مع كل إعلان عن حظر شامل للتجوال او يشاع عنه في مواقع التواصل الاجتماعي، تتعالى الأصوات بين مؤيد ومعارض، فالبعض يراه قرارا صائبا للحد من ازدياد عدد الاصابات بجائحة كورونا التي فتكت بأرواح مئات الآلاف حول العالم ومازال خطرها مستمرا؛ بسبب عجز أغلب الدول عن ايجاد لقاح مضاد للفيروس، لكن بعض شرائح الكسبة وأصحاب الأعمال اليومية يرون أن فيروس كورونا أهون من قطع الأرزاق التي يفرضها حظر التجوال.
ازدياد
في ظل أزمة كورونا تشير التوقعات الأولية بحسب مصادر مطلعة الى ارتفاع نسبة الفقر في العراق الى مايزيد عن 34 بالمئة، بعد أن كانت 20 بالمئة، وهذه النسبة كبيرة جدا قياسا لبلد مثل العراق، وتحتاج الى خطط وحلول سريعة لتقليلها الى أدنى حد ممكن.
هموم أسريَّة
في حال تم فرض حظر شامل للتجوال مرة أخرى سأضطر الى بيع أثاث المنزل من أجل توفير لقمة العيش لأولادي «هذا ماقالته المواطنة سلمى سعيد وهي أم لثلاثة أولاد: أنا على علم بمدى خطورة هذا الفيروس، لكن في حقيقة الأمر في كلا الحالتين نحن في عداد الموتى، إن أصبنا بالمرض او التزمنا بالحظر، نحتاج الى دفع بدل ايجار للمسكن والمعيشة وباقي المتطلبات الأسريّة.
تسهيلات
في الوقت الذي أيد فيه المواطن أسامة محمد فرض حظر تجوال شامل للحد من هذه الجائحة التي قضت على معنى الحياة بقوله: لا بد من فرض حظر للتجوال شامل مع إلغاء جميع الاستثناءات، فبعد قرار رفعه ارتفعت الأعداد بشكل كبير وبات من الصعب السيطره عليه، إلا أن هناك مشكلة حقيقية تتمثل بشريحة الفقراء والكسبه ممن يقتاتون على رزقهم بشكل يومي، ويضيف محمد: في هذا الوقت نحتاج الى وقفة الحكومة في توفير فرص العيش للفقراء وتقديم التسهيلات المالية والغذائية، فعند تأمين هذا الجانب أصبح لزاماً على الجميع الالتزام بالوقاية وحظر التجوال لحين التخلص من الأزمة وعودة الحياة الى طبيعتها».
قلق
في حين شكا الموظف أحمد حسان من الوضع الراهن بقوله: ليس (الكاسب) فقط من يعاني وإنما الموظف الذي بات يتقاضى راتبه بعد أكثر من 40 يوما، والحال ذاته للمتقاعد، الأمر الذي سبب إرباكا في جميع مفاصل الحياة، مع القلق الدائم من انتشار الوباء بشكل كبير لايمكن السيطرة عليه، وتابع: أيضا هناك مشكلة الاستقطاعات التي ستطال رواتب الموظفين، نحن بحاجة الى حلول مدروسة تجنب المساس برواتب الموظفين مع كل أزمة وخصوصا بعد أن كيفوا أوضاعهم المادية حسب الرواتب التي يتقاضونها.
كساد
أما ليث عبد الرزاق صاحب أحد محال بيع الملابس فيقول: المشكلة الاقتصادية عامة، لكن ماالحل في أسرة تحتاج الى مصاريف، وصاحب المحل يطالب بمبلغ الايجار، وديون تترتب على البضائع المكدسة، لست المتضرر الوحيد، فهناك مهن أخرى أصابها الكساد نتيجة فرض حظر التجوال والإجراءات التي اتخذتها خلية الأزمة بغلق تلك المحال لمنع التجمعات.
خزينة خاوية
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي صرح في وقت سابق عن الوضع المالي للبلد بقوله: لم أجد أثناء تسلمي مهامي إلا خزينة شبه خاوية، ووضعا لا نحسد عليه بعد 17 عاما من التغيير، وقد تأثر العراق بشدة بجائحة كورونا التي شلت قطاعات واسعة من اقتصاد العالم وتسببت بانهيار أسعار النفط وفقدان أكثر من 50 بالمئة من قيمتها، والعراق يعتمد على ايرادات بيع النفط لتمويل ما يصل الى 95 بالمئة من نفقات الدولة.
