الطاقة الإيجابيَّة تعزز المناعة
ريبورتاج
2020/07/21
+A
-A
بغداد/ رلى واثق
جوانب إيجابيَّة
الباحثة في الشؤون الاجتماعية والنفسية سحر رائد قالت: «الفيروس تسبب بخوف وقلق عند أغلب شرائح المجتمع خوفاً من الإصابة، والغالبية منهم اتبع طرق الوقاية المختلفة من غسل اليدين والاهتمام بالنظافة على جميع الأصعدة، سواء الشخصيَّة أو المنزليَّة وحتى مكان العمل والتقيد بالتباعد الاجتماعي، وغيرها من الإجراءات الأخرى الخاصة بالوقاية من الإصابة بالفيروس، هذه الاحتياطات رافقتها متابعة الأخبار من على شاشة التلفاز أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة أخبار الفيروس وانتظار الحصيلة اليومية لأعداد المصابين، الأمر الذي أدى الى ازدياد الطاقة السلبيَّة عند الكثيرين والتي تسهم بدورها في إضعاف المناعة بصورة عامة».
وأضافت: «يفضل عدم متابعة الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا والانشغال بالتحدث مع الأصدقاء والقيام بالأعمال المنزلية، وقضاء وقت الفراغ في أشياء مفيدة، ما يساعد في التخلص من الطاقة السلبيَّة وتحسين الحالة النفسيَّة».
تابعت: «لا بدَّ من الالتفات الى الجوانب الإيجابيَّة التي رافقت ظهور الفيروس والتي تتمثل في القرارات الحكوميَّة المتعلقة بالحجر الصحي والذي وفر الوقت الكافي للالتقاء بالأسرة، لا سيما الأطفال والتعرف على هواياتهم ومشاركتهم اللعب، وإعداد أصناف الطعام المختلفة ومتابعة برامج تلفزيونيَّة لم يكن الوقت يسعفنا في الماضي لمتابعتها، بعيداً عن قلق الفيروس».
وبينت الباحثة رائد أنَّ «الهلع من أكثر الإشارات النفسيَّة التي يبرزها الإنسان نتيجة الأزمات كما يحدث حالياً مع وباء كورونا، ومع كثرة الحديث عبر وسائل الإعلام مع وجود معلومات خاطئة بين الحين والآخر سيطر الهلع على شرائح كبيرة من المجتمع، لدرجة الهوس بالتعقيم والالتزام بالحجر المنزلي، وفي الوقت عينه هناك من لا يبالي بهذا الوباء ولا يتابع أخباره، فالاستسلام للخوف يؤدي الى ضعف جهاز المناعة، وهذا يشكل فرصة للإصابة بفيروس كورونا، لأنَّ الجسد يستجيب للضغط النفسي لا إرادياً، لذلك يجب عدم التركيز على الأفكار السلبيَّة».
علاج بالطاقة
في الآونة الأخيرة ظهر ما يعرف بخبراء الطاقة وطرق المعالجة بها، إذ قدمت إحدى المختصات بهذا المجال بعض النصائح للتخلص من الطاقة السلبية خلال المرحلة الحالية تتمثل: بممارسة تمارين التنفس بانتظام للتخلص من الطاقة السلبية والشعور بالراحة والسعادة، والإقبال على الحياة، مع ضرورة الالتزام بقراءة أذكار الصباح والمساء بشكل يومي، للتخلص من الطاقة السلبيَّة والشعور بالاطمئنان والراحة النفسية، والتقرب من الله بجميع الطرق والوسائل لإشباع الجانب الروحي لدى الإنسان.
وبينت المختصة: «تفضل ممارسة تمارين التأمل بانتظام مثل اليوغا التي تساعد على تحسين الحالة النفسية للإنسان وتجعله يشعر بالراحة والطمأنينة، مع التركيز على تناول المشروبات التي تساعد على تهدئة الأعصاب كالينسون وغيرها، والابتعاد عن تناول المنبهات والتدخين، مع اتباع نظام غذائي صحي متوازن وشرب الماء بكميات كبيرة، والتمتع بساعات نوم كافية، وهذه كفيلة لتقوية جهاز المناعة لدى الإنسان».
