إيران تختبر إنتاج دواء لعلاج المصابين بـ {كورونا}

قضايا عربية ودولية 2020/03/11
...

الصباح / وكالات
 

في وقتٍ عدتْ ايرانُ فيهِ بؤرة ًلانتشار فايروس كورونا اثر تسجيل نسبة اصابات واسعة، أفاد متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية بأن دواء محليا لعلاج المصابين بفايروس كورونا أعطى نتائج نسبية بعد 24 ساعة من حقنه، لافتا إلى أنه من المبكر الحكم عليه و تقييمه بالكامل.  وأضاف أنه يمكن انتاج هذا الدواء في غضون 3 أسابيع.
من جانبه أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده تحاول السيطرة على انتشار فايروس كورونا، كما دعا المواطنين لتجنب التنقل داخل البلاد
وقال خلال اجتماع الحكومة إن السلطات الإيرانية تعمل على مكافحة فايروس كورونا وعدم تأزيم حياة المواطنين وتأمين جميع احتياجاتهم.
وأشار روحاني إلى أن الفريق الاقتصادي في الحكومة “يسهم في مكافحة فايروس كورونا من خلال تأمين العملات الأجنبية والسلع الأساسية للمواطنين”. 
ووصف الرئيس روحاني، الكوادر الطبية والصحية في بلاده بأنهم “الخط الأمامي لمكافحة فايروس كورونا”.
ونشر روحاني تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، قال فيها: إن “الكوادر الطبية والتمريضية هم في الخط الأمامي لمكافحة فايروس كورونا ويقدمون تضحيات كبرى في هذا المجال”. 
وأضاف: “لا شك أن الشعب الإيراني سوف لن ينسى جهود وتضحيات كوادرنا الطبية  ، داعيا المواطنين جميعا للتعاضد والالتزام بالتوصيات الصحية للحيلولة دون المزيد من تفشي فايروس كورونا.  
 
تقرير علمي
وفي سياق الحديث عن الفايروس المتفشي لفت تقرير مثير إلى أن فايروس كورونا الجديد قد يكون أكثر خطورة مما كان يعتقد، مشيرا إلى أن علماء افترضوا أن هذا الفايروس التاجي يمكن أن يتحول من شكل نشط إلى أخر مزمن وكامن. 
وأفاد التقرير بأن هذا الاستنتاج بُني على حالات تكررت فيها العدوى، سُجلت في الصين خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث رصد الخبراء أن فايروس كورونا الجديد يمكن أن يبقى في شكل كامن، لأن جهاز المناعة البشري لم يسيطر عليه بشكل كامل.
وفي هذا الشأن، دفع خبراء روس بفرضية أخرى تقول إن السلالة الجديدة من الفايروس تتحول بسرعة عالية، بينما البشر ليس لديهم الوقت لتطوير أجسام مضادة لها، ولذلك يصابون بالمرض مرة أخرى، علاوة على احتمال أن تتكرر الإصابة بالعدوى بسبب أخطاء في أنظمة الاختبار.
وكانت اللجنة الحكومية المعنية بقضايا النظافة والصحة في الصين قد نشرت في فبراير/شباط المنصرم تقريرا إعلاميا أفادت فيه بتسجيل 195 حالة إصابة مكررة بفايروس “COVID-19” لأشخاص تأكد شفاؤهم منه، وفي بعض الأحيان بعد ساعات من الفحوص الدالة على ذلك. واستنتج الخبراء بناء على ذلك أن المناعة لدى بعض المرضى لا تطور، لسبب ما، دفاعا طبيعيا ضد الفايروس، كما يحدث في الأشخاص الذين تعرضوا لأمراض أخرى، علاوة على أن الطبيب لا يستطيع القضاء تماما على العدوى في جسم المريض، ما يجعلها تتحول إلى طور كامن. ويفسر رئيس مختبر الهندسة الجينية بمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، بافيل فولشكوف، هذه الظاهرة بالقول إن فايروس كورونا الجديد يمكن أن يظهر من جديد لدى بعض المرضى لأن جهاز المناعة لم يتمكن من السيطرة بشكل كامل على العدوى في مرحلتها الحادة بعد إصابة عدد كبير من أعضاء الجسم، وكي لا يتم تدمير الأنسجة المصابة بشدة،  يقرر الجهاز المناعي الانحياز إلى خيار “العيش 
معا” مع الفايروس.
بالمقابل، قللت ماريا أورلوفا، الباحثة الأولى بمعهد الدراسات البيولوجية، من أهمية الفرضية التي تحدثت عن قدرة فايروس كورونا الجديد على التحول بسرعة من الطور النشط إلى طور كامن، بالإشارة إلى أن حالات العدوى المتكررة قد تكون بسبب عدم قدرة الشخص على تكوين أجسام مضادة طويلة الأمد لهذا 
العامل المسبب للمرض.
 
