ترامب {تحت الأرض} والمتظاهرون يطالبون برحيله

قضايا عربية ودولية 2020/06/02
...

عواصم / وكالات
 
عمّ حظر التجوال الذي فرضته السلطات المحلية أكثر من 40 مدينة في 15 ولاية أميركية، وكشفت مصادر أمنية لشبكة "سي أن أن" الإخبارية عن اعتقال قرابة 4 آلاف شخص جراء الاحتجاجات المتواصلة بعد مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة، وبينما أفادت مصادر مطلعة بأن موظفي الخدمة السرية في البيت الأبيض نقلوا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى مخبأ "تحت الأرض"، رفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيله عن السلطة. وأخلت قوات الشرطة بالقوة محيط البيت الأبيض من المتظاهرين، حيث استخدمت تلك القوات الطلقات المطاطية والهروات والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل ضد المحتجين، الذين انسحبوا مئات الأمتار خارج أسوار البيت الأبيض في ميدان لافاييت.وخرج مئات المحتجين المرددين شعارات مثل "على دونالد ترامب أن يرحل" للمشاركة في مسيرة جديدة باتجاه البيت الأبيض، بينما طلبت إدارته من موظفيه عدم الذهاب للعمل أمس الاثنين لمنع تعرضهم للخطر، كما هتف المتظاهرون أمام البيت الأبيض باسم جورج فلويد.
تحت الأرض
إلى ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة أن موظفي الخدمة السرية في البيت الأبيض نقلوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مخبأ تحت الأرض كان يستعمل سابقا خلال الهجمات الإرهابية.
وتابعت الصحيفة: "بعد أيام من أن تعاطفه مع جورج فلويد، الرجل الذي قُتل، طغت على الرئيس تهديداته بتصعيد العنف ضد (اللصوص ومثيري الشغب)، وأمضى السيد ترامب أمس الأول الأحد بعيدا عن الأنظار، حتى عندما كان بعض مستشاري حملته يوصون بأن يلقي خطاباً متلفزاً على الصعيد الوطني قبل ليلة أخرى من العنف المحتمل، كان المبنى فارغا، حيث تم إخبار بعض مسؤولي البيت الأبيض الذين يخططون للعمل بعدم الحضور في حال تجدد الاضطرابات".
وأضافت، "ولكن في وقت كان بعض المساعدين يحثونه على الابتعاد عن (تويتر) أثناء رسمهم ستراتيجية أكثر مراعاة، لم يتمكن السيد ترامب من مقاومة التغريد بسلسلة من الرسائل حيث قام بتوبيخ الديمقراطيين".
 
اليسار المتطرف
واتهم ترامب من وصفهم بـ "اليسار المتطرّف" بإثارة أعمال العنف، التي شملت النهب وإشعال الحرائق، وقال: إن المتظاهرين "يلحقون العار بذكرى الرجل"، يعني القتيل جورج فلويد، واعتبر أنه "يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا"، ونسب حالة الفلتان إلى "مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف" وخصوصا المعادين للفاشية، وأضاف في تغريدة مقتضبة، "ستقوم الولايات المتحدة الأميركية بتصنيف (منظمة أنتيفا) تنظيما إرهابيا".
وكانت عمدة واشنطن، موريل باوسر، أعلنت حظر التجوال على مستوى مقاطعة كولومبيا، وأضافت عبر صفحتها في "تويتر": "وضعت قوات الحرس الوطني قيد الاستعداد لدعم شرطة العاصمة".
ودعت باوسر، الرئيس دونالد ترامب، إلى الكف عن نشر تغريدات تثير الانقسام وتذكر العنصريين بماضي البلاد.
وقالت موريل باوسر في مقابلة مع قناة NBC الأميركية أمس الاثنين، رداً على تعليقات ترامب: "على الرئيس مسؤولية المساعدة في تهدئة الأمة"، وأضافت: "يمكنه أن يبدأ بعدم إرسال تغريدات مثيرة للانقسام تهدف إلى التذكير بالماضي العنصري في بلادنا".
وتابعت قائلة: "ما أود سماعه من الرئيس هو القيادة، وأود أن أسمع عناية واهتماما حقيقيين لمجتمعاتنا وأين نحن مع العلاقات العرقية في الولايات المتحدة".
وفي الوقت نفسه، أشارت عمدة العاصمة الأميركية خلال المقابلة إلى أن دستور الولايات المتحدة يعطي الحق للمتظاهرين بالتعبير عن رأيهم لكن لا يعطيهم الحق بتدمير المدينة، وذلك بعد أن شهدت العاصمة احتجاجات حاشدة وأعمال تخريب ونهب لليوم الثاني على التوالي منذ ليل السبت.
وأكدت باوسر أن المدينة تعمل على تنظيف الأضرار الناجمة عن الاحتجاجات وتعمل مع قوى الأمن على التأكد من أن يسود الهدوء في المدينة.
 
