التحول الجذري
آراء
2020/04/08

+A
-A
زهير الجبوري
ما شهده البلد في مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي (9 نيسان- أبريل 2003) هو صراع ديالكتيكي متنافر ويمتد حتى يومنا هذا، إذِ المجتمع العراقي متعدد الأطياف والقوميات والأديان والأقليات والتوجهات الآيديولوجية المهيمنة منذ عقود، الأمر الذي جعل هناك تصادما فكريا مستمرا في كل فترة وفي كل ظرف يتحدد فيه مصير البلد، ولكلّ توجّه ديني أو فكري نظامه الخاص وبرنامجه الذي يعمل عليه، وإذا كان زمن حزب الواحدية شهد إقصاءً واضحا لها، فإنّ الفكر له جذر وله قناعة وعقيدة، ما إن يجد الفرصة المؤاتية حتى يظهر، وهذا ما حصل حين نستذكر في التاريخ ذاته (استشهاد السيد محمد باقر الصدر)، وللسيد الشهيد آثار في الفكر والمعرفة من خلال إصداراته المعروفة وسعة علميته، وهذا ما جعل له جذراً قوياً في تكريس علمه أولاً، وسعة مساحته ثانياً، بمعنى أصبح مدرسة معرفية تتداول من خلالها أصول الدين وعلوم المعرفة الأخرى، ولأنّ الصدر (قدس سرّه) ابن بيئة دينية وفي مجتمع أغلبيته دينية، فبقاؤه في ضمير الناس أمر طبيعي، لينبثق من جديد بصراحة حضوره ومباشرة تداول علمه ومعرفته في فترة سقوط حزب الواحدية في العراق.
من خلال ذلك، فإنّ للتاسع من نيسان 2003 دورا كبيرا في رجوع كلّ إنسان عراقي إلى ممارسة ما يرغب في انتمائه العرقي والطائفي والفكري، على رغم الأحداث المضطربة والمؤسفة، سنوات الإرهاب وشيوع الفساد العلني.