كيم جونغ أون .. الأنظار تتجه نحو {كاتمة أسراره}

بانوراما 2020/04/25
...

 
نيكولا سميث ترجمة: ليندا أدور
 
أثارت التقارير الاعلامية التي تفيد بأن الزعيم الكوري الشمالي يمر بحالة صحية سيئة، مع تساؤلات عدة حول من سيتولى زمام الحكم بعد وفاته، إذ تفيد شائعات غير مؤكدة ان صحة الزعيم كيم جونغ أون قد تدهورت، ما أثار قضية التكهنات، على الفور، حول من سيخلفه في الحكم ليكون على رأس أكثر نظم العالم سرية.
حتى الآن من غير المعروف، إن كان الزعيم الكوري الشمالي، الذي يعتقد انه في سن 36 من العمر فقط، قد عّين رسميا، خليفة له بالفعل، أو إن كانت بلاده المعزولة، ستحكمها مؤقتا نخبة من الحكماء والرموز، ومن المرجح أن مجموعة من الشخصيات البارزة يمكن أن تلعب دورا مؤثرا في هذا الأمر.
 
سلالة جبل بايكتو
لكون أطفال الزعيم صغارا في السن، وهو ما سيحول دون توليهم زمام أمور سلالة الأسرة على الفور، فقد توجهت الأنظار الى شقيقته الصغرى و"كاتمة أسراره" ، كيم يو جونغ، لتتولى مسؤولية الحفاظ على ما يسمى بـسلالة "جبل بايكتو" التي حكمت المملكة الناسكة طيلة ثلاثة أجيال. 
يعتقد أن كيم يو جونغ، 31 عاما، هي رئيس أركان شقيقها الفعلي وانها تمارس وتمتلك دورا بارزا على المستويات العليا من السلطة، وتمت، مؤخرا، ترقيتها الى المكتب السياسي المتنفذ للحزب، لتصدر لاحقا بيانا لاذعا باسمها موجها ضد كوريا الجنوبية. تمتلك كيم السيطرة الكاملة على مهام رئيسة في الحزب، لتعد نفسها لتكون المصدر الرئيس للسلطة خلف قيادة جماعية، والتي كان لها الفضل السابق، بتحديث صورة 
شقيقها. 
وطيلة السنوات الأخيرة، ظهرت الى جوار أخيها خلال حضوره قمما عالمية مع رؤساء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، او لدى زيارتها لكوريا الجنوبية لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لسنة 2018 كمبعوثة 
شخصية. 
لكن، ورغم أن صعودها البارز وحفاظها على الحكم داخل أسرة كيم، يبقى السؤال فيما اذا كان سيسمح لها بتولي أعلى منصب بصفتها إمرأة، اذ قد يؤدي الرحيل المباغت لشقيقها الى حدوث اضطراب سياسي او حتى انهيار النظام. وبدلا من ذلك، يمكن لكيم يو جونغ أن تبقى على رأس السلطة الى جانب نخبة من كبار شخصيات وقادة الحزب التي بدأت بقيادة البلاد بصورة جماعية وسط الاضطراب الذي يسود بلد بلا زعيم بمواجهة كل من فيروس كورونا المستجد والتوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة حول برنامج الأسلحة 
النووية.
اختيارات واضحة
في الطليعة، سيأتي نائب المارشال تشوي ريونغ هاي، (70 عاما)، اذ كان ينظر له كخلف محتمل، والذي تدرج ليصل في العام الماضي الى منصب الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية عندما تمت ترقيته الى منصب رئيس هيئة رئاسة المجلس الشعبي الأعلى، إذ جاءت بمثابة مكافأة له لسنوات خدمته الطويلة في الحزب الحاكم وعقود من الولاء لأسرة كيم الحاكمة، وقد سبق له شغل منصب المسؤول السياسي للجيش تحت أمرة القائد الشاب، وخلال العام 2019، كان واحدا من بين ثلاثة مسؤولين كبار فرضت الولايات المتحدة عليهم عقوبات لتهم تتعلق بانتهاك حقوق 
الانسان.
كان "تشوي" غالبا ما يشاهد ضمن أحداث عالية المستوى برفقة عضو المكتب السياسي ورئيس الوزراء السابق، باك بونغ جو، والمشرف على دفع كوريا باتجاه تقديم المزيد من وظائف السوق الحرة بهدف إنعاش الاقتصاد ومساعدتها على تجاوز العقوبات المفروضة عليها والذي يرجح احتفاظه بدوره 
المؤثر.
ربما يكون كيم يونغ تشول، نائب رئيس الحزب الحاكم، وكبير المبعوثين الى المحادثات النووية السابق، والذي سبق له تولي منصب رئيس المخابرات، هو الآخر اختيارا واضحا للمساهمة بقيادة جهود البلاد الدبلوماسية الدولية بضمنها محادثات نزع السلاح النووي مع ترامب.
يمكن لكيم ان يتلقى الدعم في هذا المجال من رجله وذراعه الأيمن السابق، ري سون جوون، وزير الخارجية المعين حديثا
، والذي سبق له ترؤس المباحثات الرفيعة المستوى مع كوريا الجنوبية ويمتلك باعا وخبرة واسعين لإدارة المباحثات العسكرية بصفته ضابطا سابقا في الجيش 
الوطني.
 
*صحيفة التلغراف البريطانية