متطوعون للحقن بـ {الكورونا}
في الوقت نفسه أعلن مركز الملكة ماري للابتكارات الحيوية في لندن، أنه يبحث عن 24 شخصا متطوعا، للمشاركة في معسكر لإيجاد لقاح لفيروس كورونا المستجد. وأكد المركز الذي تديره شركة Hvivo للبحث والتطوير الطبي، أنه سيتم حقن المتطوعين بالفيروس، مقابل 4588 دولار أميركي لكل واحد منهم، وفقا لصحفية “ذا صن” البريطانية.
وأشار المركز إلى أن المتطوعين سيتم حقنهم بأضعف سلالتين لفيروس كوفيد – 19، وهما OC43 و 229E، واللتين تسببان أعراضا تنفسية خفيفة، وبعد ذلك سيتم إعطاؤهم لقاحات جديدة أو موجودة بالفعل.
كما سيتم وضع المتطوعين في حجر صحي لمدة 14 يوما، يتجنبون فيه أي اتصال بالبشر، وسيتبعون فيه نظاما غذائيا معينا. وسيقوم الأطباء الذين يرتدون ملابس واقية، بتحليل استجابات المرضى للقاح، وستساعد النتائج الباحثين على التركيز على أكثر العلاجات فاعلية ليتم تطويرها. البروفيسور جون أكسفورد، خبير علم الفيروسات بجامعة كوين ماري في لندن، أكد بدوره أن المتطوعين سيشعرون بأعراض السعال أو البرد وهي التي تشبه أعراض الفايروس. وأشار إلى أنه سيتم استجواب المتطوعين حول تاريخهم الطبي وإجراء تحاليل لهم، للتأكد من عدم وجود أجسام مضادة للفايروس في أجسادهم، قبل حقنهم. من جانبه، قال أندرو كاتشبول، كبير علماء Hvivo، للصحيفة البريطانية: “لقد تعرضنا جميعا بالفعل للعديد من الفايروسات التاجية، مما يعني أنه يمكن أن يكون لدينا نوع من المناعة ضدها”.
وتعد الشركة التي تتخذ من شرق لندن مقرا لها، واحدة من 20 شركة تنضم إلى السباق العالمي للعثور على لقاح يمكن أن يكون جاهزا بحلول الشتاء المقبل، وتم تخصيص نحو ملياري دولار لهذه الجهود.
يذكر أن عدد الإصابات بالفايروس بلغت 119 ألف حالة في 115 دولة حول العالم، كما ارتفع عدد الوفيات إلى 4284 حالة.
 
تبرعات خيرية
الى ذلك تعهدت مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسات خيرية كبيرة أخرى، تقديم مبلغ يصل إلى 125 مليون دولار، للمساعدة في التسريع بتطوير لقاح لفايروس كورونا المستجد، والذي قالت منظمة الصحة العالمية إنه يقترب من معدلات الوباء، وفقا لصحيفة جيرواليزم بوست الإسرائيلية.
وستركز جهود البحث على الأدوية الجديدة والمعدلة التي يمكن استخدامها على الفور لعلاج المرضى المصابين بالفايروس، وربما الفايروسات الأخرى في المستقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغرض من هذا الدعم، هو ضمان توفير علاج الفايروس في البلدان الفقيرة وبأسعار معقولة للأفراد. ومن المقرر أن تسهم مؤسسة غيتس بـ 50 مليون دولار، كما تسهم ومؤسسة Wellcome Trust الخيرية بمبلغ يصل إلى 50 مليون دولار، وقد خصص صندوق Mastercard Impact ما يصل إلى 25 مليون دولار.
ويمثل تمويل مؤسسة غيتس جزءا من تعهدها الشهر الماضي بالمساعدة بمبلغ 100 مليون دولار لإيجاد علاج الفايروس.مارك سوزمان الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، قال بدوره إن “فايروسات مثل 
كوفيد – 19 تنتشر بسرعة، لكن تطور اللقاحات والعلاجات لوقفها يتحرك ببطء”.
وأضاف: “إذا أردنا أن نجعل العالم آمنا من حالات تفشي الفايروس، خاصة لأولئك الأكثر ضعفا، فإننا بحاجة إلى إيجاد طريقة لجعل البحث والتطوير يتحركان بشكل أسرع، وهذا يتطلب من الحكومات والمؤسسات الخاصة والمنظمات الخيرية العمل بسرعة لتمويل 
البحث والتطوير “.