وزير الصحة: البلد على أعتاب مرحلة الذروة بانتشار كورونا

العراق 2020/06/23
...

 
بغداد / المحافظات / مراسلو الصباح
 
 
أفادتْ وزارةُ الصحةِ والبيئةِ بان البلد على أعتاب مرحلة الذروة لتفشي فيروس كورونا بسبب الإعداد المتزايدة بالاصابات، بينما أكدت ان عقار "افيفافير" سيتم توفيره في المستشفيات نهاية الأسبوع الحالي.
وفي غضون ذلك، تواصل الجهات الصحية والادارات المحلية في المحافظات والعتبات المقدسة جهودها لإنشاء الردهات ومستشفيات سريعة النصب لاستيعاب المصابين بالجائحة. 
وقال وزير الصحة والبيئة الدكتور حسن التميمي في مؤتمر صحفي: ان تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد يشير إلى الدخول بمرحلة وبائية خطيرة خلال الايام المقبلة.
واضاف ان الوزارة تكثف جهودها من أجل استيعاب أعداد المصابين بالفيروس، لكن تصاعد أعدادهم يشير إلى دخول البلاد مرحلة وبائية خطيرة، موضحا أن الوزارة تسعى لإنجاز مستشفيات سريعة بسعة 400 سرير في بغداد والمحافظات الى الخدمة باسرع وقت وتجاوز التعقيدات الادارية والمشكلات المزمنة لتلك المشاريع، معربا عن أمله بمساعدة الجهات الرقابية لايجاد حلول نتجاوز بها العقد التي تمنع اكمال تلك المستشفيات في الظرف الصعب الحالي.
واكد التميمي عدم وجود علاج مضاد لفيروس كورونا حتى الان في دول العالم كافة، وما يتداول من اخبار عن ادوية ولقاحات انما هي تجارب علاجية ذات نتائج جزئية، مضيفا ان الوزارة تسعى الى مواكبة ذلك من خلال تحديث البرتوكول العلاجي للمرضى وفق اسس علمية تضمن سلامة الدواء بالدرجة الاساس وفاعليته وجدواه العلاجية، وبناء على ذلك انفتحت الوزارة على الدول التي ثبت فيها نجاعة بعض الادوية في مراحلها الاولية للاستفادة منها في تخفيف الام المرضى ومساعدتهم على تخطي المراحل الصعبة للمرض، وكذلك تشجيع الصناعة الوطنية على انتاج بعض الادوية التي يمكن ان تكون مفيدة وفق اليات تصنيعية معتمدة تضمن سلامة ومأمونية الدواء.
وبين ان الايام الماضية شهدت تصاعدا غير مسبوق باعداد الاصابات ما يشير الى قرب دخول الوضع الوبائي في مرحلة الذروة للتفشي، وما يشكله من خطر كبير على المواطنين، وضغط على المنظومة الصحية التي لم تأخذ من الاهتمام الكثير خلال الحقب الماضية.
ولفت إلى ان الخيار الوحيد للسيطرة على الوباء هو التزام الجميع بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والاهتمام بالنظافة الشخصية وخاصة غسل اليدين بااستمرار وعدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى، داعيا الاجهزة الصحية والامنية والقضائية لاتخاذ الاجراءات الصارمة لحماية ارواح المواطنين من خطر الوباء وايقاف سلسلة انتقاله من خلال تنفيذ التعليمات الصادرة عن لجنة الصحة والسلامة.
وأشار التميمي إلى أن عدد الوفيات بالفيروس لكل مليون نسمة في العراق بلغ 27 بينما وصل في الدول المتقدمة الى 250 وفاة، بينما بلغت نسبة الشفاء في العراق 45 بالمئة والوفيات 3.5 بالمئة.
 
