عگلي وزماني يا حمود ردوه اليه

ثقافة شعبية 2020/08/19
...

جبار عودة الخطاط 
 
 
 
للزواج من امرأة ثانية وما تشعر به الزوجة الأولى من حيف وحزن وما يتمخض عن ذلك من تداعيات و مفارقات نفسية واجتماعية نصيب وافر من الإرث الشعبي العراقي ،لاسيما في منطقتي الجنوب والفرات الأوسط وغالباً ما يرتبط ذلك مع ما تفرزه حالة العوز والفاقة التي لازمت الأعم الأغلب من أبناء هذه المناطق و نُقِل عن بعض حكماء تلك المناطق قول لا يخلو من التهكم مفاده»ان الفقير منهم إذا تحسنت أحواله الاقتصادية يبادر فوراً لشراء مسدس والزواج من امرأة ثانية» 
والزوجة الاولى بطبيعة الحال تصاب هنا في مقتل وتجد من الصعوبة استيعاب حقيقة أن ثمة امرأة أخرى باتت تشاطرها زوجها وإن عليها أن تتقبل ذلك ومما يفاقم إحساسها الموجع بالقهر هو نظرة الشماتة من لدن نساء أخريات لها في المنطقة وهن في الغالب من أرحامها وأصحابها
ومما يتناقله كبار السن في مدينة العمارة من حكايات لا تخلو من الطرافة في هذا الصدد إن زوجة استبدت بها الغيرة في ليلة زفاف زوجها على امرأة أخرى، فطرقـت الباب على زوجـها و قالت له :
- يا سيد وين أنام ؟
 أجابها:
نامـي بلحافـچ.. 
و الرحمـن حافــچ
وبأطيافه طافچ.. 
وتهدّي النسوان
و تحلل كل حرام!!
فانصرفـت، وبعـد قليـل عاودتها الغـيرة بأشد مما كانـت عليه فهـرعت إلى الباب و طرقـته على زوجـها و قالت له:
يا سـيد وين أنام؟؟ 
أجابـها:
نامـي بالتبـن.. 
يا فص الجـبن 
هسـة يجـينا ابن.. 
و نخـليه گـيم بالامام
فانصرفـت، وبعـد قليـل عاودتـها الغـيرة بأشد مما سـبق فهرعـت إلى الباب و طرقـته و قالت له:
 يا سيد وين أنام؟؟ 
أجابـها: 
نامـي بنص جـهنم.. 
وتنـورچ تهــدم
والسـيد تنـدّم.. 
على ذاك الكــلام 
فانصرفـت ولم تعـد إلى طرق الباب مرة أخرى. وعند الصبـاح خاطب عروسـه قائلاً: 
صبحـتي مثل حمامات بالقفـص 
والعـين ما بيــها دمص 
وإن چان عمـرچ نگـص 
 أچملـة من عُمـر العمام..
بالمقابل الزوجة الثانية هي الأخرى تسعى للانعتاق من قهر العنوسة والوحدة التي فرضتها عليها الكثير من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي لا مجال للخوض فيها الآن.. هي تحلم يوماً بأنها سوف تتحرر من ذلك لتكون (سيدة بيت) حتى لو أصبحت زوجة ثانية، بعدما طال انتظارها لسنوات طوال لرجل يطرق بابها وبيده باقة ورد حمراء، وهكذا تجد تلك المرأة الحالمة إن القطار راح يبتعد عنها ولم يتوقف كما تشاء عند فارس أحلامها، لذا هي ترتضي أن تكون زوجة ثانية وهي تفضل أن تكون ضرة على أن تبقى عانساً.. والزوجة الأولى ربما تكون محقة في رفضها تقبل هذا الموضوع لأسباب كثيرة وربما يجانبها الحق وتبقى كل حالة مرهونة بظروفها وتفاصيلها.. 
وحصة هي زوجة كانت سعيدة ببيتها وزوجها حمود.. ويقال هي امرأة من الناصرية وكانت تعشق زوجها بشكل كبير وكانت تتمنى أن ترزق منه بأطفال ولكن شاءت إرادة السماء خلاف ذلك. 
وبسبب شظف العيش وعدم تيسر فرص العمل سافر حمود الى الكويت للعمل هناك وحالفه الحظ فوجد ضالته بالعمل لدى أحد الشيوخ هناك.. وراح يبعث لزوجته ما يسد حاجة البيت من المال، وكلاهما سعيدان بذلك غير إن ما لم يكن بالحسبان هو ما حصل بعد خمس سنوات إذ وصلت الى حصة رسالة نزلت على رأسها كالصاعقة يقول فيها «سوف اتزوج من ابنة الشيخ وعلينا أن نتقبل هذا الأمر». 
شعرت حصة بأن الارض تدور بها بشدة ولم تجد جواباً لحبيبها حمود سوى قولها «انا لا اريد الا سعادتك» وبعد فترة وصلها خبر ان حمود قد تزوج فعلاً ووقع مالم يكن بالحسبان فبكت حصة واخذت تردد: 
عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه 
لو عرّست يهواي وانته بسلامه 
مرتك تنط تموت وانته بسلامه 
ايا وليفي
ايا وليفي
ايا يمه.. عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه
لو عرست ياهواي وديلي حنه
انت إعرست واوفيت واحنه بحزنه
ايا وليفي
ايا وليفي
ايا يمه.. عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه
حطيتك بسرداب فوكك متر صب 
واشي ولكيته وياك من ياكتر طب
ايا وليفي
ايا وليفي
ايا يمه.. عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه
سردابك اظلم ليش مافتشيته
 والواشي كبلي بيوم كاعد لكيته 
ايا وليفي
ايا وليفي
ايا يمه.. عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه
واتعنى للعباس واشجي الهضايم 
من ولفي كبلي بيوم بالحضرة نايم 
ايا وليفي
ايا وليفي
ايا يمه.. عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه
ساسك رمل هيال من ياشريعه 
علرايح وعلراد سرك تبيعه
ايا وليفي
ايا وليفي
ايا يمه.. عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه
.. كون انكلب فنيان بيد الكهوچي ...
واوصل لحلك هواي وانتحب وابچي
ايا وليفي
ايا وليفي
ايا يمه.. عگلي وزماني ياحمود ردوه اليه