سحب موقع فيسبوك إعلانات نشرتها الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب تهاجم اليسار المتطرف وتظهر مثلثاً أحمر مقلوباً، الرمز الذي كان يستخدمه النازيون للإشارة إلى سجناء سياسيين في معسكرات الاعتقال.
مضامين إشكاليَّة
وقال متحدث باسم منصة التواصل الاجتماعي العملاقة: "سحبنا هذه المنشورات والإعلانات لأنّها تنتهك قواعدنا بشأن (خطاب) الكراهية".
وكانت صحيفة واشنطن أشارت بداية إلى هذه المضامين الإشكاليَّة المنشورة في فيسبوك وتتضمن المثلث الأحمر، قبل أنْ تسحبها المنصة.
وقال مدير قواعد الأمن السيبراني لدى فيسبوك ناتانييل غليشر رداً على أسئلة في الكونغرس الأميركي بشأن مقال واشنطن بوست: "نحن لا نسمح (بنشر) رموز تمثل منظمات بغيضة أو أيديولوجيات كراهية ما لم يكن ذلك لإدانتها".
وكان النازيون يضعون هذا الرمز على المعتقلين السياسيين اليساريين.
ويظهر المثلث في بعض إعلانات الحملة المدفوعة لترامب ونائبة مايك بنس.
ويهاجم المنشور "حشود جماعات اليسار المتطرف الخطيرة" ويدعو المدونين إلى التوقيع على عريضة ضد "انتيفا" أو المناهضين للفاشية الذين سبق للرئيس الأميركي أنْ اتهمهم من دون أدلة بالتسبب بأضرار ماديَّة خلال التظاهرات الأخيرة المناهضة لعنف الشرطة.
ويأتي ذلك قبل نحو 140 يوماً على الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ويتيح فيسبوك الإعلانات ذات الطابع السياسي ويرفض إخضاع تصريحات المرشحين والنواب إلى نظامه الخاص للتحقق من الوقائع. غير أنّها تخضع إلى القواعد العامة المتعلقة بالإرهاب، تمجيد العنف أو حتى المعلومات المضللة حول عمليات انتخابية.
إعلانات الإعلام الأجنبي
وأعلن فيسبوك انه سوف يحظر إعلانات المؤسسات الإعلامية الرسمية الأجنبية خلال الانتخابات الاميركية، إضافة الى السماح للمستخدمين بإخفاء جميع الإعلانات السياسية المدفوعة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه الموقع الأزرق ضغوطا متزايدة بشأن مقاربته للتعامل مع الأخبار المضللة والمنشورات المثيرة، بما في ذلك تلك التي تعود للرئيس دونالد ترامب، وايضا بعد الانتقادات التي لاحقته بغض الطرف عن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وفي مقال في صحيفة "ديلي تلغراف"، اعترف نائب رئيس فيسبوك للشؤون الدولية نيك كليغ بتقصير الموقع خلال الانتخابات، كاشفا أن المحتوى المدعوم من روسيا وصل الى نحو 126 مليون أميركي.
وأضاف كليغ أن فيسبوك سوف "يحظر في الولايات المتحدة جميع الإعلانات من منظمات إعلامية رسمية من دول أخرى خلال فترة الانتخابات".
وكتب كليغ أن أي شخص ينشر إعلانات سياسية على المنصة يجب أن يستحصل على تصريح مسبق يتيح له القيام بذلك، مشيرا الى أنه في الفترة ما بين آذار وأيار أوقف فيسبوك "نشر أكثر من 750 ألف إعلان سياسي يستهدف الولايات المتحدة لأن المعلن لم يكمل عملية نيل الترخيص".
وقال إنَّ عملاق وسائل التواصل الاجتماعي يوظف الآن أكثر من 35 ألف شخص للعمل على قضايا السلامة والأمان، وهو ثلاثة أضعاف العدد قبل أربع سنوات.
الانتشار من أجل الخير
وفي مقال منفصل في صحيفة "يو أس آيه توداي"، قال الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ إنه يريد أن يسخّر الانتشار الواسع لموقعه من أجل الخير في انتخابات تشرين الثاني ".
واعتبر زوكربيرغ أن تهديد الديموقراطية "حقيقي ومستمر، لكن أنظمتنا باتت أكثر جاهزية لذلك من أي وقت مضى".
وأعلن فيسبوك إنشاء مركز معلومات جديد وضخم يحتوي على "معلومات رسمية، تشمل كيفية الاقتراع ومواعيده، بالإضافة إلى تفاصيل حول تسجيل الناخبين والتصويت بالبريد والتصويت المبكر".
ولفت زوكربيرغ الى أنه بالنسبة للمستخدمين الذين اتخذوا قرارهم "ويريدون فقط أن تنتهي الانتخابات"، فإنَّ فيسبوك "يتيح لهم إيقاف مشاهدة الإعلانات السياسية".
وسيبدأ طرح هذه الخاصية اعتبارا من 24 حزيران، بحيث سيكون بامكان المستخدمين إيقاف الإعلانات السياسية والانتخابية والاجتماعية على حساباتهم.
خدمة الدفع
كما أطلق "فيسبوك" خدمة الدفع الخاصة به على تطبيق "واتساب" في البرازيل بهدف السماح للمستخدمين بالدفع مقابل المشتريات أو تحويل الأموال إلى الأقارب بسهولة.
وأطلق الموقع محفظة "باي فيسبوك" على تطبيق "واتساب" للمراسلة في تشرين الثاني في الولايات المتحدة.
وهذه المرة الأولى التي يمكن فيها استخدام "واتساب" للدفع للشركات أو تحويل أموال للأفراد ضمن قائمة الأسماء في التطبيق.
وسيتوجب على المستخدمين امتلاك بطاقات فيزاكارد أو ماستركارد صادرة عن مصارف معينة. وسيكون هناك حاجة إلى إدخال رمز مؤلف من ستة أرقام أو تعريف رقمي للمصادقة على عملية الدفع.
ويتم التعامل مع هذه العمليات التي تحصل على "باي فيسبوك" من مجموعات شريكة مثل "باي بال" في الولايات المتحدة و"سييلو" في البرازيل.
وأوضح "فيسبوك" في بيان "إن إرسال الأموال أو إجراء عملية شراء على (واتساب) مجانية. ستدفع الشركات عمولة مماثلة لتلك التي تدفع في معاملات بطاقات الائتمان".
ويعتزم "فيسبوك" جعل هذه الخدمة متاحة تدريجا على مجموعة تطبيقاته الأخرى بما فيها "إنستغرام" على أن تشمل بلدانا أخرى.