واشنطن / وكالات
أعلنَ مستشارُ الأمنِ القومي الأميركي السابق جون بولتون أنه سيصوت للمرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة المقبلة، ولن يدعم الرئيس الحالي دونالد ترامب، وتأتي تصريحات بولتون قبل ساعات من طرح كتابه المثير للجدل عن خفايا سياسة البيت الأبيض المقرر طرحه في المكتبات اليوم الثلاثاء.
وانتشرت نسخ إلكترونية من كتاب بولتون أمس الاثنين بصورة جعلت ناشره يأمل في منعه، حيث ظهر ملف "بي دي إف" يحتوي على نسخة من كتاب "الغرفة التي شهدت الأحداث"، يقدم إصدارًا مجانيًا ومقرصنًا من كتاب بولتون، الذي زعم ترامب أنه يحتوي على مواد سرية لم يكن ينبغي نشرها.
وقال المتحدث باسم دار النشر "سايمون أند شوستر"، أدم روثبرغ: "نعمل جاهدين لإزالة هذه الأشياء غير القانونية الواضحة لانتهاك حقوق النشر".
ويحتل كتاب "الغرفة التي شهدت الأحداث" المرتبة الأولى منذ أيام في قائمة أمازون للكتب الأكثر مبيعًا وسيتم إصداره رسميًا اليوم الثلاثاء، وأصدر قاضي اتحادي حكما بأحقية "سايمون آند شوستر" في نشر الكتاب على الرغم من ادعاء إدارة ترامب أنه قد يضر بالأمن القومي.
إلى ذلك، قال بولتون لصحيفة "ديلي تلغراف": "في 2016 دعمت ترامب على حساب هيلاري كلينتون، والآن، بعد أن رأيت هذا الرئيس عن كثب، لا يمكنني القيام بذلك مرة أخرى، إنني قلق على البلاد، وبايدن ليس مرشحا جمهوريا، أريد أن أدعمه".
وشدد بولتون خلال هذه المقابلة التي أجراها في إطار حملة الترويج لكتابه الجديد "الغرفة حيث حدث ذلك"، أصر بولتون على أن نيته التصويت لصالح بايدن ليست خيانة لانتمائه الجمهوري.
وأضاف أن ترامب "لا يفرق بين مصالح الولايات المتحدة القومية ومصالحه الشخصية ما يؤدي إلى التضارب بينها، وهو أمر شديد الخطورة بالنسبة للبلاد".
وتابع قائلا: "هذا يعني أنه لا توجد أي طريقة أو ستراتيجية ثابتة ومتسقة حيث يمكن أن يغير بسهولة قرارا اتخذ سابقا في اليوم التالي".
وكشف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في كتابه، عن أن الرئيس دونالد ترامب أبدى رغبة واستعدادا لدعم هجوم إسرائيلي مباغت على إيران، وتأييده لهذه العملية جاء خلال اجتماع عقد عام 2017.
وذكر بولتون أنه في هذا الاجتماع لم يكن يشغل بعد المنصب الذي أقيل منه العام الماضي، لكنه شارك في الاجتماع الذي حضره الرئيس، وفي مرحلة معينة تم التطرق إلى قضية إسرائيل، وقال: "حذرت الرئيس من أن لا يضيع جهوده السياسية في محاولة حل أزمة المراوغة بين إسرائيل والعالم العربي، وحذرته أيضا من دعم نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بذلك عمليا بمكانة القدس كعاصمة لإسرائيل".
وتابع بولتون قائلا: "بموضوع إيران، حذرت ترامب وأوصيته بالانسحاب بسرعة من الاتفاق النووي، وأوضحت له أن استعمال القوة في الملف النووي الإيراني هي الاحتمال الأخير الذي بقي للولايات المتحدة".
ونقل بولتون عن الرئيس ترامب قوله: إن "إسرائيل لا تستطيع القيام بعملية عسكرية ضد إيران لوحدها بسبب عدم توفر الموارد والقدرات الكافية، خصوصا في سيناريو تقوم فيه دول عربية بدعم إيران".
كما كشف بولتون أيضا عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول في شهر آب 2019 على مدار ساعات الاتصال مع الرئيس ترامب هاتفيا لمطالبته بعدم الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال قمة مجموعة السبع التي عقدت في فرنسا، لكن محاولاته باءت بالفشل.
وذكر بولتون في كتابه أن الذي حال دون إجراء المكالمة بين نتنياهو وترامب كان كبير مستشاريه جاريد كوشنير.
من جانب آخر، وفي إطار حر ب التماثيل التي اندلعت بعد مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة؛ سيتم تفكيك تمثال الرئيس الأميركي السادس والعشرين ثيودور روزفلت (الذي شغل منصبه في 1901-1909)، الواقع أمام مدخل المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن بلدية المدينة وافقت على اقتراح بهذا الخصوص من جانب المتحف.
وقالت رئيسة المتحف إلين فاتر، في مقابلة مع الصحيفة، إنها وزملاءها من العاملين في المجال المتحفي، تأثروا بشكل عميق بحركة العدالة العرقية المتعاظمة التي نشأت بعد اغتيال جورج فلويد. وأشارت إلى تزايد الاهتمام بالتماثيل كرموز للعنصرية.
وأكدت رئيسة المتحف، أن سبب تفكيك التمثال المذكور، لا يرتبط بشخصية الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة، بل لوجود إشارة عنصرية في تصميم النصب نفسه، "في وسط النصب روزفلت على حصان وعلى كلا الجانبين هندي وإفريقي".
ونوهت بأنه كبادرة احترام تجاه روزفلت، يخطط المتحف لإطلاق اسمه على صالة التنوع البيولوجي.