عقار "افيفافير" 
بدوره قال خبير الصحة العامة في دائرة صحة بغداد الكرخ الدكتور زياد حازم لـ"الصباح": ان علاج "افيفافير" هو احد العقاقير و تم انتاجه من قبل احدى الشركات اليابانية منذ العام 1995 وتم تطويره في روسيا بشكل رسمي منذ ظهور كورونا بسبب ارتفاع عدد الاصابات هناك واعطاؤه للمرضى وتعافىبعض المرضى خلال اربعة ايام بدلا من 14 يوما.
واضاف ان 90 بالمئة من المرضى تشافوا بعد تناولهم العلاج في وقت مبكر لاصابتهم، حيث اثبت فعاليته على اغلب المصابين في روسيا منذ 14 ايار الماضي وادى الى انخفاض المنحنى الوبائي للاصابات بكورونا، وشفاء اكثر من 20 الف اصابة. 
ولفت حازم إلى أن فريقا طبيا عراقيا سيتوجه الى روسيا للاطلاع على تجارب العقار، موضحا ان وزارة الصحة عقدت اجتماعا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع الشركة الروسية لتنفيذ عقد بروتوكول تعاون مشترك لاستيراد العلاج، مؤكدا ان العلاج الروسي سيتوفر نهاية الاسبوع الحالي، وهو غير متوفر في الصيدليات ومن الصعوبة الحصول عليه، وسيتم توفيره في الوزارة ومؤسساتها الصحية حصرا.
وذكر ان الدواء لن يتم تصنيعه بالكامل في العراق، بل سيتم جلب المادة الخام وتوضع في كبسولات لأننا لا نملك حق تصنيعه.
واضاف حازم ان فرض الحظر الشامل للايام الثلاثة في الاسبوع او الحظر الجزئي والمناطقي لا يغيران شيئا من الواقع ، لان اغلب المواطنين يمارسون حياتهم الطبيعية ، وهذا القرار تمت مناقشته منذ الاسبوعين الماضيين ، لافتا الى ان انخفاض مستوى المنحنى الوبائي ، وارقام الاصابات غير مهمين بقدر المؤشر الخطير لارتفاع نسبة الوفيات التي اخذت بالزيادة في الاونة الاخيرة وقد تجاوزت اكثر من 80 حالة وفاة وتلك المؤشرات تعطي انطباعا بخطورة المرض، اما الراقدين في العناية المركزة فان نسبتهم لا تزيد على 1 % من عدد المصابين وهذا مؤشر إيجابي للغاية والسبب هو نجاح البروتوكولات العلاجية المطبقة في العراق، واستخدام العلاج ببلازما النقاهة الذي اثبت نتائج ممتازة للخروج من دائرة الخطر بالنسبة للحالات الحرجة.
واكد وجود مؤشر جيد تم رصده في الشارع بان المواطنين بدؤوا مؤخرا يمتثلون للتعليمات الوقائية بعد ان شعروا بخطر الفيروس، واخذت الأجهزة الأمنية بالتشديد من إجراءاتها، وهذه الأسباب ان استمرت  فانها سوف تسهم بتراجع عدد الإصابات.
مشددا على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي ، وارتداء الكمامات والكفوف، وضرورة الابتعاد عن الاماكن المغلقة ، وعدم اقامة الافراح والمناسبات ومجالس العزاء ، لان هذا الامر سيؤدي الى زيادة عدد الاصابات بالفيروس.
ردهة الحياة الخامسة 
من جانبه، قال مدير صحة بغداد الرصافة عبد الغني الساعدي لـ "الصباح": إن بناية الحياة الخامسة  التي تنفذها العتبة العباسية المقدسة تاتي لدعم جهود وزارة الصحة في مواجهة جائحة كورونا، موضحا 
 ان البناية انشئت على مساحة بلغت 5000 متر مربع وبسعة 120 غرفة مفردة لمعالجة المصابين وتضم وحدة صحية وملاحق للملاكات الطبية والادارية ومنظومات الانذار وعيادة للفحص المختبري والاشعة وحديقة كبيرة.
 
مستشفى الشفاء
وفي واسط، قال مدير دائرة الصحة الدكتور جبار الياسري لـ "الصباح": ان الملاكات الهندسية والفنية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة تواصل العمل لإكمال مشروع بناء مستشفى الشفاء الخاص بمعالجة المصابين بفيروس كورونا، حيث تقترب نسب الانجاز من 50 بالمئة وهو بسعة 80 سريرا وينفذ على أرض مساحتها 2500 متر مربع تابعة لمستشفى الزهراء التعليمي خلال مدة 30 يوما. وافاد بان الدائرة سترفد مستشفى الزهراء التعليمي المخصص لمعالجة مصابي كورونا بمجموعة من الملاكات التمريضية العاملة في المراكز الصحية كدفعة أولى وستكون هناك دفعة اخرى هذا الاسبوع الى مستشفيي الزهراء والكرامة، علما ان فترة التنسيب او النقل تعتبر مجزية للتدرج 
الطبي.
 
مشاف وعيادات متنقلة
بدورها، خصصت دائرة صحة نينوى اليوم مشافي جديدة وعيادات متنقلة لمعالجة مصابي كورونا.
وقال مدير صحة نينوى الدكتور فلاح الطائي لـ"الصباح": إن المحافظة شرعت بتخصيص مشفيين وخمس عيادات متنقلة عند مداخل ايمن مدينة الموصل لمعالجة المصابين بالفيروس. واضاف ان صحة نينوى خصصت ايضا عيادات متنقلة بالمحور الغربي من الموصل لاخضاع جميع الوافدين للفحوصات الطبية بعد تسجيل إصابات عديدة بينهم.
من جهته، قال المشرف على ملف فايروس كورونا في الموصل الدكتور محمد قاسم لـ"الصباح": ان الفرق الطبية وبالتعاون مع مفارز شرطة نينوى عملت على حجر ستة مناطق منها وهي الجوسق 
والطيران . والدندان ووادي حجر و موصل جديدة و الغزلاني، بعد اكتشاف تمركز مصابين ووافدين داخل هذة المناطق.