جهود ذاتيَّة
رئيس منظمة موطني لتنمية الشباب إحدى منظمات المجتمع المدني نضال العبودي
بين: المنظمة كان لها دور بارز منذ آذار المنصرم وبعدة اتجاهات تمثلت في المشاركة ببرامج اذاعية وعبر البث المباشر في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للتوعية عن فيروس كورونا، فضلا عن القيام
بـ 16 حملة شملت توزيع سلات غذائية متنوعة بين 500 أسرة، وحليب للأطفال ومواد الوقاية (الكمامات والكفوف)،
وجميع ماذكر هو بجهود ذاتية من قبل المنظمة وبعض الاصدقاء بشكل طوعي، ولايوجد دعم من دائرة المنظمات غير الحكومية ولا من أي جهة حكومية
أخرى.
وأضاف العبودي: نفذت المنظمة
وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية حملات تعفير، وتوزيع بوسترات تعريفية عن طرق انتشار المرض وكيفية الوقاية منه،
فنحن مؤمنون بمقولة (الوقاية خير من العلاج)، خصوصا وأن العلاج الخاص بالقضاء على الفيروس لم يتوفر حتى
الآن.
ولفت رئيس منظمة موطني: أن عمل المنظمة في هذا الجانب يأتي ضمن الشعور بالمواطنة والرغبة في مساعدة المحتاجين لعبور هذه الأزمة، متمنيا من
الجميع الالتزام بأساليب الوقاية من ارتداء للكفوف والكمامات والمعقمات المنزلية المتمثلة بـ (الكلور، والكحول الطبي)، مع الالتزام بعدم المشاركة في مناسبات الأفراح والأحزان؛ لأنها ستكون بؤرا لانتشار المرض بشكل كبير، مع الالتزام بالحظر المنزلي وعدم الخروج إلا للضرورة رغم تقديرنا للظروف المعيشية الصعبة لبعض الأسر إلا أن الأمر يتعلق بصحة وحياة الآخرين، وهو أمر أخطر من الجوع، فمؤسساتنا الصحية ليست بالمستوى المطلوب لتتحمل هذا الكم الهائل من المرضى».
الأمل
ولفت العبودي الى: ضرورة إشاعة ثقافة التفاؤل والأمل بين المواطنين، فهذا الحال سينتهي ليكون لديهم هدف وأمل في مواصلة الحياة، المهم هو في كيفية الخروج من هذه الأزمة والالتزام بالوقاية الصحية، فعند ربط الجانب التنموي المتمثل بالتحفيز مع الجانب الإعلامي والثقافة الصحية، والتركيز على حالات الشفاء سيسهم في بث الأمل والالتزام بالتعليمات الصادرة من خلية الأزمة.
منح مالية
الباحث الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني يرى أن المواطن الكاسب بحاجة الى التعجيل في صرف مبلغ المنحة، فجميع الدول اتخذت إجراءات عاجلة في دعم شعوبها في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع، إذ صرفت المنح المالية نتيجة تفشي كورونا لضمان مكوثهم في المنزل»، ويتابع: نحن على أعتاب الشهر الرابع من فرض حظر التجوال، وهناك تأخير في صرف المنحة، المشمول بها 12 مليون شخص تم تقسيمهم على وجبات في كل منها 50 ألف أسرة، وهذا الأمر يحتاج الى وقت طويل، هذا مع العلم أن مبلغ المنحة بسيط جدا ولاينسجم مع أبسط سبل العيش
للأسرة.
وأضاف: هناك مشكلة أخرى تتمثل بعدم تأمين مفردات البطاقة التموينية التي كانت تسد رمق الأسر الفقيرة، ففي حال توفرها، يمكن أن تقلل من نسبة كسر حظر التجوال ويضع صحته وصحة أسرته في الأولوية، فليس من المنصف أن نطالب شخصا ما بالالتزام ولديه أطفال وكبار في السن هم بحاجة للعلاج ومساكن بحاجة لدفع بدلات الايجار وغيرها من الاحتياجات
الأخرى.