ساندرز يتقدم في نيفادا ويقترب من ترشيح الحزب الديمقراطي للسباق الانتخابي

قضايا عربية ودولية 2020/02/28
...

واشنطن / نافع الناجي 
 
بعد أربع محطات اجتازتها قاطرة السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز بنجاح ملحوظ في ولايات آيوا ونيوهامشاير وكاورلينا الجنوبية ونيفادا بغية نيل ثقة الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية المؤهلة للسباق الانتخابي الرئاسي المقبل في تشرين الثاني/ 2020 ، باتت حظوظ العجوز ذي الـ (78) عاماً مرتفعة للغاية مع توالي عثرات خصومه في ذات الحزب لاسيما نائب الرئيس الأسبق جو بايدن الذي تشير تحليلات سياسية في واشنطن انه لن يتمكن من المضي بهذا السباق وسينسحب منه قريبا . 
فقد حقق السيناتور ساندرز، فوزا مريحاً وبفارق كبير على منافسيه في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيفادا ، ما يسمح له بتعزيز موقعه لتحدي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية  وهو يهتف وسط أنصاره انه الوحيد القادر على إيقاع الهزيمة بترامب الذي “يكذب كثيرا على شعبه” ،بحسب تصريحات
ساندرز. 
 
تقدم مريح
وتقدم السيناتور اليساري المستقل، بفارق مريح على منافسيه، بحصوله على 46 بالمئة من الأصوات، وفق النتائج الجزئية في نيفادا. بينما حصد نائب الرئيس السابق جو بايدن على المرتبة الثانية بنحو 23 بالمئة من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على بيت بوتيدجيدج الذي صوت 13 بالمئة من الناخبين له.  
وبانتهاء هذه الجولة من الاقتراع التمهيدي للديمقراطيين، تضع النتائج السيناتور ساندرز في موقع المتفوق قبل انتخابات “الثلاثاء الكبير” التي ستجرى في الثالث من آذار/ المقبل وتشترك في التصويت فيها بالتزامن 15 ولاية أمريكية في طول البلاد وعرضها. ويركز ساندرز جهود حملته في ولايتي كاليفورنيا وتكساس اللتين تحتلان أهمية بالغة في الولايات التي ستصوت الثلاثاء بفعل تنوعها وشمولها على اعراق واقليات عديدة كاللاتينيين والاسيويين والافارقة وغيرهم،وهي الفئات التي استهدفها السياسي المخضرم ونال جانباً من ثقتهما خلال الجولات الماضية. 
 
تحالف الأعراق 
ويتمتع ساندرز بشعبية طيبة بين أوساط الشباب،ونجح هذه المرة في جذب الأقليات، متلافياً ماحصل له  من اخفاق بغية الفوز بترشيح الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية الماضية في العام 2016 في مواجهة وزيرة الخارجية السابقة الديمقراطية هيلاري كلينتون. 
وذكر ساندرز أمام حشد من أنصاره مشيراً الى خصمه الجمهوري ترامب “سننتصر في جميع أنحاء هذا البلد لأن الأميركيين سئموا من رئيس يكذب طوال الوقت”، مضيفاً “في نيفادا تمكنا من جمع تحالف متعدد الأجيال ومتعدد الأعراق”. 
ويشكل الأميركيون من أصل لاتيني 30 بالمئة من سكان ولاية نيفادا، والأفارقة 10 بالمئة، كما تضم الولاية جالية من أصول آسيوية صاعدة. وفي النتائج الأولية، تقدّم ساندرز لدى كل فئة عمرية تقل عن الـ65، ولدى الناخبين غير البيض، وطلاب المدارس الثانوية، كما وسّع قاعدته الشبابية عبر جذب أعداد كبيرة من المصوتين للمرة الأولى، ولدى الطبقة الوسطى التي جذبتها طروحاته.  
وبشأن ذلك، قال ساندرز إنه تمكن “من جمع تحالف متعدد الأجيال، ومتعدد الأثنيات، لن نفوز فقط في نيفادا، بل سنكتسح الانتخابات الرئاسية”. 
 توحيد الشعب 
واختار المرشح الاشتراكي أن يكون خطاب الفوز “رئاسياً”، مستغلاً التصويت المتنوع الذي حظي به. ومصوباً سهامه على ترامب، حيث قال من ولاية تكساس التي تمنح أكبر عدد من “المندوبين” في “الثلاثاء الكبير”: إنهم يظنون أن بمقدورهم الفوز من خلال تقسيم شعبنا بناء على اللون أو مكان الولادة أو الدين أو التوجهات الجنسية. لكننا سنربح لأننا نفعل تماماً العكس، نحن نجمع الشعب ونوحده”. 
ولكن مع كل الجهود والطاقات المبذولة للمرشحين، فإن الولايات الثلاث الأولى التي اختبرت التمهيديات حتى الآن، وهي أيوا ونيوهامشاير ونيفادا، لا تمنح سوى جزء بسيط من المندوبين الذين يحتاجهم أي مرشح للفوز. ومن المتوقع أن يتخذ السباق الديمقراطي بعداً وطنياً أكبر بعد انتخابات كارولينا الجنوبية، مع تسليط الضوء على المرشحين الذين يملكون القدرات والموارد للمنافسة في ولايات شاسعة مثل كاليفورنيا وتكساس. 
من جهته فقد علّق الرئيس الأميركي ترامب عبر “تويتر” ساخراً، على النتائج الديمقراطية، قائلاً “اشك كما لو أن بيرني المجنون حقق نتيجة جيدة في نيفادا. بايدن والآخرون يبدون ضعفاء. مبارك بيرني، لا تسمح لهم بأخذ هذا الفوز منك”. 
 