قتلى ومعتقلون
وبحسب إحصاء لشبكة "CNN" الأميركية، بلغ عدد المعتقلين 4 آلاف شخص منذ 26 أيار المنصرم وحتى صباح أمس الاثنين، بسبب موجة الاحتجاجات التي اجتاحت عددا من المدن الأميركية وأدت بحسب مصادر إلى مقتل 4 متظاهرين على الأقل وأصابة المئات بجروح وكذلك مقتل رجل شرطة وإصابة آخرين.
هذا ولا تزال الاحتجاجات، التي تحولت في بعض المناطق إلى أعمال نهب وحرق للمنشآت الحكومية والتجارية، متواصلة رغم فرض حظر للتجول في بعض المناطق ونشر مزيد من رجال الشرطة والحرس الوطني.
وتعم الاحتجاجات، فضلا عن مينيابوليس، أكبر مدن البلاد مثل: نيويورك ولوس أنجلوس وميامي وسياتل وفيلاديلفيا والعاصمة واشنطن.
ودارت مواجهات في 40 مدينة أميركية، بينها لوس أنجلوس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليلي، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها منذ سنوات عدة.
ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية جورج فلويد، الذي قضى اختناقا بعدما جثم الشرطي الأبيض، ديريك شوفين، على رقبته بوحشية.
وفي لوس أنجلوس أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة.
وفي مدن عدة، بينها نيويورك وشيكاغو، وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل ردا على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.
من جهته أعلن البنتاغون أنه تمت تعبئة نحو خمسة آلاف عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية، وكذلك في العاصمة واشنطن، مع تجهيز ألفين آخرين احتياطيا.
 
العفو الدولية
وفي ظل تقارير إعلامية متعددة حول هجمات لعناصر الشرطة على المحتجين، حثت "منظمة العفو الدولية" السلطات الأميركية على الكف عن استخدام "العنف المفرط" ضد المتظاهرين في الاحتجاجات التي تعم الولايات المتحدة، معتبرة أن شرطة البلاد فشلت في تنفيذ التزاماتها.
وقالت مديرة الأبحاث للمنظمة في الولايات المتحدة، رايتشيل وورد، في بيان أصدرته أمس: "تفشل الشرطة الأميركية في كل أنحاء البلاد في تنفيذ التزاماتها في إطار القانون الدولي الخاصة باحترام وتسهيل الحق في التظاهر سلميا، وتزيد من توتر الأوضاع وتعرض حياة المتظاهرين للخطر".
وتابعت أن على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "إنهاء خطابته وسياساته المليئة بالعنف والتمييز"، مشددة على أنه "يجب على الحكومة الأميركية، وعلى جميع المستويات، أن تضمن حق التظاهر وفقا للقانون الدولي"، داعية الشرطة إلى نزع السلاح وخوض الحوار مع المتظاهرين.