صناعة الإعلام
الدكتور عبد الله الحديثي (أستاذ الإعلام في الجامعة العراقيَّة) قال: «مما لا شكَّ فيه أنَّ لوسائل الإعلام أثراً كبيراً في توجيه السلوك، فلم تعد وسائل الإعلام مجرد ناقل للخبر والحدث كما يقال، بل أصبحت مع تطور الإعلام الالكتروني الرقمي صانعة للحدث ومؤثرة فيه وقادرة على التغيير في أنماط السلوك ومن المؤكد أنَّ جائحة كورونا خلقت إحباطاً وكآبة وآثاراً سلبية سيئة لدى عموم الناس بسبب الحجر الذي طال أمده ونتيجة الخوف والقلق اللذين تسببهما هذه الجائحة، لذلك تستطيع وسائل الإعلام أنْ تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من هذه الآثار عن طريق بث روح الأمل والتفاؤل بين الناس مهما كانت الجائحة خطيرة، فضلاً عن نشر الأخبار السارة وإعطائها المساحة الواسعة من قبيل إيجاد علاج لهذا الفيروس أو لقاح، وكذلك كثرة حالات الشفاء وغيرها من الأخبار التي تبعث على التفاؤل وليس العكس».
وأضاف الحديثي أنه «من الضروري عدم التضخيم والمبالغة في الأخبار السيئة لمرض كورونا؛ وهذا لا يعني التجاهل أو التقليل من خطره، وإنما الموازنة بين نشر الخبر للحيطة والحذر مع عدم التهويل، مع المداومة على نشر الوعي بين الناس وكيفيَّة التعامل مع هذا الوباء من لبس الكمامات والكفوف والالتزام بالتباعد، فللإعلام دورٌ مهمٌ ومؤثرٌ بين المتلقين، وعلى وسائل الإعلام الإكثار من برامج التسلية أو كيفيَّة استثمار الوقت بأشياء مفيدة لتقليل الروتين والملل، هذا مع ضرورة تحري الدقة في نقل المعلومات الخاصة بهذا الفيروس، وما لا شك فيه أنَّ وسائل الإعلام ستبقى شريكاً مهماً لكل مؤسسات المجتمع بما يواجهه من مشكلات اقتصاديَّة واجتماعيَّة وصحيَّة».
الجوانب الإيجابيَّة
الدكتور فاضل البدراني (أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية) أشار الى «ضرورة إجراء المقابلات الصحفيَّة وإعداد البرامج الخاصة بهذا الموضوع، شريطة أنْ يتم التركيز على الأسئلة التي ينتج عنها الجواب الإيجابي، وتركيز وسائل الإعلام على نسبة حالات الشفاء لأنها نقطة جوهريَّة، وفي البيانات الحكوميَّة يفترض أنْ يكون إعلان حالات الشفاء أولاً ومن ثم الوفيات وأعداد الإصابات».
وأضاف «على الإعلامي استضافة شخصيات إيجابيَّة، الجهات الطبيَّة ليست هي المسؤولة لوحدها عن محاربة الفيروس، فالإعلام له تأثيرٌ كبيرٌ في توضيح طرق الوقاية ودعم المصابين نفسياً عن طريق برامج خاصة تدعمهم من أجل تجاوز الأزمة. خصوصاً أنَّ الفيروس ما زال مجهولاً للجميع، لكنَّ ذلك لم يمنع من السعي لإيجاد علاجات تحد من انتشاره وتساعد المصابين على الشفاء لحين إيجاد لقاح خاص من الإصابة بالفيروس، وهذا الأمر بدا واضحاً من خلال ازدياد حالات الشفاء بين المصابين.
ولا بدَّ من تذويب حالات الخوف من خطر الفيروس؛ وهذا لا يعني الاستغناء عن طرق الوقاية الذاتيَّة كارتداء الكفوف والكمامات، بل التركيز على أنَّ نسبة الوفيات لا تتعدى 2 بالمئة لمن هو بأوضاع صحية متردية، وليس بالضرورة أنْ يكون كبار السن هم ضحايا الفيروس، إنما الضحية من ينتابه الخوف ويؤثر سلباً في صحته العامة».
ويتابع البدراني: «جائحة كورنا ليست مستعصية بل هي انفلونزا طبيعيَّة، لكنها خطيرة على من تكون مناعتهم ضعيفة، وعلى الإعلام تسليط الضوء عن طريق برامج مختلفة على حالات الشفاء وإجراء مقابلات مع المتعافين وكيفيَّة مجابهتهم للمرض».