خطط وبرامج  
الى ذلك يقول بيرني ساندرز: إن “الخطط الرئيسة” للرعاية الصحية التي ينوي تنفيذها،سيتم تمويلها جزئيًا من خلال الضرائب الجديدة والدعاوى القضائية.
وأصدر بيان حقائق يوضح أنه سيدفع ثمن برامجه الحكومية الجديدة الشاملة من خلال الضرائب الجديدة والدعاوى القضائية الضخمة ، من بين وسائل أخرى. 
وسعى لتفادي شكاوى الجمهوريين وبعض الديمقراطيين المنافسين من أن خططه كانت غير واقعية اقتصاديًا ، لكن شبكة سي بي إس نيوز الإخبارية أبرزت لأول مرة أن العديد من تدابير ساندرز المتوقعة لتوفير التكاليف تعتمد بشكل كبير على التخمين.
فعلى سبيل المثال ، ذكرت توقعات ساندرز من دون تقديم تفاصيل أن خطة الصفقة الجديدة الخضراء ستخلق “20 مليون وظيفة جديدة” ، وبالتالي ضمان 2.3 ترليون دولار في “إيرادات ضريبة الدخل الجديدة”. 
بالإضافة إلى ذلك ، وعد ساندرز بأنه “بتجنب كارثة المناخ ، سنوفر: 2.9 تريليون دولار على مدى 10 سنوات ، و 21 ترليون دولار على مدى 30 عامًا ، و 70.4 ترليون دولار على مدى 80 عامًا.” من دون ان يتم تقديم أي معلومات للتحقق من صحة هذا التأكيد ، على الرغم من أن التقييم الوطني للمناخ الذي أجرته إدارة ترامب وجد أنه من المحتمل أن تغير المناخ يمكن أن يقلل من حجم الاقتصاد الأميركي بنسبة 10 بالمئة بحلول نهاية القرن ، مع افتراض عدم حدوث تغييرات جوهرية في التكنولوجيا. 
كما ادعى ساندرز أنه قادر على جمع 3.085 ترليونات دولار عن طريق دفع صناعة الوقود الأحفوري إلى دفع ثمن التلوث ، من خلال الدعاوى القضائية والضرائب ، وإلغاء إعانات الوقود الأحفوري الفيدرالية.
وقد اقترح مرارًا وتكرارًا في الحملة الانتخابية أنه سيوجه وزارة العدل لمتابعة صناعة الوقود الأحفوري ، رغم أنه لم يكن من الواضح مدى نجاح هذه الستراتيجية القانونية. 
وفي ما يتعلق بالرعاية الصحية ، على الرغم من أن بعض التقديرات غير الحزبية قدرت تكلفة عرض ساندرز “للرعاية الصحية للجميع” بأكثر من 32 ترليون دولار ، تضاعفت الكلفة بخيارات التمويل التي من شأنها أن تزيد عن الدفع للبرنامج. 
ومن بين الخيارات المتاحة: “إنشاء قسط على أساس الدخل بنسبة 4 بالمئة يدفعه الموظفون ، وإعفاء أول 29000 دولار في الدخل لأسرة مكونة من أربعة افراد” ، وكذلك فرض 7.5 بالمئة على أساس الدخل الذي يدفعه أرباب العمل ، معفاة من أول 1 مليون دولار في الرواتب لحماية الشركات الصغيرة .
كما ستأتي المدخرات الأخرى من إلغاء “نفقات الضريبة الصحية ، والتي لم تعد ضرورية في إطار الرعاية الطبية للجميع” و “رفع أعلى معدل ضريبة دخل هامشي إلى 52 بالمئة على الدخل الذي يتجاوز 10 ملايين 
دولار”.