انهيار {إنتل» العملاقة ليس صحيحاً

علوم وتكنلوجيا 2020/08/18
...

نيويورك/ وكالات
إنَّ إلقاء نظرة سريعة على البيانات المالية لشركة إنتل لا يشير إلى أنَّ الشركة تعاني من أي شيء، إذ حصدت الشركة 19.7 مليار دولار في إيرادات الربع الثاني هذا العام، بزيادة 20 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ومن الواضح أنَّ انهيار إنتل الوشيك ليس صحيحًا تمامًا، لكنَّ النتائج المالية لا تروي القصة كاملة.
فقدَ سهمُ شركة إنتل 17 في المئة من قيمته، ويرجع السبب في ذلك لتأكيد الشركة أن عقدة المعالجة 7 نانومتر ستتأخر لمدة ستة أشهر، وإذا كنت تريد إجابة عن كيفية وصول إنتل إلى موقعها الحالي، فعليك العودة إلى الوراء قليلاً.
التكامل الرأسي
تحتل شركة إنتل موقعًا فريدًا بين عمالقة أشباه الموصلات، فهي الشركة الوحيدة التي لا تزال تمتلك وتشغل مصانعها الخاصة، التي توجد في الولايات المتحدة وأيرلندا والصين، فهي تعمل بطريقة ما يُعرف باسم (التكامل الرأسي)، الذي يعني أنَّ شركة إنتل تمتلك سلسلة التوريد الخاصة بها، ولا يقتصر تكليف موظفي الشركة على تصميم المعالجات فحسب، بل يتم أيضًا تصنيعها باستخدام عمليات الطباعة الحجرية المتقدمة، وصولاً إلى الترانزستورات على مستوى النانومتر.
إنَّ موقف شركة إنتل الآن لا تشاركه أي شركة في الصناعة، إذ باعت (AMD) منتجاتها الفخمة منذ فترة طويلة، ولم يكن لدى (Nvidia) أي شيء، وبدلاً من ذلك، تستخدم شركات، مثل: (TSMC) و (GlobalFoundries) وسامسونغ، لإنتاج الرقائق نيابة عنها.
لفترة طويلة كانت هذه هي الحال بالنسبة لشركة إنتل ومع ذلك، فهو أيضًا مفتاح للحديث اليوم حول سبب توقف إنتل بعد حفاظها على الصدارة لسنوات، كما واجهت إنتل بعض المطبات السريعة الشديدة.
 
14 نانومتر
يجب أنْ تكون عقدة المعالجة 10 نانومتر بمثابة الإنجاز التكنولوجي لشركة إنتل، حيث توظف الشركة الآلاف من المهندسين المتميزين، ووفقًا لمعظم التقارير، كانوا جميعًا حريصين على جعل عقدة العملية 10 نانومتر أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية على هذا الكوكب. وعلى الرغم من كل خبرات الشركة – لا تنخدع أبدًا بالاعتقاد بوجود نقص في الأشخاص الماهرين في الشركة – فإنَّ العقدة 10 نانومتر لن تمنح إنتل مطلقًا الميزة الرائدة التي كانت تهدف إليها.
كان أول منتج 10 نانومتر، (Cannon Lake)، وهو عبارة عن تقليص لقالب معمارية (Kaby Lake) المشتقة من (Skylake)، حيث كان من المفترض في البداية إطلاقه في العام 2015. 
تأخّرت بشكل كبير وخفضت رتبتها بعد ذلك، من حيث النطاق والحجم، وكانت شريحة (Cannon Lake) الأولى والوحيدة، كما تم إصدار (Core i3 8121U) في أوائل عام 2018. ومع ذلك، لا يمكنك تسميته إطلاقًا.
 
الجيل العاشر
تم العثور على معالجات 10 نانومتر الوحيدة المتوفرة حاليًا في أجهزة الحواسيب المحمولة من الجيل العاشر، التي تم إطلاقها بعد أكثر من عام من ظهور (Cannon Lake) على الساحة. ومن المتوقع أنْ يتم الإعلان عن بديل هذا الجيل من الرقائق، (Tiger Lake)، في أيلول، كما يجب أن يضع ذلك إنتل في إيقاع إطلاق 10 نانومتر أكثر ثباتًا على الأقل.
بالعودة إلى حزيران 2018، استقال الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، (Brian Krzanich)، بسبب الكشف عن علاقة شخصية وتوافقيَّة مع أحد موظفي الشركة. إذ ترك خلفه المدير المالي السابق (بوب سوان)، مع الوظيفة المؤسفة المتمثلة في كتابة خطاب مفتوح لشركاء إنتل ومورديها ومساهميها الذين يواجهون الشائعات المتزايدة عن نقص الإمدادات في الشركة بعد ذلك بوقت قصير.
وجاء في الرسالة المفتوحة: "إن العودة المفاجئة لنمو (PC TAM)، – إجمالي السوق القابل للعنونة – قد ضغطت على شبكة مصانعنا، ونحن نعطي الأولوية لإنتاج معالجات (Intel Xeon) و(Intel Core) حتى نتمكن بشكل جماعي من خدمة القطاعات العالية الأداء في السوق. ومع ذلك، فإنَّ العرض محدود بلا شك، لا سيما على مستوى الدخول في سوق أجهزة الحاسب".
 
عملية "7nm"
تم التخطيط لبدء عقدة العملية (7nm) لإطلاقها في العام 2021. ومع ذلك، أكد (بوب سوان) أنَّ هناك "مشكلة معروفة موجودة في عملية 7 نانومتر كانت تتسبب في انخفاض العائدات الخطأ أكثر مما كان متوقعًا. وبالتالي ستؤجل إنتل العملية حتى عام 2022".
يُذكر أن شركة إنتل تسعى للتعامل أيضًا مع (TSMC) لإنتاج كمية كبيرة من الرقائق، إذ أدت هذه الخطوة، على الرغم من عدم تأكيدها بعد، إلى تكهنات بأنَّ إنتل تسعى للحصول على مزيد من الدعم من طرف ثالث في المستقبل.
كانت هذه التأخيرات، في البداية عقدة عملية 10 نانومتر وآخرها عقدة عملية 7 نانومتر، التي أنتجت معظم مشكلات الشركة. ومع ذلك، فإنَّ فقدان (Apple to Arm)، والضغط من (AMD)، وطموحات (Nvidia) للسيطرة على مركز البيانات وأعباء عمل التعلم الآلي باستخدام وحدات معالجة الرسوميات المتوازية للغاية، قد أدت فقط إلى مضاعفة أعراضها.
 
موهبة هندسية رائعة
استجابة للضغط المتزايد على قسم التكنولوجيا، كشف الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، بوب سوان، عن "تغييرات في كبار مسؤولي الشركة. حيث غادر الدكتور (مورثي رندوتشينتالا) الشركة في 3 آب 2020، وسيتم حل منصبه في السلطة العامة على التكنولوجيا وهندسة الأنظمة ومجموعة العملاء وفصلها إلى أقسام أصغر".نحن لا نكتب نعي إنتل، مع ذلك – هناك مبالغة في التقارير المتعلقة بخروج إنتل من السوق، إذ استمرت الشركة في دفع الحدود التكنولوجية لبناء المعالجات لسنوات، وسواء كنت تقدّر ستراتيجية التعامل مع المستهلك أم لا، فمن المرجح أن تستمر الشركة في القيام بذلك لمواجهة المنافسة الصعبة.
إذا كان هناك شيء واحد يمكن أنْ يشتريه المال، فهو موهبة هندسية رائعة. وإذا كنت تتذكر، فإنَّ إنتل لا ينقصها المال أو
 المواهب.