بكين / وكالات
حثت وزارة الخارجية الصينية الدول على النظر بموضوعية في أهداف القانون الخاص بهونغ كونغ، ودعت إلى وقف التدخل في شؤون الصين الداخلية، جاء هذا التصريح ردا على انتقادات من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بشأن إقرار الصين لقانون الأمن القومي الجديد الخاص بهونغ كونغ الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأربعاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان: إن «الدول الأجنبية يجب أن تنظر إلى الوضع في هونغ كونغ بشكل موضوعي»، مؤكدا أن «بكين لن تسمح بالتدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية».
وكشفت الصين، أمس الأول الثلاثاء، عن تفاصيل التشريع الجديد للأمن القومي الذي أعد خصيصا لهونغ كونغ، وتعهدت بكين بعقوبات صارمة على جرائم السعي للانفصال والتخريب تصل إلى السجن مدى الحياة.
وتقول الصين إن القانون ضروري للتصدي لمساعي الانفصال والتخريب والإرهاب والتواطؤ مع قوى أجنبية، وذلك عقب احتجاجات مناهضة للحكومة تصاعدت في حزيران العام الماضي وهوت بالمدينة في أكبر أزماتها خلال عقود، وأقرت أعلى هيئة تشريعية في الصين قانونا للأمن الوطني لهونغ كونغ، حسب ما أفادت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» أمس الأول الثلاثاء.
وقالت مصادر للصحيفة: إن «اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب وافقت على القانون بالإجماع في غضون دقائق من بداية اجتماعها»، وأفادت المصادر بأن «القانون دخل حيز التنفيذ (أمس الأربعاء) الأول من تموز».
وشددت الصين على أن فرض قانون للأمن القومي في هونغ كونغ شأن داخلي، رافضة أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية، وذلك ردا على إعراب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه البالغ» بشأن فرض هذا القانون.
وأعلنت شرطة هونغ كونغ، أمس الاربعاء، أنها اعتقلت 30 شخصا، بموجب قانون الأمن القومي الجديد الذي أقرته بكين ودخل حيز التنفيذ.
وتعليقا على الوضع في هونغ كونغ قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس: إن «ذلك سيؤثر في العلاقات الصينية الأوروبية»، وأضاف في تصريح صحفي، إن «ما يحدث هناك مثير للقلق للغاية، لأننا نعتقد أن الحكم الذاتي في هونغ كونغ يتآكل تدريجيا».
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة «ستقف إلى جانب شعب هونغ كونغ» وسترد على «هجمات الصين على حرياته».
وقال بومبيو في بيان له،: إن «قرار الحزب الشيوعي الصيني تطبيق تشريعاته القاسية للأمن القومي على هونغ كونغ يدمر الحكم الذاتي لها»، متهما الصين بانتهاك شروط الإعلان المشترك بشأن هونغ كونغ الموقع مع بريطانيا عام 1984.
وأضاف، أن «الولايات المتحدة ستستمر بالوقوف إلى جانب شعب هونغ كونغ المحب للحرية وسترد على هجمات بكين على حريات التعبير والصحافة والتجمع وعلى سيادة القانون»، مشيرا إلى أن تلك الحريات ساهمت في ازدهار هونغ كونغ
حتى الآن.
واعتبر بومبيو يوم 30 حزيران «يوما حزينا» بالنسبة لهونغ كونغ، بعد أن أقر مجلس نواب الشعب الصيني التشريع حول تطبيق قانون الأمن القومي الصيني
في هونغ كونغ.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على مسؤولين صينيين على صلة بما اعتبرته واشنطن «تآكلا» للحكم الذاتي في هونغ كونغ، كما أعلنت عن إلغاء الامتيازات التجارية لهذه المدينة ووقف تصدير المنتجات الدفاعية والتقنيات ذات الاستخدام المزدوج إليها.
وانتقدت واشنطن وعواصم غربية أخرى هذا القانون وأعربت عن خشيتها من مصادرته لهامش الحريات والديمقراطية في إقليم هونغ كونغ الذي ظل يتمتع بحكم شبه ذاتي منذ مغادرة البريطانيين له وعودته للصين في سنة 1997.