ووهان تفتح أبوابها.. كأنَّ شيئاً لم يكن

بانوراما 2020/04/17
...

ووهان/ أ ف ب
 
 
 
استأنفت أسواق ووهان الشعبية أنشتطها رغم السمعة السيئة التي طالتها والدعوات المتكررة من الخارج إلى إغلاقها، بعد أربعة أشهر على ظهور وباء (كوفيد - 19) في هذه المدنية بوسط الصين.
ويبدو أن الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 125 ألف شخص في العالم، تم إحتواؤه في البلاد بعد عزل مدينة ووهان مع سكانها ال11 مليونا من 23 كانون الثاني حتى الثامن من نيسان.
ويجمع الخبراء على أن فيروس كورونا المستجد ظهر نهاية 2019 في سوق في المدينة تباع فيها الحيوانات البرية. وقد يكون الفيروس قد انتقل من الحيوان في هذه السوق إلى الإنسان.
وأغلقت السوق في الأول من كانون الثاني.
والدليل على القلق المستمر السائد في ووهان بعد أسبوع على رفع العزل، نشر لافتات تذكر بحظر بيع الحيوانات البرية وحتى الدواجن الحية في بايشاتشو أكبر أسواق المدينة.
وتصدح مكبرات الصوت للتذكير ب»انتصار» البلاد على الوباء.
 
«حماية الناس»
لكن التجار يشكون من تراجع كبير في نشاط السوق والدليل ممرات السوق الفارغة من الزبائن.
وتقول يانغ وهي بائعة توابل: «لا شك أن اللعنة نزلت علينا هذه السنة. لم أر يوما هذا العدد الضئيل من الناس».
وتعبر التاجرة عن غضبها للانتقادات القائلة بأن الأسواق الشعبية بؤر لتفشي الفيروسات، مشيرة إلى أن أرباحها تراجعت إلى الثلث مقارنة مع فترة ما قبل العزل.
وصرحت لوكالة فرانس برس «إنه هلع غير مبرر».
وفي حوزة يانغ قوارير من مواد تطهير لتنظيف كشكها عدة مرات في اليوم بحسب القواعد المفروضة حاليا.
وسجل فريق فرانس برس في ثلاث أسواق من المدينة استمرار بيع حيوانات حية كالسلاحف والضفادع والأسماك والمحار لكن ليس الدواجن والثدييات البرية. وفي الخارج يثير وجود هذه الأسواق القلق خصوصا في استراليا حيث اعتبر رئيس الوزراء سكوت موريس أنه «لا يفهم» سبب إعادة فتحها. وقال هذا الأسبوع في كلمة متلفزة «علينا حماية الناس من مصادر الوباء المحتملة جراء هذا النوع من الفيروسات».
وفي الولايات المتحدة أعلن مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أنتوني فوتشي لقناة «فوكس نيوز» أنه يجب اغلاق الأسواق «فورا».
 
«أحكام مسبقة»
في بكين سارعت صحيفة «غلوبال تايمز» القومية للدفاع عن الأسواق الشعبية منددة بـ»أحكام مسبقة» غربية وبفكرة إقفالها «السخيفة».
ودعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى منع بيع الحيوانات البرية، لكنها لم تطلب بتاتا إغلاق الأسواق.
وفي ووهان يؤكد معظم التجار لفرانس برس أنهم لم يبيعوا قط حيوانات برية.
وفي سوق تيانشينغ أقر تاجران بأنهما إضطرا إلى التوقف عن بيع أنواع من السلاحف والضفادع بعد تشديد القوانين.
منافسة
يؤكد عدد المستهلكين أنهم لا يزالون متمسكين بتقاليدهم في التبضع من الأسواق الشعبية.
وتقول شين (40 عاما) إن «منتجاتهم طازجة دائما» وتثمن «السلع العالية الجودة والرخيصة». وتضيف «ليس صحيحا أن هذه الأسواق لا تعتمد معايير نظافة».
لكن الصينيين الأصغر سنا يفضلون التبضع من السوبر ماركت. وبحسب دراسة نشرها العام الماضي مكتب «أي ميديا» تؤكد غالبية المستهلكين أنهم يفضلون التسوق في المتاجر الكبرى.
وتبرر جيانغ يونغهي (20 عاما)وهي من سكان ووهان خيارها بالقول «هناك خيار أكبر وسلع أكثر في السوبر ماركت».
 
مختبر صيني
من جانبها أعلنت الولايات المتحدة فتح تحقيق لكشف مصدر فيروس كورونا المستجد من دون استبعاد أن يكون مختبر صيني في ووهان مصدر تفشيه الأمر الذي تسبب بجائحة (كوفيد - 19) التي أوقعت حتى الآن اكثر من 137 ألف وفاة في العالم.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «نجري تحقيقا مفصّلا بكل ما لدينا من إمكانات حول كيفية تفشي هذا الفيروس، وانتقال العدوى في العالم والتسبب بهذه المأساة».
وأتت تصريحات بومبيو مساء الأربعاء ردا على سؤال حول مقال في صحيفة واشنطن بوست يؤكد أن سفارة الولايات المتحدة في بكين كانت قد أخطرت وزارة الخارجية الأميركية، قبل عامين، عن تدابير وقائية غير كافية في مختبر في ووهان يعمل على دراسة فيروسات كورونا لدى الخفافيش.
وسئل بومبيو عن معلومات لشبكة «فوكس نيوز» تفيد بأن «مصادر عدة» تعتبر أن فيروس كورونا الحالي، الذي أعلن في كانون الأول عن أول ظهور له في ووهان نفسها، مصدره هذا المختبر بالذات، وإن كان فيروسا طبيعيا غير مركّب من قبل الصينيين، قد يكون «تسرّب» لا إراديا بل جراء اتّباع تدابير وقائية غير سليمة.
ولم ينفِ بومبيو أيا من هاتين الروايتين.
والأربعاء، خلال مؤتمره الصحافي اليومي حول مستجدات فيروس كورونا في الولايات المتحدة، تحاشى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخوض في هذا الموضوع.
وقال ترامب ردا على سؤال حول هذا الأمر «يمكنني أن أقول إن هذه الرواية تتردد أكثر فأكثر. سنرى»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «تجري تحقيقا معمّقا للغاية».
لكنّه رفض كشف إذا بحث وضع هذا المختبر مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
 
الحيوانات البرية
وبناء على آراء خبراء، سجّل أو ظهور لفيروس كورونا المستجد أواخر العام 2019 في سوق لبيع الحيوانات البرية في ووهان، حيث تعرض للبيع حيوانات حية متنوعة من بينها جرذان وعظايات عملاقة وخفافيش.
لكن رواية فوكس نيوز مختلفة.
وأكد بومبيو أن «ما نعرفه هو أن هذا الفيروس ولد في ووهان في الصين»، وأضاف «ما نعرفه هو أن معهد علم الفيروسات في ووهان يقع على مسافة بضعة كيلومترات فقط من السوق».
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، وهو الذي ألمح إلى أن الجيش الأميركي قد يكون مسؤولا عن إدخال الفيروس إلى الصين، تقرير فوكس نيوز، وقال إن منظّمة الصحة العالمية تؤكد عدم وجود أي دليل على أن الفيروس من نتاج مختبر.
وقال تشاو في مؤتمر صحافي إن «الكثير من الأخصائيين الطبيين في العالم يعتقدون أيضا أن لا أساس علميا للرواية المسرّبة عن المختبر المزعوم».