التنمية البشرية من ابرز عوامل بناء المجتمع وسعادة ابنائه ، علم قد لا يفقهه الكثيرون منا لكنه يـعُـد اساساً لتكوين الشخصية وتحديد ملامحها يعتبرها العلماء من ضروريات الحياة ويدعون الى تعلمها والاخذ بها منذ الطفولة لأنها القاعدة الاهم لبناء المستقبل , منذ فترة أي قبل سبعين عاماً ابدع العالم بدراسة التنمية البشرية ووضعوا لها اساتذة ومدربين ومحاضرين وانتجوا مؤلفات وبنوا اكاديميات بل اعتبروا هذا العلم جزءاً لا يتجزأ من الحياة, انه علم بحاجة لكل البشر وفيه القاعدة الاساسية التي ينطلق منها الانسان نحو حياة جميلة وسعيدة معطاء.
تطوير المهارات
مفهومها هو تطوير مهارات الإنسان، وقدراته حتى تمكنه من الوصول بمجهودهِ إلى الارتقاء بمستوى مرتفع من الإنتاج والدخل, وعلينا تصحيح افكارنا من مخلفات اكتسبناها على مر السنين , تقودنا الى عالم اوسع مما نتصور لأننا عندما ندخل في منافسات رياضية نجد الشباب مرتبكين من خصمهم، لانهم يعتـمدون على قوتهم وتعليمات المدرب ونعم ما فعلوا لكن هناك قانون هو قانون التنمية الذاتية الذي يطور كل امكانياتهم السيكولوجية ويعطيهم عقلاً مساعداً وقوة اضافية لقوتهم الجسدية حتى يحصدوا الاوسمة والبطولات من خلال تغذية العقل بمعلومات وبيانات ايجابية تكسح الخوف والضعف وتعطي قوة مضاعفة تدفع عنهم بقوة قانون المقاومة,السؤال الان كيف تزيل المقاومة ؟ تتم هذه العملية بثلاثة امور لا غيرها, اولها التدريب الجسدي من خلال الاختصاص ثم التنمية الذاتية والاخير , الالتزام بقانون الذكر قانون الله( ربنا انزل علينا صبراً وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) ( الصبر+ التثبيت+ النصر = الوصول الى الهدف) ثلاثة قوانين من نعم الله تعالى سخرها لخدمة الإنسان.
حدث متجدد
خبير تدريب التنمية البشرية صفاء مهدي السلطاني يقول: ان التنمية البشرية موجودة منذ الازل عند الانسان الذي عمل على اكتساب التجديد الذاتي وادارة الردات الانفعالية بأساليب فعالة فأضافت له عمقاً حيوياً يتمازج مع الحكمة محدثاً توازناً بين ملكاته الاربع القلب والعقل والضمير والارادة وانتج منها بعداً ستراتيجياً للتعامل والتبادل والتفاضل، حيث ان اوروبا استفاقت تنموياً ابان الحرب العالمية الثانية ونشوء مجتمع بمفاهيم تنموية اقتصادية غيرت معالمها واحدثت ثورة معمارية في ذات الوقت استثمرت العراك السياسي الكنسي ذريعة لكسب الوعي الجمعي واتخاذ القرار الصارم لبداية واعدة.
في ذات النقطة انتشرت ذات المفاهيم في الشرق لعل استشراقها العربي ينتشل التراجع القيمي المركون وهذا ما دعا التنمويين الى التركيز على انسنة التنمية بأساليب الخطاب والتعامل والاحتياج الذاتي وتقويم النفس قبل الاقتصاد، فتعددت المدارس وتبرمت بعض الثوابت الموضوعية ودب الاجتهاد، فبين الرصانة والمرونة اللتين حققتا مهارات التنمية البشرية في الشرق ولفت نظر العناوين العلمية والتعليمية والمؤسساتية ان نعتمد في مناهجنا التنموية على علوم النفس والطب النفسي والتخطيط والاجتماع حيث لا تعد التنمية البشرية علماً صرفاً كالعلوم الصرفة انما اساليب ونظريات جامعة لأصوليات العلوم لتكون حدثاً متجدداً موقظاً للذات.
ضرورة مدرسيَّة
عند دخول الطفل اولى مراحل التعليم يبدأ بتعلم اولى العمليات الرياضية (1+ 1 ) وهو قانون تعليمي منطقي وعلى غرار ذلك يجب علينا ان نضع التنمية البشرية ضمن المنهاج الدراسي كالرياضيات سواء في رياض الاطفال او في الدراسات العليا بكلتا الحالتين نجني ثمــار تعليمنا للطلاب ولجميع البشرية، علينا ان نجعلها عادة هنا في البيت وفي النوادي و في التجارة، لان التــنمية الذاتية والبشـرية اشـبـه (بقانون المنطق) فالمنطق ندرسه وندرسّه ليخدم الانسان وجميع مفاصل الحياة وكذلك هذا العلم...
نحن بحاجة ماسة لتفعيل قانون المنطق اكاديمياً وكذلك نحن بحاجة كبرى لتفعيل قانون التنمية الذاتية، ومن القرآن نتعلم اصول هذا العلم فالقرآن اول من اشار الى التنمية الذاتية والاصلاح حيث قال الله تعالى ( في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه).