ذو الفقار يوسف
بقليل من الخوف، وكثير من القوة، لمحت من بين السحب تلك الزهرة وهي تحرّك الرياح على اهوائها، وبسيطرة عظيمة كفيلة أن تمحو الغيوم في الأفق، لتلوّنها برداء الحب والسلام، فتخلق المجد بأناملها السومريّة، وان تبقى محلقة لتبث الاصرار في نفوس أخواتها العراقيات، كان لصحيفتنا «الصباح» حوار مع مصممة الازياء شهد آل خليفة إحدى صانعات الجمال.
رواية شهد
تطل علينا شهد لتحدثنا عن جمال بدايتها فقد كانت رسامة بالفطرة، وذلك حتى قبل تعلّمها للكتابة والقراءة، وبعد ان تكللت هذه الموهبة بالنضج افتتحت معارضها التشكيلية في دمشق وسويسرا، إذ أنّ موهبتها في الرسم جعلتها تجذب كل انواع الجمال لتصبح مصمة ازياء، ومع كل هذا فلم تستكن فاتقنت فن النحت لتكمل روايتها بلا توقف.
العراق أولاً
لم تبلغ شهد نهاية القوة، ولأنها ابنة الرافدين فقد نادتها تربتها للنصرة، فقد كانت شهد أول من نادى بالصناعة المحلية كمؤسسة للنهضة الصناعية في البلد بعد عام 2003، وعملت لاكثر من 15 شهراً عروضاً لدعم المنتج الوطني، لكونه هو الحل في خفض نسبة البطالة وتطوير البلد الى ما هو افضل، وان البلد مليئ بالخيرات والثروات التي تستطيع شبابه ان تستغله وان تصنع ما يخدم بلدها، من دون الحاجة الى الاستيراد على حساب ثروات البلد او اعتماد النفط في اقتصاد البلد.
توضح شهد قائلة: قمت بعمل 6 حملات لادراج بابل على التراث العالمي ونجحت في الوصول لهدفي، اذ تمّ عرض فيلم قصير عن تاريخ العراق بازيائي التاريخية التي تبرز هوية حضارة العراق وتاريخه المليء بالجمال والابداع، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها، إلّا أن العراق وحضارته وتراثه لا يجب ان تدفن تحت رماد الحروب والازمات، واننا كشباب عراقيين لنا الدور في ذلك، ليسمو البلد مرة أخرى، لهذا فقد قمت بتعليم العديد من الشباب لتطوير مهاراتهم وابراز مواهبهم.
درع الإبداع
المشاركات هي هوية الاصرار، فقد شاركت شهد بثلاثة مؤتمرات، منها المؤتمر الاول في بابل برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وقد نالت العديد من الشهادات ودروع الابداع منها محلية واخرى دولية، مؤكدة بقولها: إنّني ما أزال في بداية النجاح، وطموحي لا يسع صدري على الرغم من انجازاتي على المستوى المحلي والدولي في إبراز مواهبي.
وبالرغم من هجرتها التي أخذت جزءا كبيرا من ابداعها لبلدها، تشير شهد الى أنها قد استفادت من هذا المنفى الروحي قبل ان يكون جسديا، فقد دخلت معهد تقوية لكل من اللغة الانكليزية والفرنسية لتطلعها في عالم التصميم العالمي، وفوق ذلك تعلمها لفن الرسم والنحت على يد فنانين كبار، وهذا ما صقل مواهبها لتكون أيقونة في عالم الجمال.
وكما أنّ لكل مبدع وحالم شخصا يصبو اليه ليكون مثالاً يحتذى به، تمثل هذا الاحتذاء في شهد، للمصممة المعمارية العراقية زها حديد رحمها الله، فقد جعلتها قوتها واجتهادها ومثابرتها قدوة لكل نساء العالم ولترفع اسم العراق عالياً، مبيّنة: هذا ما اتمناه في ان أخلّد اسمي كعراقية، فبالنهاية كل شيء يزول إلّا الاسم، وما تعمله في بناء مجتمعك وتطويره ليكون أفضل وأجمل.
نيل المطامح
الانتفاضة بوجه المستحيل هي مهمة كل عراقية اصيلة وهذا ما نالته شهد وقد أطرت نجاحها العديد من الشهادات المحلية والدولية، تقول: نلت درع الابداع من قبل وزير الثقافة والسياحة والاثار لكوني الداعم الاول لحملة جعل بابل من التراث العالمي في مؤتمر بابل الاول، وايضا درع الابداع من ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، وايضا درع التميّز من قبل شبكة الاعلام العراقي، وشهادة ودرع الابداع من سفير دولة فلسطين احمد عقل، والمقبل أفضل بإذن الله.
رسالة للنساء
لكل ناجح رسالة يريد منها ان تصل لكل من يتحدث بلغة المستحيل، اذ انتهزت شهد هذه الفرصة لتوجه رسالتها الى نساء العراق، لتقول لهن انتن قادرات على تحقيق الكثير، فلا تتنازلن عن الاحلام فهي بداية النجاح اذا ما اكتسبت صفة الاصرار
والقوة والثبات لتتحقق اي هدف، وان تكونن ثورة في وجه الظلم والاستبداد وتحدي كل ضعف، وان تكسرن قيودكن لتي صنعها الجهل، وان تقولن لا بوجه كل من لا يعرف من هن بنات العراق الابي.