الكوت / محمد ناصر
مع ساعات الفجر الأولى تستيقظ أم علي "ربة بيت من مدينة الكوت" لتبدأ رحلتها اليوميَّة والمعتادة مع الشقاء والتعب في سبيل توفير لقمة العيش لأولادها ولتقف وقفة رجل مع زوجها الموظف كي تعينه على متطلبات الحياة اليوميَّة.
أم علي طباخة ماهرة.. تعمل في إعداد الأكلات الجاهزة لزبائنها، تقول: "عندي خمسة أولاد، اثنان منهم في الجامعة، والبقية في مراحل مختلفة، راودتني فكرة الطبخ والبيع للأسر عندما اضطرتني الحاجة، كون أولادي يدفعون أجور الكليات الأهلية وهي وإنْ كانت طموحاً ومستقبلاً لهم لكن تكاليفها الباهظة دعتني للاعتماد على نفسي لمساندة زوجي، إذ إنه يكافح من أجل عيش كريم وتعليم
جيد".
وتابعت "بدأت بعمل (الكليجة، والكبة) ومن ثم تطور الأمر وبت أطبخ أي شيء يفضله زبائني كـ(كالدولمة، البرياني، المخللات، والمقبلات)".
وتضيف "أقيد الطلبات في مفكرتي الصغيرة ومن ثم أستيقظ بوقت مبكر كي أنجز جميع الطلبات قبل حلول الساعة 12 ظهراً وهي فترة الغداء، أما الأسعار فهي مناسبة جداً وبسيطة نسبياً قياساً بالتعب الذي أشعر به وأنا أعد طلبات الزبائن وأوفق بينهم وبين واجبات
المنزل".
وتكمل "أسعى لرضا زبائني وأتطلع في المستقبل الى تزويد المطاعم بمنتوجاتنا، والفكرة هذه قيد الدراسة، إذ يتطلب الأمر وجود عاملات متفرغات وهناك الكثير من النساء يعملن في هذا
المجال".
إحدى زبوناتها تقول: "هي امرأة قوية وطيبة، وقفنا معها في بداية مشروعها، وما زلنا لا نستغني عن منتجاتها المعروفة بمذاقها المميز ونظافته، ففي الكوت لدينا مستوى عالٍ من الثقافة وعمل المرأة في المنزل لا غبار عليه، كونها ليست موظفة، ومساعدة الرجل أمرٌ جيد في سبيل توفير لقمة العيش وبناء أسرة متعلمة".
الناشطة المدنية إيمان الربيعي قالت: "من الجيد أنْ تعمل المرأة سواءً في البيت أو في مجالات أخرى، المرأة الواسطية تتبوأ مناصب مختلفة تحت قبة البرلمان أو في مجالات الطب والتربية والصناعة والزراعة وفي مختلف مجالات
الحياة".
وتضيف "نحن نقف مع المرأة وندعمها عبر ورش تعليميَّة في الخياطة والتجميل والحرف المنزليَّة الباقية، حتى أننا نفتتح سنوياً ورش تعليم القراءة والكتابة ونزرع في نفوس النساء حب العمل، فلم يعد عمل المرأة عيباً بخلاف التقاليد السابقة، الانترنت اليوم فتح للنساء عدة مجالات وأهمها التسويق للمشاريع البسيطة لتحيق الكسب المشروع".