كوني صديقة لطفلكِ

اسرة ومجتمع 2020/04/27
...

منى محمد زيارة
 
ابنتي كتومة , ابني كتوم, لم يحدثاني يوماً عن أسرارهما ,ومشكلات, حياتهما, 
واصدقائهما عبارات كثيراً ما سمعناها من الامهات , اغلبهن يشكين من عدم مشاركة اطفالهن بكل ما يتعلق بحياتهم ,السؤال الذي 
يجب ان يطرح على كل ام تكثر من هذه الشكوى هو , هل ربيتِ طفلك منذ الصغر على مصارحتكِ بما يواجهه  في الروضة
او المدرسة ؟
كيف كان يومه؟ مع من لعب؟ هل تشاجر مع احد ؟ كيف كانت اجابته في الامتحان ؟
من هم اصدقاؤه ؟ ماذا فعل في الاستراحة , وغيرها من الاسئلة التي على كل ام طرحها على طفلها ليتسنى لها توجيهه وارشاده , صدقيني سيدتي عندما تعوّدين ابنك او ابنتك على هذا الروتين اليومي ستعرفين كل ما يتعلق بهم , والاهم هو كيفية كسب ثقتهم لمصارحتك بكل شيء من خلال تجنب سياسة النهـّـر او الاتهام والسخرية التي من شأنها فقدان الثقة بأنفسهم اولاً وبكِ ثانياً ,
ومحاولة توضيح اي خطأ قد يرتكبونه بطريقة سلسة مبسطة يستطيعون فهمها، فعليكِ اخذ كل كلمة يقولونها على محمل الجد، ما يـُـشعرهم بأهميتهم لديكِ وان كل ما يمرون به مهم بالنسبة لكِ، فلا تتخذي منهم نداً لكِ, واحرصي على أن تقربي المسافات بينكم مهما كانت بعيدة ، لتصبحي صديقتهم الاولى التي لن يخجلوا من التحدث معها في أي وقت وفي أي موضوع .
على الام الانتباه  الى ان كل مرحلة عمرية لها طريقة تعامل مختلفة عن الاخرى والاخطر هي مرحلة 
المراهقة , لا تجعليهم ينفرون من ردود أفعالك بدلاً من اللجوء اليكِ، حاولي التقرب منهم فصفة التمرد والعناد هي الغالبة لديهم ,فكثيراً ما نراهم يلجؤون الى الاصدقاء او الجيران او الاقارب للتحدث عن مشكلاتهم والاجابة عن استفساراتهم
وقد يكون هؤلاء هم سبب انحرافهم  وتدمير حياتهم في حال كانت آراؤهم وتصرفاتهم تدعو للريبة والقلق خاصة
ان المراهق لم يصل بعد الى مرحلة النضج التي تؤهله للتمييز بين ما ينفعه وما يضره , وكل هذا يرجع الى تخـّـوفه من ردود الفعل في حال اللجوء الى الام او الاب في حل مشكلاته والتي قد تصل في بعض الاسر
 الى الضرب والعقاب الصارم وعدم الخروج من البيت او استخدام الهاتف والتي قد تؤدي بالتالي الى الاكتئاب والانتحار في بعض الاحيان ان لم يـــُحسن الاهل التصرف مع اولادهم وتشجيعهم على التحدث وانهم موضع ثقة لا موضع اتهام
واستهزاء .
فالأم ان استطاعت ان تكسب ودّ طفلها واتخاذه صديقاً لها، فانها بهذا ستبني شخصاً قوياً قادراً على مواجهة الازمات والمحن التي قد يتعرض لها خلال حياته وانساناً واثقاً من قدراته ,مبدعاً معطاءً ,لن تكسره الظروف مهما كانت قسوتها , لانها غرست فيه الحب والابداع.