 21 هدفا للجيش السوري.
وكان العسكري التركي قتل متأثرا بجراح أصيب بها، السبت، جراء تعرض قوة كان ضمنها لقصف دبابات سورية، ما يرفع عدد العسكريين الأتراك القتلى إلى 16 وقعوا في إدلب بين 3 و22 شباط الحالي.
وغردت الوزارة في تويتر بأنها “تتابع التطورات لاتخاذ التدابير اللازمة”. وتواصل الوزارة إرسال تعزيزات إلى إدلب بلغت أكثر من 2765 شاحنة وآلية عسكرية منذ 2 شباط الحالي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد، على موقعه: إنه رصد دخول رتل عسكري جديد للقوات التركية من معبر كفرلوسين الحدودي يضم نحو 65 آلية نحو مناطق إحسم والبارة ومحيط كفرنبل في جبل الزاوية جنوب إدلب. وتابع المرصد أن دخول الرتل التركي تزامن مع قصف جوي روسي، وقصف صاروخي، لمحيط الرتل التركي، بالتزامن مع تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش السوري وصلت إلى محاور كفرسجنة وجبل الزاوية.
ويواصل الجيش السوري، بغطاء روسي، هجوما بدأه، أواخر العام الماضي، لاستعادة السيطرة على الأراضي الواقعة خارج إدارة حكومة الرئيس بشار الأسد في الشمال السوري، ليسفر الهجوم بالفعل عن استرداد مناطق وطرق ستراتيجية، ويقلص مساحة نفوذ الفصائل المسلحة المدعومة تركياً، والجماعات المصنفة إرهابية، لا سيما في إدلب آخر معقل كبير لتلك الفصائل والجماعات.
وأعلنت وزارة النقل السورية، السبت، فتح الطريق السريع الرابط بين دمشق وحلب المعروف باسم M5 أمام حركة المركبات، بعد أيام على استعادته.